أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الهجرة من الوطن














المزيد.....

بدون مؤاخذة-الهجرة من الوطن


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 12:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-الهجرة من الوطن
يشكلّ الحديث عن الهجرة من الوطن حساسية لنا نحن الفلسطينيين، بسبب الهجمة الصهيونية على وطننا الذي نملكه وتوارثناه أبا عن جدّ منذ بدء الخليقة، ومحاولة اقتلاعنا عنوة من هذا الوطن، لإحلال غرباء فيه بدلا منا بعد تضليلهم واقتلاعهم من أوطانهم. لنعيش وإيّاهم صراع وجود، لكن هذا لا يجعل هجرة بعض الفلسطينيين من وطنهم أمرا محرّما لا يجوز الحديث فيه. ولو كان الشعب افلسطيني يعيش حياة عادية في وطنه التاريخي مثله مثل غيره من شعوب الأرض لانتفت المحاذير والمحظورات في قضية الهجرة والحديث عنها.
ومع التأكيد أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين الذين يعيشون خارج فلسطين قد تمّ تهجيرهم بقوّة السلاح، وهربا من مذابح قد يتعرّضون لها، بل تعرّضوا لها فعلا مثلما مذبحة دير ياسين والطنطورة والدوايمة وغيرها في نكبة العام 1948، ومذبحة قبية عام 1952، ومذبحة كفر قاسم في العام 1956. وغيرها من المذابح اللاحقة.
وهناك هجرات تمّت بفعل القوانين العسكرية الاسرائيلية من الأراضي الفلسطينية المحتلة في حرب حزيران 1967، مثل منع رجوع من مكث في الخارج مدّة تزيد عن سبع سنوات، بغضّ النظر عن أسبابه سواء كانت لطلب العلم أو العمل في الخارج، بل إن القوانين الاحتلالية تسحب حق الإقامة من المقدسي الفلسطينيّ اذا سكن في المناطق المحيطة بمدينته خارج حدود بلدية القدس –حسب تقسيمات الاحتلال الادارية- لمدة تزيد عن سبع سنوات، وإن كان يعمل في القدس ويقضي أيامه فيها. وهناك هجرات "طوعيّة" يجري التكتم عليها، والهروب من البحث فيها أو في أسبابها، وهي خروج البعض في سنوات متلاحقة للعمل في دول الخليج أو في بعض الدول الأجنبية ككندا واستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، ولا يلبث هؤلاء أن يصطحبوا زوجاتهم وأولادهم ويستقرون في الدول التي يعملون فيها، وهؤلاء يعدّون بعشرات الآلاف.
وظهرت في الآونة الأخيرة قضية هجرة الشباب من قطاع غزّة، خصوصا بعد المحرقة الأخيرة التي تعرض لها القطاع، وما نتج عنها من خسائر بشرية ومادية هائلة، وما صاحب ذلك من انغلاق أبواب العمل والمداخيل، اضافة الى قمع الحريات، وما تعرض له قطاع غزة من حصار تجويعي، بعد إقامة"إمارة حماس" في العام 2006 وفصلها قطاع غزة عن الضفة الغربية، وهنا نؤكد أن محاولات الهجرة الآنيّة ليست جديدة، فلقد سبقتها هجرات عندما قامت"امارة حماس" في العام 2006، وسبقت ذلك هجرات للعمل وللتعليم أيضا.
فهل حاولت الجهات الفلسطينية المختصة من تنظيمات وأحزاب، ولاحقا السلطة الوطنية البحث في أسباب ذلك لوضع الحلول له؟
وللهجرة من الوطن أسباب كثيرة تتعلق بالأمن الشخصي كلها، فاذا لم يتوفر للمرء في وطنه الأمن على حياته وحياة أسرته، وحرية التملك الآمن، وحرية الحركة الآمنة، وحرية التعبير والمعتقد الآمنة، والأمن التعليمي والاقتصادي والصحي والاجتماعي وغيرها من الحريات، فما الذي يمنعه من الهجرة؟ وفي الواقع فإن الاحتلال قد سلب الفلسطينيين أمنهم في مختلف المجالات، فقتل من قتل وصادر الأراضي وهدم البيوت، وانتهك حرمات البيوت ودور العلم والعبادة وغيرها. وهو يهدف بذلك الى اجبار من تبقى من الفلسطينيين للهروب من وطنهم، لأنه يريد أرضا بلا شعب. وفي المقابل هناك يهود هاجروا الى اسرائيل بعد تضليلهم من الحركة الصهيونية، ظنّا منهم أنهم قادمون الى ارض السمن والعسل، وتورطوا في الاقامة فيها، وجزء من القادرين منهم ماديا عاد الى بلاده بعد أن اكتشف الحقيقة المرّة، وجزء آخر يهرب بعد كل حرب تشتعل في المنطقة. لأنه شعر ويشعر بتهديد أمنه الشخصيّ هو الآخر.
ويعود السؤال عن محاولات الهجرة الفلسطينية مرّة أخرى، فرغم تمسّك الفلسطينيين بوطنهم التاريخي، واستعدادهم للتضحية في سبيله، وقد قدّموا مئات آلاف الشهداء، ومئات آلاف الأسرى، وجاعوا وعُذّبوا وتحمّلوا ذلك في سبيل وطن هو جنة السماوات والأرض بلا منازع.
لكن الوطن ليس مجرّد رقعة جغرافية لها حدود معروفة، بل هو المكان الذي يجد المرء سعادته فيه، والفلسطيني المتمسك بتراب وطنه رغم كل المصاعب، لا يبحث عن سعادة الرّفاهية فيه بمقدار ما يبحث عن حقه في البقاء بكرامة. وهذا ما لا يتوفر في قطاع غزّة رغم كلّ الاداعاءات الكاذبة والتي يدحضها الواقع المرير الذي يعيشه حوالي مليون وثمانية ماية ألف مواطن يعيشون في القطاع. وحركة حماس التي لا تزال تحكم القطاع بالرغم من اتفاق الوفاق وحكومة الوفاق التي اتفقت مع حركة فتح عليها. تعيش أزمات داخلية وتنظيمية وفي علاقاتها الداخلية والخارجية، وهي باتت عاجزة عن ادارة القطاع والإيفاء بالتزاماتها تجاهه، وما عليها سوى العودة الى أحضان السلطة الوطنية الفلسطينية، إن أرادت الخير لشعبها وخصوصا من يقطنون قطاع غزة. ولولا هذه الأزمات وصعوبة العيش في القطاع لما برزت الى السطح عصابات تجار الحروب الذين يقومون بتهريب الشباب من قطاع غزة، هربا من جحيم ليقعوا فريسة لأسماك البحر. وعلى السلطة الوطنية أن توفر الحياة الكريمة لرعاياها كي تساعدهم على البقاء في وطنهم.
15-9-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود شاهين أكلوه لحما ورموه عظما
- بدون مؤاخذة-أدباء ومبدعو الأرض المنسيّة
- الحرب على داعش ليست بريئة
- اعادة تعمير قطاع غزة ومسؤولية اسرائيل
- بوح أنثى على طاولة ندوة اليوم السابع
- حروب اسرائيل الاستباقية
- أعراس
- نحروه
- الآباء يدفنون الأبناء
- -أميرة الوجد- والحب العذري
- ديوان -رسالة من مولاتي- في اليوم السابع
- حكومة نتنياهو بعيدة عن متطلبات السلام
- الدعوة الى قتل الفلسطينيين بدل الاعتذار عن المذابح
- وفاء
- غيرة
- رسالة من مولاتي وحب القدس
- قبور المثقفين العرب في اليوم السابع
- بفضل الستالايت
- النصر الاسرائيلي في الحرب على قطاع غزة
- هل يتذكر العربان المسجد الأقصى؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الهجرة من الوطن