مصطفى راشد
الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 21:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تلقينا على موقعنا عبر الإنترنت سؤال من الأستاذ - عبد الله الراجحى من السعودية يقول فيه --- هل كتاب صحيح البخارى يلى القرآن الكريم فى المنزلة والتقديس أم أن هناك كُتباً أخرى تسبقه ؟
وللإجابة على هذا السؤال : -
بدايةً بتوفيقً مِن اللهِ وإرشاده وسَعياً للحق ورِضوَانه وطلباً للدعم من رُسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم --------------- اما بعد
فللحقيقة والصدق - أننى عندما تلقيت هذا السؤال تبسمت وتملكنى الضَحِك – ليس سخريةً من السائل حاشا لله فله كل الإحترام -- بل لأن ملايين المسلمين وأنا منهم قبل أن أكونَ باحثاً ، كُنت أعتَقِد مِثلَما يعتقد الأستاذ عبد الله – لكن سبب إبتسامى هو أن الأمام جمعه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المولود فى (13 شوال 194 هـ - 1ومتوفى شوال 256 هـ) وبالتاريخ الميلادى (20 يوليو 810 م - ومتوفى1 سبتمبر 870 م)، بمدينة بخارى في خراسان الكبرى ( أوزبكستان حاليا ) كان لايجيد العربية، ولم يضع كتاب حتى نقدسه إلى هذا الحد ، وإلا فأين مخطوطة هذا الكتاب ؟ ، فكل الكتب كانت مخطوطة باليد قبل ظهور وإختراع الطباعة فى 1800 م ، أى منذ حوالى مئتى عام --- وقد يسأل البعض قائلاً : - وماتلك الكتب التى تملىء الأرفف بأسم صحيح البخارى – نقول لهم أنها كتب قد وضعها بعض الناس ونسبوها للبخارى أو عنه ، وأولها كان بعد وفاة البخارى بمئة عام من شخص مجهول الأسم ، لذا نحن لا نؤمن بتقديس البخارى -----– لكن للأسف -- كأن السذاجة قد خُلقت من آجلنا نحن بنى العرب— فنحن نتلقى الأمور والعادات والموروثات على أنها مُسَلَمَات ومُقدسات دون إعمال العقل فيها ، وأنها غير قابلة للنقاش ، ومن يحاول منا أو يُلمح -- فالتكفير وإهدار دمه أقل عقاب يكون فى إنتظاره مثلما حدث معى من قبل – وأنا أعرف أنى لن أسلَم من هؤلاء الدواعش طيور الظلام عبيد التخلف والتغفيل ، بسبب هذا البحث والرأى –لأن هؤلاء يرغبون فى فرض الخنوع والخضوع والتخلف وغلق العقل وطمس الحقيقة، بالقوة والإرهاب – لكننا نقول لهم أن الشهادة فى سبيلِ قول الحق هى أعظم أمانينا ، لأن الله هو الحق ، ولن تنتصروا على الحق أبداً
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
-------------------------------------
الشيخ د - مصطفى راشد أستاذ الشريعة
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى
من علماء الأزهر كلية الشريعة بدمنهور عام 87 وسفير
السلام العالمى للأمم المتحدة ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان
E - [email protected]
#مصطفى_راشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟