أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الأصولية النصية والأصولية الدلالية ح2














المزيد.....

الأصولية النصية والأصولية الدلالية ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 22:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الصراع بين الأصوليتين لم يقسم الفكر الإسلامي فقط إلى نصيين ودلاليين فقط بل تعدى ذلك إلى نفس هذه التقسيمات بدرجات متفاوتة ,وحتى مثلا في المذهب الشيعي الذي ينتمي له الدكتور سروش هناك مدرستين أخباريه تعتمد النصوص والأخبار في بناءها للقراءة ومن ثم تحكيم الأحكام والمسائل وهناك الأصوليين الاستدلاليين العقليين ولكل فريق حججه وبراهينه التي تعتمد العقل في مقابل الجزم بما تستدل به عليه.
في رد مقتضب ولكن يكشف كلية الفروقات بين النصيين والدلاليين نجده عند الشيخ ياسر الحبيب يرجع فيه الاختلاف الى الذوقية البشرية في فهم النص ولا يمس طبيعة لنص الديني فهو عنده قابل لأن يتعامل مع المدرستين بنفس المستوى من المرونة فيقول(أنه لا يعدو كونه اختلافا اجتهاديا وذوقياً في طريقة الاستنباط، فالأصولي يعتد بالعقل والإجماع كمصدرين من مصادر التشريع إلى جانب الكتاب والسنة، بينما يرفضهما الإخباري ويكتفي بالكتاب والسنة. والأصولي يعتدّ بعلم أصول الفقه ويجعله حاكما على عملية الاستنباط، فيما يرفضه الإخباري ويعتدّ بعلم الفقه وقواعده وحده ناسبا علم الأصول إلى غير الشيعة. والأصولي يجعل لعلم الرجال حكومة على قبول الروايات، بينما يميل الإخباري إلى تصحيح الروايات سيما تلك الواردة في الكتب الأربعة. والأصولي يجري أصالة البراءة والحلية عند فقدان النص في شبهة التحريم، بينما يرفض ذلك الإخباري ويقول بالاحتياط. والأصولي يقرّ بحجية ظاهر الكتاب العزيز فيرتّب الحكم عليه وإن لم يرد فيه نص تفسيري من المعصوم عليه السلام، في حين يتوقّف الإخباري في ذلك ويطلب النص. ).
نسوق هذه المقدمة الموجزة لنبين نظرة الدكتور سروش وفهمه للنصوص وكيفية تدبر هذا الفهم وأوجه النقد التي مارسها في نظرية البسط والقبض فيما يتعلق بمقاربته التأريخية تلك, هناك موار متعددة يخوض فيها سروش لا يمكننا معها الجزم هل أنه كان أصوليا نصيا أم أصوليا استدلاليا فمرة نجد دعوته تتبنى العقلانية الاستدلالية بوضوح تام فيقول(من هنا يحق للإنسان أن يتأمل كثيراً في كيفية استخراج الحقيقة الخالصة من النصوص ) , أي ان تبنيه للمنهج الأستدلالي خارج البناء النص لأنه يعتقد أن النصوص تحما أكثر من ظاهرها المجرد وتحمل معها المزيد خاصة إذا كان النظر خارجيا محض(وهي أنّ الفكرة الحقّة ينبغي فهمها ودركها بالتزامن مع فهم الأفكار الحقّة الاُخرى، ولذلك كان من الواجب على كلّ محقق طالب للحقّ أن يستمر في حلّ جدوله من خلال النظر إلى الحقائق والموازين المتداولة في هندسة المعرفة لا أن يجلس قانعاً بما لديه من الحقّ «المزعوم» ومن دون اطلاع على ما لدى الآخرين. ).
هنا التأشير الوضح لا يدع شك في أن قراءة الرجل للنص قراءة تستوعب ما في النص ولا تتوقف عند عتبته متسلحا بمفهوم المقارنة بين ما في حقيقة النص وما في أحقية ما حوله من نفس النمطية من الفكر, لكن في عين الوقت يشير لمفهوم أخر قد يجعله أكثر قربا من الأصولية النصية حينما يعتمد على البناء النصي في الآيات المكية التي يظنها ببنائها هي التي جعلت العرب والمسلمين يتقربون منه ومن الدين لما فيها من قوة وأصالة ذاتية بتجردها عن الدلالات والرموز فيقول(فالشيء الذي سخّر قلوب العرب للنبي وأثار إعجاب الآخرين هو تلك التعاليم الأولية للإسلام والتي تمثّل جوهر الدين، ومحور هذه التعاليم والأصل في خطاب النبي للناس عبارة عن عبادة الله. ), هنا يحيل قوة الفهم لتلك النصوص التي تمثل جوهر الدين من غير أن ينسب للعقل أهمية في تدبرها على وجوه عدة تمثل خطاب النبي العقلاني وإن أشار إلى معنى التعاليم.
يؤكد هذا المنهج مرة أخرى عندما يحصر المعرفة والأحكام والمسائل الفكرية والمعرفية بحدود النص ليسلم أن النص الديني غير قادر على المواكبة بذاته ولا بد له من معارف أخرى تنظم له وينظم لها لتتم بذلك معرفة اكثر حداثة واكثر قابلية للعيش معتمدا على بناء النص وحده ويتجاهل دعوته السابقة الى البحث عن ما في النص(فلو كان الدين يطرح على الناس الحدّ الأكثر من المعارف الإلهية في هذه المواضيع فنبغي أن تكون النصوص والخطابات الدينية أكثر ممّا هو موجود بكثير، في حين أنّ الدين لم يتحدّث في هذه الموارد بكل تفاصيلها ومتغيراتها ).
هنا نرى سروش اصوليا نصيا بامتياز نشم من كلامه أن بنائية النصوص هي وحدها التي يمكن الاعتماد عليها والوثوق بها للوصول للأحكام لا المقاصد والدلالات التي تستنبط وتستقرى بالاجتهاد, وكأنه يناقض نفسه ويفسخ دعوته السابقة من ان العقل والبحث والتحقيق هي أدوات الكشف عن الأحكام والمسائل التفصيلية التي تعتمد يقينيا في حياة المتدين والغير المتدين لانهما يشكلان كلية المجتمع.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليباب في اسطورة الخلق
- قصة الخلق في الأسطورة العراقية
- الخلق والأسطورة
- صورة الخلق في الأساطير الأولى
- الأسطورة والتاريخ والدين
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح5 والأخير
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح4
- لميعة _ قصة قصيرة
- تصريح لناطق لا يملك صوت
- رسائل من وإلى باسم الحب
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح3
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح2
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح1
- سلطان القوة وقوة السلطة ح2
- الفراق اللذيذ _ قصة قصيرة
- سلطان القوة وقوة السلطة ح1
- العقل وإشكالية صناعة المعرفة
- رؤية ... قصيدة للغائب الأتي والرحيل المزمع
- هل العقل موجود حقيقي ؟.
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح1


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...
- في -ضربة- لنتنياهو وائتلافه.. المحكمة العليا الإسرائيلية تأم ...
- ما هو تردد قناة طيور الجنة على النايل سات ؟ والعرب سات وأهم ...
- موسم الهروب من الشمال.. المسلمون المتعلمون يفرِّون من فرنسا ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الأصولية النصية والأصولية الدلالية ح2