سليمان بن تمليست
الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 08:04
المحور:
الادب والفن
" ألواح الأرض "
كانتْ منذ الأفجار الأولى ...
منذ بداياتِ التكوين ...
آنية لزهور الخصبْ ...
فاكهةً في رحِمِ الطينْ ...
بالأنوار التحفتْ ...
بالألوان المائيّة الزرقاء ...
بالألوان الخضراء الغابيّهْ ...
كتابا مفتُوحا صارتْ ...
ألواحا زيتيّهْ ...
قارئها الخلقْ ...
الطينُ اللازب والأحجارْ ...
الماءُ الجامِدُ والأنهارْ ...
الغيماتُ الحُبلى وحُبيبات الأمطارْ ...
للأشجار افترشت راحتها ...
وانبسطتْ ...
فانغرستْ فيها اكتشفتْ ...
ما تُثخِنهُ الشهوة في ليل الإعصارْ ,,,
الدينصورات انقرضتْ فيها ...
وما انقرضتْ فيها الآهاتْ ...
لمّا احتضنتْ ...
من أغواه التفّاحْ ...
من لفظتهُ الجنّاتْ ...
من سكنته الشهوة والصبواتْ ...
بالكلمات احتفلتْ ...
بالورقاتْ ...
لتُؤرِّخَ للعالَمْ ...
أخبار الهجرات الأولى والرحلاتْ ...
بصمات الخطواتِ المشروخهْ ...
فوق أديم الصدر العالي ...
بوح الأصداءْ ...
بعد رحيلِ الأصواتْ ...
أنباءَ نبوءات شهدتْ ...
ومصير حضارات ...
أفراح مسرّاتٍ وأنين معاناتْ ...
منذ العصرِ الحجريِّ حتّى بزوغ الأنترناتْ ...
في الأعماقْ ...
كتمت صوت البركان وقالتْ ...
للنيران تعالي ...
حملت كلَّ سُلالاتِ الصيرورهْ ...
فوق سرير الماء الجاري ...
لمفاتِنِها غنّتْ ...
موسيقى الريحِ وأسراب الأطيارْ ...
هسيس عناصِرِها في الأشجار ...
خرير مياه الأمطارْ ...
للشمس لخُضرتها رقصتْ للأنوارْ ...
لمْ تعباْ بالأقدارْ ...
بكتابات اللاهوتِ وبالأسفارْ ...
بالأشواقِ المنتحرهْ ...
بالآمالِ المغتالةِ ليلَ نهارْ ...
في أحشاء مقابرها طمرتْ ...
كلّ الفُجّارِ وكلّ الأخيارْ ...
كلّ الأشرارِ وكلّ الأحرارْ ...
كلّ سِجلاّتِ الأسرارْ ...
صُلب الحلاّجْ ...
ولم تُصلب فيه الأشواقْ ...
حقلَ نفاياتٍ صارتْ ...
مدار خُصوماتْ ...
جسدًا أدمتْهُ الألغامْ ...
مجنونا منْ ثقبِ الأوزونْ ...
تسلّلَ شبحُ الأورامْ ...
أتُراها تبكي زمنا كانت فيه عذراءَ ...
بكارتها لمْ يطمثْ إنسانْ ...
أمْ زمنا آتْ ...
قربانا ستكون فيهْ ,,,
لزوالِ الإنسانْ ...
بقلم : سليمان بن تمليست
جربة في 28 / 10 / 1997
#سليمان_بن_تمليست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟