حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)
الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 23:01
المحور:
الادب والفن
الشبورة... إنها تتواجد في كل مكان...
فلم يكد السيد قاف يخرج من منزله في السابعة صباحا حتى وجد الشبورة تحيط به من كل جانب...
كانت على درجة من الحدة جعلت الرؤية متعذرة بعد عشرة أمتار...
ولكن... من قال إن السيد قاف يستطيع أن يرى أبعد من الأمتار العشرة في الظروف العادية؟؟!!
كان من العسير عليه أن يلحظ أن هذا الجسم الذي يمكث أسفل الشجرة التي يقترب منها هو كلب....
لكنه ما أن اقترب من الشجرة حتى ولى الكلب هاربا...
لعله لم يستعد كامل عيه وظن أن السيد قاف وحش أتى ليقتص لكل القطط والدجاج التي قضى عليها...
ذهب السيد قاف - بمعجزة ما وسط الشبورة - إلى عمله...
****
إنها الحادية عشرة ليلًا...
انتهى يوم عمل السيد قاف بمعجزة ما لا يدري كيف تحققت اليوم، ولا كيف تتحقق كل يوم...
لكن اليوم انقضى على أية حال.
الريح تعوي منذرة بأن الويل كل الويل لمن ألقى بهم حظهم العاثر في الطرقات....
لكن السيد قاف لم يلق بالا للإنذار... واستمر في رحلته عائدًا إلى منزله...
وكما هي الحال في الشبورة... كان من العسير عليه أن ينتبه إلى أن تلك الكتلة السوداء التي تتحرك أسفل الشجرة القريبة من منزله هي كلب...
رباه....! لقد كان الكلب نفسه الذي رآه في الصباح..
للحظة جالت في ذهن السيد قاف خاطرة... كيف قضى الكلب يومه الطويل من السابعة صباحا إلى ما قبل منتصف الليل بساعة...؟!!
ولم تكد الخاطرة تجول بذهنه حتى قال في نفسه إنه لا ريب أن للكلاب وسيلة تقضي بها يومها.
#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)
Hussein_Mahmoud_Talawy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟