أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - الأخوين ميناكمي، لبلاوتوس 4/4















المزيد.....

الأخوين ميناكمي، لبلاوتوس 4/4


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4578 - 2014 / 9 / 18 - 07:27
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



الجزء الرابع والأخير


سينيكس: (إلى المشاهدين) آلام الظهر تتعبني من طول القعاد، وعيناي تؤلماني من النظر. أنا في انتظار عودة الطبيب من زيارة أحد مرضاه. ها هو يأتي أخيرا. هل يمكن أن تسير أسرع من السلحفاء؟

(يدخل الطبيب)

الطبيب: تقول ماذا جرى له؟ أخبرني سيدي، هل هو يعاني من حالة الهلوسة؟ أم حالة الهيستيريا؟ أم الهايدروسيفالي؟

سينيكس: افحصه الآن، حتى تعرف مرضه، ولكي تعالجه.

الطبيب: آه، ليست هناك مشكلة. سوف يصبح على ما يرام. أعدك بذلك، وأقسم لك بشرفي.

سينيكس: حسنا، اعتني به، واتقن عملك.

الطبيب: اتقن عملي؟ أنا دائما أتـقن عملي مع مرضاي.

(يدخل إلى المسرح ميناكموس 1)

سينيكس: حسنا، هذا هو المريض. دعنا نراقب ما يفعله.

ميناكموس 1: (إلى المشاهدين) يا إلهي، ما هذا الحظ السئ الذي نزل علي اليوم. لقد ظننت أنني أستطيع أن أبقي كل شئ في السر. لكن يبدو أن صديقي النتن بينيكولوس، السفنجة، كشف كل الحكاية وفضحني. نعم، هو سبب كل مشاكلي. أقسم أنه سوف يدفع حياته ثمنا لذلك. أما السيدة إي، فقد تصرفت كما هو متوقع. أنا حقا بائس مسكين.

سينيكس: هل سمعت ما يقول؟

الطبيب: نعم، يقول أنه بائس مسكين؟

سينيكس: من فضلك تحدث معه.

الطبيب: أنعم مساء، يا ميناكموس.

ميناكموس 1: اذهب وارم نفسك في البركة.

سينيكس: (يهمس إلى الطبيب) هل لاحظت شيئا؟

الطبيب: (يهمس إلى سينيكس) يبدو أن دستة زجاجات من عقاقيري المخصوصة، لن تفيد في حالته. (يخاطب ميناكموس 1) من فضلك، ميناكموس.

ميناكموس 1: ماذا تريد؟

الطبيب: هل تمانع في الإجابة عن سؤال أو اثنين؟

ميناكموس 1: امش انجر من هنا، فاهم؟

الطبيب: انظر، فيه احتمال مرض السيكوسيس المستعصي. لو سمحت، أجب عن سؤالي.

ميناكموس 1: لماذا لا تسألني عما إذا كنت أفضل الخبز البنفسجي، أو الأحمر، أو الأصفر؟ أو اسألني عما إذا كنت أفضل الطيور التي لها قشر سمك على الأسماك التي لها ريش طيور؟

سينيكس: أه، يا إلهي. هل سمعت؟ إنه يخرف. لماذا لا تسرع وتعطيه شيئا، قبل أن تسوء حالته؟

الطبيب: لا، انتظر لحظة. لاتزال عندي بعض الأسئلة.

سينيكس: ستقتل الرجل بأسئلتك.

الطبيب: الآن اخبرني، هل عيناك دائما شاخصتان مبحلقتان في السقف هكذا؟

ميناكموس 1: لماذا؟ أتظنني، أبو جلمبو؟ عجايب.

الطبيب: أخبرني، هل بطنك بتكركب؟

ميناكموس 1: عندما آكل كثيرا، لا شئ يحدث، لكن لما أجوع، بطني تنتفخ وتكركب.

الطبيب: هل تنام جيدا، أم لديك مشاكل عند النوم؟

ميناكموس 1: أنام جيدا عندما أسدد ديوني. بحق جوبيتر وكل الآلهة، لماذ كل هذه الأسئلة؟

الطبيب: (يهمس في أذن سينيكس) إنه في مرحلة بداية الهبل. من الأفضل أن تجعله تحت الملاحظة الدائمة.

سينيكس: بداية الهبل، لماذا؟ إنه يبدو حكيما الآن بالمقارنة بحالته قبل أن أستدعيك؟

ميناكموس 1: ماذا تقول؟

سينيكس: أنت رجل مريض.

ميناكموس 1: من؟ أنا؟

سينيكس: نعم، أنت. لقد هددتني بدهسي بعربة تجرها الخيول. نعم فعلت.

ميناكموس 1: (غاضبا) نعم، وأنت سرقت تاج جوبيتر المقدس. وأيضا قتلت أباك وبعت أمك في سوق العبيد. أتتهمني بفعل أشياء لم أفعلها؟ ما رأيك الآن في إجابتي، هل تعجبك؟ هل هي إجابة رجل عاقل أم لا؟

سينيكس: بحق السماء، اسرع أيها الطبيب. افعل ما يجب فعله في مثل هذه الحالة. ألا ترى، الرجل قد صار باذنجان خالص.

الطبيب: تعرف، من الأفضل نقله لمصحتي.

سينيكس: هل هذا رأيك؟

الطبيب: بالطبع، هو رأيي. هناك، أستطيع العناية به بطريقة أفضل.

سينيكس: حسنا. كما ترى.

الطبيب: (إلى ميناكموس 1) الآن، الآن اطمئن ولا تقلق من أي شئ. سأعطيك علاج العشرين يوما. وهو علاج مضمون مفعوله أكيد.

ميناكموس 1: آه، ستقوم بعلاجي، إه؟ حسنا، وأنا أيضا سأعطيك علاج ثلاثين يوما بقبضتي هذه.

الطبيب: (إلى سينيكس) احضره إلى مصحتي حالا.

سينيكس: حاضر، سأحضره بأسرع ما يمكن.

الطبيب: سأبدأ في الاستعداد لاستقباله وتجهيز ما أحتاجه في علاجه.

سينيكس: سأحضره على وجه السرعة؟

(يدخل سينيكس بيت ميناكموس 1، ويغادر الطبيب المسرح)

ميناكس 1: (إلى المشاهدين) أخيرا بقيت وحدي. أيتها الآلهة، ماذا يجري هنا؟ هؤلاء الناس يقولون أنني أهبل مجنون. لماذا؟ لم أكن مريضا يوما ما منذ أن ولدت. لست مجنونا أو مخبولا. لم أبدأ أبدا شجارا. أنا عاقل أتمتع بتمام العقل. أتعرف على الناس عندما أراهم وأتحدث معهم. ربما يكونون هم المجانين؟ أه، ما عساي أن أفعله الآن؟ أريد أن أذهب إلى بيتي، لكن زوجتي لن تدعني أدخل البيت، وكذلك وبالتأكيد، السيدة إي. لقد امتزجت الأحداث وتلخبطت الأمور، وانقلبت كلها فوق رأسي. سأجلس هنا على عتبة الدار، حتى يحل الظلام. إذ ربما تحن زوجتي وتفتح لي الباب لكي أدخل.

(يحضر ميسينيو)

ميسينيو: (إلى المشاهدين) لقد أخذت الحقائب إلى مكان الإقامة كما أمرني سيدي، وعدت ثانية لكي أقابله. سأقوم بالطرق على الباب لكي أرى هل هو مازال بالداخل. (يرى ميناكموس 1) أخشى أن أكون قد تأخرت عليك. يبدو أن المعركة قد فضت.

(سينيكس يخرج من البيت ومعه مجموعة خدم)

سينيكس: الآن، افعلوا ما آمركم به تماما. امسكوا هذا الرجل، الموجود هناك. خذوه إلى المصحة. لا تلتفتوا إلى ما يقوله. سأسبقكم بنفسي إلى المصحة، وانتظركم هناك. (يخرج)

ميناكموس 1: إيه ده؟ إيه الحكاية؟ (إلى المشاهدين) ماذا يريد هؤلاء الناس مني؟ ماذا تريدون؟ إيه الموضوع؟ (يمسكوه ويحملوه على أكتافهم) إلى أين تحملونني؟ النجدة! النجدة! يا إلهي، النجدة! دعوني وشأني.

ميسينيو: (إلى المشاهدين) إيه الحكاية؟ هل يجرؤ بعض الناس، بكل صفاقة، على التعدي على سيدي وحمله على أكتافهم هكذا؟

مينيكموس 1: النجدة، ألا يساعدني أحد؟

ميسينيو: أنا، يا سيدي، فلست خائفا من هؤلاء الأوباش. (إلى المشاهدين) يا للخزي يا للعار! يتم خطف سيدي في وضح النهار وعلى قارعة الطريق، في مدينة مسالمة تحترم القانون. إنه رجل حر. جاء إلى هنا بمحض اختياره. دعوه! دعوه يذهب، أيها اللصوص. أيها الخطافون! الأوباش! يا قطاع الطريق. دعوه يذهب لحاله وإلا أبلغت الشرطة! (يسقط الخدم ميناكموس 1 ويلوزون بالفرار) حسنا، سيدي، يبدو أنني قد أتيت لنجدتك في الوقت المناسب.

ميناكموس 1: نعم، يا صديقي، حيثما تكون، فلتبارك الآلهة. إن لم تكن هنا في الوقت المناسب، لذهبوا بي وراء الشمس.

ميسينيو: حسنا، سيدي، إذا أردت أن تفعل شيئا نبيلا يكتب لك في حسناتك، فما قولك في إعطائي حريتي؟

ميناكموس 1: اعطيك حريتك؟ أنا؟

ميسينيو: نعم، سيدي، بعد أن أنقذت حياتك.

ميناكموس 1: يا صديقي، لابد أنك مخطئ بعض الشئ.

ميسينيو: مخطئ؟ ماذا تعني؟

ميناكموس 1: خذ كلمتي واضحة صادقة، أنا لست سيدك.

ميسينيو: لا تتكلم هكذا، سيدي. توقف عن المزاح.

ميناكموس 1: لا، أنا أعني ما أقول تماما. أنت لست خادمي.

ميسينيو: حسنا، إذن، سيدي، حيث أنك تقول أنني لست خادمك، دعني أذهب حرا طليقا.

ميناكموس 1: لم لا، بالتأكيد. حسب علمي، أنا أعتبرك حرا طليقا. إذهب إلى حيث تريد.

ميسينيو: هل تعني هذا حقا؟

ميناكموس 1: بالطبع أعني هذا حقا. بقدر ما أملك من حقي عليك.

ميسينيو: هذا يعني أنني سأدعوك ب "الراعي" بدلا من السيد. (يقوم بمصافحة نفسه) ألف مبروك يا ميسينيو. لكن تذكر أيها الراعي، أنا تحت أمرك، تماما كما كنت خادمك. لن أفارقك، سأعيش معك في مسكنك، وأذهب إلى حيث تذهب.

ميناكموس 1: لا مانع عندي بالمرة.

ميسينيو: سأذهب إلى مكان السكن الآن، لاحضار الأمتعة وكيس النقود. سأحضرها حالا لك هنا.

ميناكموس 1: حسنا، بالتأكيد. إذهب وتوكل.

ميسينيو: سأرد لك ما قد أخذته منك بالتمام والكمال. انتظر أنت هنا إلى أن أعود. (يخرج)

ميناكوس 1: (إلى المشاهدين) هذا أعجب شئ رأيته في حياتي. حقا إنه الأعجب والأغرب. أشياء مضحكة حدثت لي اليوم. هؤلاء القوم الذين يدعون أنني لست أنا. ثم أخينا هذا الذي يقول أنه خادمي، ويطلب مني اطلاق سراحه. يقول أنه سيحضر لي كيس نقود وبعض الحقائب. إذا فعل ذلك، سأقول له أنه حر يستطيع أن يذهب إلى أي مكان يريده. بذلك، عندما يرجع له رشده، لن يطالبني بهذه الأشياء. حماي والطبيب يقولان أنني مجنون. ماذا يعني هذا، إنني أتـعجب؟ ربما أنا في حلم. أعتقد أنني ذاهب إلى منزل السيدة إي، حتى لو كانت لا تزال غاضبة مني. ربما أستطيع اقناعها برد الفستان لكي أعطيه لزوجتي. (يدخل بيت السيدة إي، ثم يحضر ميناكموس 2 وميسينيو)

ميناكموس 2: يا لك من خادم مزعج.

ميسينيو: لماذا، نعم، نعم. منذ دقائق قليلة، أنقذتك من عصابة مكونة من أربعة أشخاص، قامت بخطفك من أمام هذا البيت. كنت تستنجد بالسماء، وقمت أنا بالهجوم عليهم لكي أنقذك. قمت بضربهم، وتشتيتهم بمنتهى القوة. ولأنني أنقذتك، أطلقت أنت سراحي وحررتني من العبودية. وعندما ذهبت لكي أحضر لك كيس النقود والأمتعة، يبدو أنك قد غيرت رأيك، وبلعت كل ما قلته لي بخصوص حريتي.

ميناكموس 2: أنا قلت لك، اذهب أنت حر؟

ميسينيو: بكل تأكيد.

ميناكموس 2: آه، لا، أنا لم أقل هذا أبدا. تأكد من ذلك تماما. أنا أفضل أن أصبح خادما مدى الحياة على أن أطلق سراحك.

(يدخل ميناكموس 1 من بيت السيدة إي)

ميناكموس 1: (ينادي على باب السيدة إي) يمكنك أن تحلفي بأغلظ الأيمان كما تريدين، لكن هذا لن يغير من الحقيقة شيئا. الحقيقة أنني لم آخذ منك الفستان والسوار اليوم.

ميسينيو: بحق السماء، ماذا أرى؟ صورتك تمشي على قدمين.

ميناكموس 2: ما هذه النكتة؟

ميسينيو: إنها صورتك.

ميناكموس 2: نعم، إنها تشبهني.

ميناكموس 1: (يرى ميسينيو) أه، ها هو أنت، صديقي الذي أنقذني.

ميسينيو: عذرا سيدي، ما اسمك لو سمحت؟

ميناكموس 1: بكل سرور، بعد ما قد أسديته لي من جميل، من الصعب رفض طلبك. اسمي ميناكموس.

ميناكموس 2: أوه، لا. هذا هو اسمي.

ميناكموس 1: أنا من صقلية، من سيراكوز.

ميناكموس 2: هذه هي مدينتي أيضا.

ميناكموس 1: ماذا تقول؟

ميناكموس 2: لا شئ سوى الحقيقة.

ميسينيو: (يشير إلى ميناكموس 1) حسنا، أنا أعرف هذا الرجل. هو سيدي. اعتقدت أنك (يشير إلى ميناكموس 2) أنت هو. أخشى أن أكون قد سببت بعض المتاعب لك. عذرا، إذا كنت قد تفوهت بكلام سخيف لك.

ميناكموس 2: ماذا جرى لك؟ ألا تتذكر أنك قد نزلت من المركب معي هذا الصباح؟

ميسينيو: نعم، تمام. هذا ما حدث بالضبط. (إلى ميناكموس 2) أنت سيدي. (إلى ميناكموس 1) عليك أن تجد خادما آخر. (إلى ميناكموس 2) مرحبا.

ميناكموس 1: لكنني أقول أنني.

ميناكموس 2: ما هذا؟ (إلى ميناكموس 1) هل أنت ميناكموس؟

ميناكموس 1: بكل تأكيد، أنا ميناكموس. واسم أبي، موسكوس.

ميناكموس 2: أنت ابن أبي.

ميناكموس 1: لا، لا، يا صديقي، أنا لا أبغي أخذ أبيك منك.

ميسينيو: يا آلهة السماء، حققوا امنيتي. (إلى المشاهدين) لم أكن أتوقع أبدا أنها ستتحقق، لكن عندي احساس بأنها على وشك أن تتحقق. إذا لم أكن مخطئا بالمرة، هذان الأخان توأم. يقول كلا منهما أنه من نفس المكان. سأطلب من سيدي أن يقترب. ميناكموس.

ميناكموس 1 و2: نعم.

ميسينيو: أنا لا أريد كلاكما معا. أريد ميناكموس الذي جاء معي على المركب.

ميناكموس 2: أنا هو.

ميسينيو: تعال هنا.

ميناكموس 2: ماذا تريد؟

ميسينيو: (هامسا) هذا الرجل، إما نصاب أو اخوك التوأم. لم أر في حياتي مثل هذا التشابه. الماء مثل الماء، واللبن مثل اللبن. صدقني، هو شبهك، وأنت شبهه. كما أنه يقول أن أباه يحمل نفس اسم ابيك، وأن بلده هي نفسها بلدك. أعتقد أننا يجب أن نسأله بعض الأسئلة.

ميناكموس 2: نصيحة جيدة. أشكرك. قم بذلك، وسأعطيك حريتك إن استطعت أن تثبت أنه أخي التوأم.

ميسينيو: أرجو ان أنجح في ذلك.

ميناكموس 2: وأنا أيضا.

ميسينيو: (إلى ميناكموس 1) لو سمحت. أعتقد أنك قلت أن اسمك ميناكموس؟

ميناكموس 1: نعم، هذا ما قلته.

ميسينيو: حسنا، هو أيضا اسمه ميناكموس. قلت أنك ولدت في سيراكوز في صقلية، وهو أيضا ولد في سيراكوز. كما أنك قلت أن اسم والدك موسكوس، وكذلك اسم والده. الآن يمكنك أن تساعدني، وتساعد نفسك في نفس الوقت.

ميناكموس 1: بعد ما أسديته لي من معروف اليوم، لن أستطيع أن أرفض لك طلبا.

ميسينيو: أنا آمل أن أثبت أنكما أخان توأم. ولدتما من نفس الأم ونفس الأب في نفس اليوم.

ميناكموس 1: فكرة رائعة. آمل أن تنجح في مسعاك.

ميسينيو: أستطيع ذلك. لكن ليأتي كل منكما ليخبرني بما أسأله.

ميناكموس 1: كما تريد، اسأل. ولن أخفي شيئا عنك.

ميسينيو: (إلى ميناكموس 1) ما هي ذكرياتك الأولى عن بيتكم؟ أخبرني؟

ميناكموس 1: أتذكر عندما ذهبت إلى تارينتوم مع أبي في رحلة عمل، وفي نهاية اليوم، فقدت أبي وأُخذت من هناك.

ميناكموس 2: فلتباركني الآلهة.

ميسينيو: (إلى ميناكموس 1) كم كان عمرك عندما أخذك أبوك لهذه الرحلة؟

ميناكموس 1: سبع سنوات. نعم، عندما بدأت أن أفقد أسنان الطفولة. لم أر أبي منذ ذلك الحين.

مسينيو: كم عدد الأولاد الذين أنجبهم أبوك؟

ميناكموس 1: على ما أتذكر، اثنان.

ميسينيو: أيكما الأكبر سنا، أنت أم هو؟

ميناكموس 1: كلانا نفس العمر.

ميسينيو: كيف يمكن أن يحدث هذا؟

ميناكموس 1: لأننا توأم.

ميناكموس 2: لقد استجابت الآلهة لدعائي.

ميسينيو: هل لكلاكما نفس الاسم؟

ميناكموس 1: بالطبع لا. أنا اسمي هو الذي أحمله الآن، ميناكموس. أخي التوأم، كان يدعى "سوسيكليس".

ميناكموس 2: كل الدلائل تشير لنفس الشئ. لا أستطيع الصبر أكثر من ذلك. (إلى ميناكموس 1) أنت أخي التوأم! (يمسك بيده) أنا مسرور جدا لأني وجدتك. أنا سوسيكليس.

ميناكموس 1: (يرجع إلى الوراء) حسنا، لكن لماذا اسمك ميناكموس؟

ميناكموس 2: عندما سمعنا أخبار غيابك، وأن القراصنة قد خطفوك، مات والدك، وقام جدي بتغيير اسمي. أعطاني الاسم الذي تحمله.

ميناكموس 1: هذا يفسر ما قد حدث. لكن أخبرني بشئ آخر.

ميناكموس 2: ماذا؟

ميناكموس 1: ما اسم والدتك؟

ميناكموس 2: أعتقد أننا كنا نناديها ب "مامي".

ميناكموس 1: تمام، أنت أخي. أنا مسرور جدا برؤياك. أخيرا تحقق أملي بعد كل هذه السنين.

ميناكموس 2: سروري لا يقل عن سرورك. لقد ظللت أبحث عنك سنوات عديدة، كابدت أثناؤها، الكثير من البؤس والمتاعب. أنا سعيد بأنني وجدتك أخيرا.

ميسينيو: (إلى ميناكموس 2) لهذا كانت تلك المرأة تناديك باسمه. لابد أنها اعتقدت أنك هو، عندما دعتك للعشاء.

ميناكموس 1: هذا صحيح. لقد طلبت من السيدة إي اعداد العشاء اليوم. زوجتي لا تعلم شيئا عن الموضوع. (ينفجران في الضحك) لقد سرقت فستان منها، نعم فعلت، وأهديته للسيدة إي.

ميناكموس 2: (يخرج الفستان ويشير إليه) هذا هو الفستان، أخي؟

ميناكموس 1: نعم هو. كيف حصلت عليه؟

ميناكموس 2: لقد دعتني تلك المرأة إلى العشاء في بيتها، فلبيت دعوتها. لقد كان العشاء فاخرا، وتمتعت بوجبة شهية. ثم أخذت الفستان وسوارها (يظهر السوار) معي وأنا خارج من عندها.

ميناكموس 1: أنا سعيد بأنك قد قضيت وقتا طيبا بسببي.

ميسينيو: أرجو أن لا يكون هناك أدنى تأخير في اطلاق سراحي.

ميناكموس 1: إنه على حق. هذا هو العدل، يا أخي العزيز. دعه حرا طليقا لأجل خاطري.

ميناكموس 2: ميسينيو: أنا أعلنها صريحة مدوية، بأنك رجل حر.

ميناكموس 1: تحياتي القلبية لتحريرك من العبودية يا ميسينيو.

ميناكموس 2: حيث أن كل شئ قد انتهي بخير، كما نحب وكما نريد، دعنا نعود إلى بلدنا صقلية، يا أخي.

ميناكموس 1: سأفعل ما تريد. سأقيم مزادا هنا، أبيع فيه كل شئ أملكه. دعنا الآن ندخل البيت يا أخي العزيز.

ميسينيو: هل ممكن أن أطلب شيئا؟

ميناكموس 1: ما هو؟

ميسينيو: دعني أكون منادي المزاد.

ميناكموس 1: وهو كذلك.

ميسينيو: هل تريدني أن أعلن عن المزاد الآن؟

ميناكموس 1: نعم، قل أننا سنقيم المزاد بعد اسبوع من الآن.

(يدخل الأخوان البيت)

ميسينيو: (إلى المشاهدين) رجاء الانتباه يا سادة يا كرام، من فضلكم. ميناكموس سوف يقيم مزادا بعد أسبوع في هذا المسرح. سوف يبيع أرضه، بيته، وكل شئ يملكه. سيبيعها بما يأتي به المزاد من فلوس. من فضلكم أخبروا اصدقاءكم ومعارفكم، الغائبين اليوم، عن المزاد. الآن، أصدقائي الأعزاء، إلى أن نلتقي. ما رأيكم، دام فضلكم، في التعبير عن سروركم بالتصفيق الحاد؟



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخوين ميناكمي، لبلاوتوس 4/3
- الرقص الشرقي والكبت الجنسي
- الأخوين ميناكمي، لبلاوتوس 2/4
- الأخوين ميناكمي، لبلاوتوس 1/4
- الأخلاق عند أرسطو، والصداقة عند مونتين
- شيخ الأزهر ونظرية التطور
- هل ينتصر الدين في معركته ضد الإلحاد؟
- جرة الذهب، لبلاوتوس
- الحل الأمني وحده لا يكفي لمحاربة الإرهاب
- سنة سودة ولا أمل في إصلاح ديني
- أرسطو، فكر تحتاجه بلادنا (2)
- أرسطو، فكر تحتاجه بلادنا
- البيت المسكون، لبلاوتوس
- الخديوي إسماعيل المفترى عليه
- الكستيس، ليوريبيديس - هل يمكن أن تفدي الزوجة زوجها بحياتها؟
- نساء طروادة، ليوريبيديس - صرخة ضد الحرب والعبودية
- إفيجينيا، ليوريبيديس - التضحية بالأبناء إرضاء للرب
- إلكترا، لسوفوكليس
- أنتيجون لسوفوكليس، أقدم صرخة في وجه الدكتاتورية
- الدراما الإغريقية


المزيد.....




- وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما ...
- -معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
- الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
- بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن ...
- مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف ...
- مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا ...
- هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
- -الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال ...
- ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس ...
- بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - الأخوين ميناكمي، لبلاوتوس 4/4