|
ليالي المنسية(رواية)الجزء الخامس عشر
تحسين كرمياني
الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 22:02
المحور:
الادب والفن
(24)
قلبي محنتي. لم يخطر ببالي أن قلب الذكر بوسعه أن يغدو حديقة واسعة،متحررة السياج،تستوعب وبكامل التنسيق شتى أنواع الأشجار النافعة والضارة،النباتات العقيمة والزهرية،كل تشكيلات الفواكه،الشتوية والصيفية،السمينة والنحيفة،الجسورة والجبانة،المحتالة والغبية،كلها تجتمع لتشكل لوحة مسرات متواصلة. صار قلبي حديقة ضاجة بفواكه طازجة،أتناول ما أشاء وفي أي وقت أرغب،فتدرب الجسد على الاستجابة الغريزية السريعة،خارج التوقيتات الواجبة والراحة لإنتاج عسل الروح قبل إراقته،أحياناً أثناء الدوام أشعر بوجيب القلب،يباغت ويدفع،يسعر بركان الرغبة،أبحث عن أدنى فاكهة،هذا المطلب المتوقع دفعني أن أستبقي واحدة دائماً شاغرة،كنت كلما ينبض قلبي،كلما أضع من أرغبها في بالي،أذهب إلى غرفة الدرس، بنظرة واحدة تعرف فاكهتي سقوطها في صحني،سرعان ما تنسلخ من شجرتها،تضع طالباً مراقباً وتأتي،في غرفة الإدارة نتلاحم ونقتل وحشة أغوارنا المتنامية. هكذا مضت أيامي،ونسيت العالم،نسيت الأهل،الأصدقاء،نسيت رغبتي في اعتلاء المناصب الحزبية،كل شيء مات في حضرة الحب،وبركان الجسد المشاغب،بعد سنوات من الحرمان،لكم كنت عبثاً أحاول التقرب من واحدة تضعني في بالها فارساً لأحلامها،فراحت تتهاوى محاولاتي وأقبع يائساً في مخاضات الفشل،فكل من حاولت إغوائي ظلّت متأهبة لاستقبالي،تمد حبائلها الشيطانية،نظراتها الصارخة،فمها المفتوح،بينما كنت بدوري أتوسل بـ حظي المتكاسل أن تندفع صاحبة الرغبة لتستكمل مشوار ثورتها العاطفية. كتبت الكثير من الرسائل لفتيات كنّ يسكّن في الجوار،لم أجد فرص مناسبة لتمرير رسائلي،تحت سيف الخوف الذي ظلّ مرفوعاً على عنقي. كانت العواطف العابرة،تجرفني نحو انحراف خطير،رحت أنزوي في أي ركن أو دورة مياه،لأنزف عصير حياتي بطريقة بشعة،ويوم دخلت(دار المعلمين)شغلني الحزب بـ(التنظيمات الطلاّبية)،لم تخرجنِ تعجبات الزميلات،لم أجد في نفسي دافعاً شهوانياً يشجعني على تقديم نفسي حبيباً لواحدة منهن،رغم وجود علاقات مفضوحة،كانت تجري أمامي،كثيرات كنّ يتقربن من الأساتذة من أجل مساعدتهن في الدروس والدرجات،فالتعليمات كانت تنص على أن أوائل المتخرجين والمتخرجات يتم تعينهم داخل المدن،لذلك وجدت زميلات يعملن كل شيء من أجل الفوز بـ رضا جناب المدرس،الأمر الذي دعا إلى سقوط مخزِ لمدرسين ضحايا زواجات مزاجية من طالبات بأعمار بناتهن. تقوقعي العاطفي داخل وادي الخذلان،قابلته حماسة نادرة للتفوق في مهنتي الحزبية،وعند التخرج بتفوق وإضافة الدرجات العشر كتكرمات حزبية للذوات لمعدلي،لم تنفعنِ من التعين في بلدتي(جلبلاء)،وجدت نفسي مقاداً إلى حدود العالم،وسط صحراء وجبال،قرية حدودية منسيّة،ما تزال بعيدة عن رائحة الشواء الناجم من إحتراق الآليات الحربية والأجساد البشرية الطرية بفعل القذائف. وجدت عالمي المفقود،كل ما يتمناه شاب محروم متوفر من غير عناء. تسع إناث معلمات،يضاف إليهن المستخدمة،ثم(حسنة)غزالة القرية كما رأيتها في منامي،وربما أعطتني ما لم أجده واقعياً من الستات،لا أعرف لم الحلم أشهى من الحقيقة؟،صرن يانعات داخل حديقة قلبي، استثناء(وداد)،تمردت لتنبت خارج أسوار اللعبة الأزلية للبشر،عدم امتلاكها الجمال المميز،لم يوقف دافع الغريزة لاختراقها،كنت أشعر أنني ديك وهن دجاجاتي،ليس من المعقول أن يهمل الديك دجاجة تسرح وتمرح مع دجاجات اعتلاهن فوق مزبلة العلم،هذا الديك الذي هو أنا،ظلّ يتمزق من أجل هذه الدجاجة العاقة،أصبحت شيئاً مختلفاً من وجهة نظر غريزتي،شعرت أنها تمتلك نوعاً من اللذة المدمرة،فجاذبية الأنثى غالباً ما تأتي من خارج أطر الجمال،خفة الروح والدم والجسد والصوت كلها مقبلات مدمرة للذوق،فهذه الدجاجة(وداد)صارت الجوهرة المفقودة بالنسبة لي،أو الحلقة المفقودة لتكملة مشروع ذكورتي،اعترف أن محاولاتي معها كانت مرتبكة،رغم توفر الفرص لأكون أكثر تودداً،كانت تحتاج إلى نوع من الكلام الآخر،هذا ما باغتني الآن بعد ضياع جهود وفقدان شخصية،كان يجب أن أدخل إلى مملكتها من حيث تحتطب،لا من حيث أرغب،ليست كل أنثى جريحة العواطف،حتى لو كانت في غابة رجال،ربما تستمد عنادها من تلك البهرجة الفوضوية التي تحيطها. (وداد)ضوء مختلف نشده ظلام قلبي،تلك الحديقة التي ظلّت تفتقر إلى فاكهة جديدة،رفضت السكن،بقت خارج السور تواصل ذبولها،كان يجب أن أدنو منها من باب التمسك بـ الأخلاق الحميدة،التمسك بالشريعة المستقيمة،أن أتظاهر أمامها بمواصلة الواجبات الشرعية المطلوبة،ربما كانت تأتمن جانبي،لأن المؤمن ينجذب روحياً نحو المؤمن،تلك الفرصة الوحيدة التي ظلّت تؤرقني،وكانت الباب المفضي لفاكهة متمردة ظلت تدمر أعصابي.
(25)
مرة حاولت أن أتخذ أجراء غير مألوف،وكانت صاحبة الفكرة الست(فريدة)،كنت جالساً في باب المدرسة،أتأمل النجوم،تقدمت منّي،جلست على الأرض..قالت: ((أستاذ ـ حبيب ـ لا تحتار)) ((أحتار!)) ((أراك كثير التفكير هذه الأيام)) ((أفكر بكل شيء،أفكر بكن،بالأخبار القادمة عبر المذياع،ربما في الغد القريب سنكتوي بنار الحرب،أنها بدأت تجتاح وتلتهم الحدود،بدأت تخترق أحشاء مدننا،ربما سنستيقظ ذات ليلة على نارها)) ((أنت تفكر كثيراً بـ وداد)) ((لم أعد أفكر بها،الحرب بدأت تأكل أعصابي،أنها تقترب منّا)) ((هل حقاً ترغبها زوجة)) ((كانت رغبة عابرة،كل الرغبات تموت عندما تدنو منّا الحرب)) ((لم لا تغتصبها)) تجمد لساني،كلام كبير ينطقها لسان أنثى(تربوية)كنت أعتبرها عاقلة،رصدت جمودي..واصلت كلامها: ((بإمكانك تخديرها وتعمل معها،عندها سترضخ للأمر الواقع)) ((لكنها طريقة بشعة ست ـ فريدة ـ )) ((لا حل أمامك طالما هي سلبت عقلك)) ((لا..لن أرتكب هذه الحماقة الصفيقة)) ((حسناً لم لا تقتحم عليها الفراش في الليل،أعتقد أنها ستسكت)) ((ما الفرق بين العملين)) ((حاولت أن أقنعها لكنها رفضت)) ((ومن أمرك بذلك؟)) ((كلّما أراك تتأملها،أشعر أنك إنسان تستحق التعاون)) ((أشكرك ست ـ فريدة ـ )) ((رغم تفكيرك بها،أجد أن هناك من تناسبك زوجة)) ((من!)) ((ست ـ أميرة!)) ((هي أكبر منّي)) ((ثرية ووحيدة أمّها!)) ((لم أضع مشروع الزواج في بالي)) ((يجب أن تتزوج كي تتخلص من التفكير)) ((أرجأت هذا المشروع لما بعد هذه الكارثة القادمة)) ((شيء لا يعنينا)) ((كيف..البلاد تمر بمحن غير محمودة العواقب،أـنها الحرب يا ست ـ فريدة ـ ليست حرب أطفال)) ((نحن هنا في هذا العالم المنسي لن يمسنا ضيم،والحرب بعيدة علينا)) ((ست ـ فريدة ـ الحرب نار،ونار الحرب غول يمتلك مخالب طويلة وأسنان دموية)) صمت. رأيتها في تلك اللحظة أنثى ناضجة،رغم تواجدنا معاً،لم أشعر تجاهها في لحظة ما،أنها فاكهة تثير غرائزي،كانت تنظر إلي بشيء من الحيرة،أسئلة كانت تندلق بخجل،وكنت أبتسم،تبادلني البسمة ببسمة،ترفع عينيها وتنزلهما..قلت لها: ((أراك سعيدة هذا اليوم)) ((لأنني جالسة معك)) ((دائماً كنّا نجلس معاً لكنني لم أر السعادة على وجهك)) ((السعادة مطر يأتي في موعده المحدد،ألم يأتيك في تلك الجائحة)) ((وهل هذا وقت المطر؟كان ذلك مزنة عابرة)) ((ربما لديك أمطار محجوبة عني!)) ((ست ـ فريدة ـ أنت تختلفين عنهن،مذ حصل الذي حصل بيننا شعرت أنني تجاوزت عليك)) ((أنا جديّة في الحياة،ما حصل محنة عابرة،كلنا نمتلك هذه المحنة ولكننا نكبح جماح ثوريته،والضعيف فينا من ينفلت من سكة صبره)) ((تعجبني المرأة الجديّة والحريصة)) ((وكيف تراني بعد الذي حصل)) ((كرم على كرم)) ((لا تبالغ!)) ((الجمال سلعة بائرة من غير جوهر نقي)) ((لكن الشباب يلهثون وراء الجمال)) ((أنا لست منهم)) ((وضعت هذه الصفة في بالي للشاب الذي يتقدم لخطبتي)) ((إذا ما فكرت أن أتقدم هل هناك مانع أو سد يحجم رغبتي)) ((أحتاج إلى بعض الوقت كي أراجع أوراقك)) ((أوراقي مكشوفة لديك)) ((ليست كلها)) ((تجاوزت عشرتنا عدد أصابع اليدين والقدمين)) ((ربما نحتاج للمزيد من الآثام العابرة)) ((حسناً..عليك طرح ما في بالك من أسئلة)) ((أوراقك لا علاقة لها بالأسئلة)) ((حسناً..ماذا تريدين)) ((أن تنأى عنهن جميعاً)) ((يمكن تحقيق هذا المطلب فوراً)) ((بلسانك فقط تستطيع ذلك)) ((حسناً يمكننا أن نخطو الخطوة الأولى)) ((ليظل الكتمان متواصلاً)) ((أليس الحب كتاب مفضوح؟)) ((لكنهن يجهلن الذي وقع ما بيننا حتى هذه اللحظة)) ((هذا ما أرجوه)) ((تجنب الكلام الواضح أمامهن)) ((حسناً..علينا أن نختلي باحتراس شديد)) ((لنحدد ساعة تناسبنا)) ((آخر الـ فجر الكل نيام)) ((تلك المعقدة منحوتة على سجادة الصلاة وعينها على بابك)) ((في غرفة الإدارة)) ((أخشى أن تعرف)) ((لتعرف!)) ((سأفكر بهذا الأمر)) ((ست ـ فريدة ـ حقاً أنت إنسانة فريدة مكانك قلبي)) ((أنت سريع الغزل أستاذ ـ حبيب ـ )) ((قلبي يتفتت كلما أجلس إليك)) ((أرجو أن تروّضه على الحب النقي)) ((بينكن يفقد السكر طعمه)) ((للحق أقول ما زلت ظامئة لك)) ((وأنا كلما أختلي أستعيد لحظاتنا)) ((أي اللحظات كانت أطعم؟)) ((ربما دخولي عليك في الحمّام)) ((آه كانت حقاً لحظة مرعبة،ثورية عارمة،كانت تشبه ليلة زفاف)) ((ليتنا نستعيدها الآن)) ((مهما أختلينا في ذات المكان ومهما كانت قوّة الرغبة لن نستطيع أن نستدرج حماسة تلك الموقعة،دائماً الأشياء الأوّل هي التي تمتلك ومضات الخلود)) ((حقاً كنت مسكوناً بالخوف والرغبة والمجهول والمغامرة)) كانت تنظر إلى الأرض،وكنت أفترسها بنيران جسدي،قامت،مسكتها من يدها..قالت: ((أستاذ ـ حبيب ـ أرجوك،هذا ليس المكان اللائق بنا،أتفقنا أن تمضي علاقتنا بكتمان)) ((لندخل إلى الإدارة)) ((ليس هناك سبباً)) ((لدينا السبب،سنقول نعد سجلات الدرجات)) دخلت وتوجهت إلى الإدارة،أتت من غير تردد..وقفت تتلفت..قلت: ((لا تخافي)) ((المكان غير لائق)) دنوت منها،مسكتها من رمانتي كتفيها..قلت: ((ست ـ فريدة ـ أموت فيك)) ((أنت تموت فينا كلنا)) ((ما العمل ضغط الشهوة ينطقني)) ((الكذب يحلو أوان الإثم)) ((طيلة ليالينا لم أذق طعم الراحة كما الآن)) ((ربما كذبنا كثيراً في تلك الخلوات)) ((أرجوك..كلما أكن معك أمطرني بالكذب)) ((حسناً..أنت إنسانة لن تتكرر)) ((أحقاً ما تقول؟)) ((ستجدين الجواب في قوّة فعلي)) ((أرجوك حطمني)) أغمضت عينيها وماعت بين أحضاني.
(26)
ذات أصيل كنّا جالسين منتصف ساحة المدرسة،على(بساطين)متقابلين من صوف،لم أشعر بأنني تناومت،قبل أن تجفلني رشقة ماء على وجهي،وجدت نفسي وسط موجة ضحك،كي أدافع عن نفسي قلت: ((حديث الست ـ خولة ـ أنامني)) صاحت(خولة): ((عجيب أمرك أستاذ ـ حبيب ـ وسط كل هذه الجواري وتنام)) قلت: ((حديثك عن الرقص والغناء ينعسني)) قالت(حمدية): ((أستاذ ـ حبيب ـ قليل النوم هذه الأيّام)) صاحت(خولة): ((وكيف عرفتي يا ملعونة)) قالت: ((وجهه ذابل،عيناه فقدتا بريقيهما)) وسط الحوار والضحكات شعرت بشيء يسري من أسفل بطني،خلتها قطرات إدرار،صاحبها ألم خفيف ولذيذ أنهضني،توجهت نحو دورة المياه،هناك رأيت قطرات غير عادية،لزجة،تنزل بتعاقب،شيء جديد لم أشعر به أبداً،احتفظت بالأمر،عدت،وجدت عيونهن محفورة في،على مضض جلست،تناولنا عشاءنا الجماعي. عند الغروب أنفض جمعنا،تمددت على سريري،فكرت في الأمر بجدية،تذكرت أن هذه الحالة ممكنة عند الشباب،يحصل عن طريق اتصالات جسدية مشبوهة،مرض زهري غير خطير أسمه(سيلان)،شيء من الارتباك بدأ يرافقني،فالمكان منفى،لا دواء،لا طبيب،وجدت فكرة طرح القضية على الفراشة بطريقة سرية مقبولة،استندت على متانة علاقتها بعجائز القرية،لتسهل فرصة حصولي على إرشادات نافعة،قمت ومضيت إلى غرفتها،وجدت(وداد)تقرأ في المصحف،وقفت بالباب،ختمت قراءتها ونهضت..قالت: ((تفضل أستاذ ـ حبيب ـ )) دخلت وجلست على كرسي. ((مجيئك غريب أستاذ)) ((كنت أرغب التشاور في أمر خاص مع ـ أم عليوي ـ)) ((أنها مشغولة في الحمّام)) ((حسناً سآتي فيما بعد)) ((ربما هي على وشك المجيء)) ((وجودي قد يثقل عليك)) ((بالعكس،أنت عزيز أستاذ)) ((حرمتك من القراءة)) ((ليالينا طويلة)) ((اشعر بشيء من عدم الراحة لانفراط عقدك عن زميلاتك)) ((هذا الموضوع ختمناه بالشمع الأحمر)) ((أعرف مدى جديتك في الحياة وتحفظك،لكن للضرورة أحكام)) ((أستاذ ـ حبيب ـ وجودي بينهن قد يضعنا في ورطة كبيرة)) ((لكنك كنتِ معهن قبل مجيئي)) ((الآن بدأت الأمور تسلك تشعبات غير محمودة العواقب)) ((نحن هنا منقطعون عن العالم،عن أهالينا،نحن عائلة واحدة،المشاحنات الطفيفة حالة روتينية داخل كل عائلة،يجب أن نتحمل البعض وأن نوسع من أحجام قلوبنا كي تتواصل اللفة بيننا)) ((أستاذ ـ حبيب ـ ثق أنهن لا يتورعن من ارتكاب أية حماقة أن جاز لي التعبير)) ((أنهن يقتلن الملل،الحياة هنا لا تطاق)) ((علينا أن نشغل أنفسنا)) في تلك اللحظة دخلت(أم عليوي)..قالت: ((أرجو المعذرة أستاذ،تأخرت بسبب غسل ملابس المعلمات)) ((ولمَ لمْ تؤجلِ ذلك ليوم الغد؟)) ((قلت أتخلص منها الآن)) ((كنت أريد مشورتك في قضية)) ((على رأسي وعيني طلبك أستاذ)) ((ليس هنا)) قالت(وداد): ((حسناً سأخرج لدي شغل)) ((ست ـ وداد ـ جئت أطلب مشورة صحيّة فقط))..قلت. ((ومن قال أنني فكرت بشيء غير متوقع)) خرجت،وقفت أمامي،تلعثمت كيف أبدأ كلامي،رغم أنني ألقيتها فاكهة غير ناضجة طبعاً في صحن قلبي لمرتين،وجدتها متحمسة..قلت: ((أريدك في مشورة)) ((أمرك أستاذ)) ((ليكن سراً)) ((سأضعه في قلبي وأقفل عليه)) ((اليوم شعرت أن شيئاً بدأ ينزل منه)) ((سائل)) ((كما تقولين)) ((لا داعي للتخوف..عندما يفيض الماء عن الإناء ينسكب)) ((لكنني قلق)) ((لديك كل هذه الإناث)) ((تلك هي المصيبة)) ((وما تريد أستاذ؟)) ((أن تتشاوري مع عجائز القرية في الأمر عسى أن تجدين الدواء)) ((حسناً في الغد سأسأل ـ أم سوادي ـ خبيرة بالطب العشائري)) ((هذا كل ما جئت من أجله)) خرجت. كانت الست(وداد)تتمشى في الساحة،وصلت أليها..قلت: ((أتعبتك قليلاً ست ـ وداد ـ )) ((تعبك راحة أستاذ)) ((الليل جميل)) ((أعتقد بدأ الجدل العقيم)) ((عذراً لم أكن أعني شيئاً)) ((أنا آسفة)) ((تصبحين على خير)) لم أسمعها أن كانت قد أجابت على كلامي،وصلت غرفتي وتمددت على سريري،بدأت أفكر بكلام(أم عليوي)،هل حقاً بدأت مياه عواطفي تفيض عن اللزوم،ربما كانت على حق،فهي امرأة مجربة،على كلامها الماثل في صدغي نمت.
#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليالي المنسية(رواية)الجزء الرابع عشر
-
ليالي المنسية(رواية)الجزء الثالث عشر
-
ليالي المنسية(رواية)الجزء الثاني عشر
-
ليالي المنسية(رواية)الجزء الحادي عشر
-
ليالي المنسية/رواية/الجزء العاشر/
-
ليالي المنسية/رواية/الجزء التاسع/
-
ليالي المنسية/رواية/الجزء الثامن/منعتها الرقابة الأردنية/
-
ليالي المنسية/رواية/القسم السابع/
-
ليالي المنسية/رواية/القسم السادس/
-
ليالي المنسيةمرواية/القسم الخامس/
-
ليالي المنسية/رواية/القسم الرابع/
-
ليالي المنسية/رواية/القسم الثالث/
-
ليالي المنسية/رواية/القسم الأوّل/(منعت في الأردن من قبل الرق
...
-
ليالي المنسية/ القسم اثاني
-
أولاد اليهودية(رواية)10
-
أولاد اليهودية(رواية)9
-
أولاد اليهودية(رواية)8
-
أولاد اليهودية(رواية)7
-
أولاد اليهودية(رواية)6
-
أولاد اليهودية(رواية)4
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|