أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعد الشديدي - عراقنا المغدور ما بين الحجاب والسفور














المزيد.....


عراقنا المغدور ما بين الحجاب والسفور


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1289 - 2005 / 8 / 17 - 11:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ما يجري في العراق شكلٌ من أشكال الكوميديا السوداء.
فلم يحدث في التاريخ إن خرج المظلومون مطالبين بالبقاء تحت الظلم والعسف والاضطهاد كما حدث في تظاهرات البصرة النسوية التي نُظِمَت من قبل أحزاب الإسلام السياسي الشيعي. ولم يحدث في أي صقعٍ من أصقاع الكرة الأرضية أن تغنى المسجونون بقيودهم التي أدمت أيديهم، اللهم إلا أولئك النسوة اللواتي خرجن في مدينة البصرة، جنوب العراق يوم أمس، ملتفعات الجادرنماز الإيراني مطالبات بتطبيق الشريعة في مجال الأحوال الشخصية وإلغاء جميع الحقوق الممنوحة للمرأة والمنصوص عليها في قانون الأحوال المدنية 188 لسنة 1959 وتضمين ذلك في نصوص واضحة في الدستور، متجاهلات انتمائهن الى وطن أسمه العراق.
العراق الذي خطّ فيه الإنسان أول قصائد الغزل بالمرأة في التاريخ. العراق الذي كانت فيه المرأة آلهة وملكة وكاهنة كبرى للمعبد منذ اكثر من سبعة آلاف عام. العراق الذي لم يجد شعراؤه ممن كتبوا ملحمة جلجامش، أول ملحمةٍ شعرية معروفة في تاريخ الإنسان، من مخلوق ذي حكمة وفصاحة لإغواء انكيدو وعزله عن عالم الحيوان وضمّه الى حظيرة البشر غير المرأة فأرسلوها إليه.
عراق عشتار التي تتحدى قوى الظلام وتنزل الى العالم السفلي لتعيد دموزي الى الحياة بحبها وإصرارها وحكمتها ليشيع بعودته الخصب والرخاء في أرجاء الأرض. عراق أنانا، الآلهة الأم المتناسخة عبر العصور في ديانات العالم المختلفة بأسماء وصور عديدة.
ما يحدث كلّ يوم في جميع دول العالم أن تخرج النساء للتظاهر للمطالبة بحقوقهن لا للتنازل عنها، ولا لتهديد الدولة وكاتبي الدستور بالويل والثبور إن هم لم يعيدوا النساء الى المطابخ والى مكانهن المعهود تحت حذاء الرجل الوصيّ ووليّ الأمر وإلى سريره يباشرها متى ما شاء ويهجرها في المخادع إذا ما شاء وحسب الشريعة أيضاً.
وهل هذا معقول؟؟ هل يخرج العبد للمطالبة بالإبقاء على قوانين الرقيق الأبيض؟ وأين؟ في العراق الذي نفترضُ انه يشهد مخاضاً عسيراً بعد عقود من الظلام والديكتاتورية ومصادرة حقوق وحريات الجميع رجالاً ونساءا. العراق الذي ضحى رجاله ونساؤه من أجل ان تشرق شمس الحرية والعدالة وتكافئ الفرص على جميع أبنائه وبناته وعلى مختلف قومياتهم وأعراقهم ودياناتهم وانتماءاتهم. العراق الذي حصلت المرأة فيه على منصب الوزارة منذ أكثر من خمسة وأربعين عاماً، وليسألوا الدكتورة نزيهة الدليمي الموجودة الآن في بغداد عن ذلك فقد تقلدت منصب وزارة البلديات لتكون أول وزيرة عراقية وربما على المستوى العربي.
يبدو ان منظمي التظاهرات قد رفعوا شعارات عديدة ولكنها لم تكن معبّرة عما يريدون بالضبط. لذلك أقترح عليهم رفع شعارات واضحة لكسب الجماهير النسوية الى حركتهم القادمة من وراء الحدود. اقتراحي لهم ان يرفعوا الشعارات التالية:

تسقط حقوق المرأة..عاشت العبودية
ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب.
زواج المتعة نعمة واللي يكرهها يعمى.
لا تعطيني حريتي ولا تطلق يدّيا.
نحن النساء ناقصات عقل ودين.
أريد أن أبقى خادمة تحت قدميك يا سي السيد.
ضايجة من هالعيشة بين أربع حيطان..أريد ضرّة.. وما عندي مانع إذا صاروا أربعة.

كما اقترح إن يجعلوا من نشيد نحن الشبابْ لنا الغدُ..ومجدُه المخلّدُ..نشيداً لحركتهم بعد تغييره إلى:
نحن النساءْ نُستعبدُ.. وسجنُنا مؤبدُ.


ترى ماذا ستكون ردود فعل الشاعر جميل صدقي الزهاوي الذي كتب في بغدادنا قصائده منذ مائة عام يحرّض فيه النساء على الخروج على ظلم المجتمع ألذكوري ويدعوهنّ الى ترك الحجاب:

أسفري فالحجابُ يا ابنةَ فهرٍ....... هو داءٌ في الاجتماعُ وخيمُ
كلُّ شئٍ الى التجددِ ماضٍ........... فلماذا يُقرّ هذا القديمُ.؟؟؟؟

ماذا سنقول للزهاوي؟؟ أليس من حقه أن يشعر في قبره بالامتعاض لأن هناك من نساء بلده مَن بقيّ واقفاً مكانك راوِح منذ قرن كاملٍ من الزمن، لا بل ويصرّ على العودة الى الوراء درّ، بينما تسعى شعوب العالم جميعها الى أن تمشي الى أمام سِرْ؟
أتساءل إن كنّا في بداية القرن الواحد والعشرين أم في زمن آخر؟؟
لا أمزح ولكنني أتساءل بالفعل إن كان هناك من نساء العراق من تريد أن تقبع تحت نير عبودية المجتمع ألذكوري والقبول بأستبداده بل والمطالبة بشرعنة ذلك، أم هو كابوس ثقيل أتمنى أن نصحو منه جميعاً..وبسرعة.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات الحكيم.. عشرة عصافير بحجر واحدة
- هل تدعم إيران الإرهاب السلفي في العراق؟
- السادة والعبيد في العراق الجديد
- من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه
- لمحمد الوردي..والنار التي في قلبه
- عاشِروا الأكراد بالمعروف.. أو.. طلّقوهم بالمعروف
- سجّل أنا شيعي...
- كولاج عراقي لسماء قاتمة
- سوناتا القيامة
- قصيدة: اور..الناصرية..اوروك الورقاء


المزيد.....




- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعد الشديدي - عراقنا المغدور ما بين الحجاب والسفور