|
محمد بين الأقدام
زين اليوسف
مُدوِّنة عربية
(Zeina Al-omar)
الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 09:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أغلب المجموعات المسلحة و التي تقاتل بعنف لإبادة الآخر تكون مرجعيتها على الأغلب دينية و على الأغلب إسلامية و على الأغلب أيضاً من مذهبٍ محدد لا سواه و هو المذهب السني ذو التوجه السلفي..معلومةٌ شبه حقيقية..صدفة؟؟..لا أعتقد ذلك فحتى الصدفة لها سقفٌ تعجز عن تجاوزه..و ربما يكون تكرار هذا الأمر أمام أعيننا ما هو إلا نوعٌ من أنواع المؤشرات الإلهية التي تحاول جاهدةً الوصول إلى عقول المُغيبين بيننا و المسارعين للانضمام إلى تلك الجماعات و ما أكثرهم و أكثرها.
داعش و جيش النصرة و أحرار الشام..أمثلةٌ بسيطة على تلك الجماعات التي أتحدث عنها..و هي فصائلٌ لا يمكن أن تتهمها مهما تجنيت بالرقة أبداً..فجميعها تتنافس فيما بينها و بحماسٍ مسعور حول أيها يضم بين صفوفه العدد الأكبر من المختلين نفسياً..المنافسة شديدة و لا أعلم من سينتصر فيها على الآخر..و لكنه ذلك النوع من المعارك الذي تشعر معه بأن الخاسر كما الرابح..كلاهما سيكون نصره أو هزيمته وبالاً عليك أنت وحدك.
تلك الفرق المتنافسة ذبحاً جميعها تتبع المذهب السني المتشدد و هذه ليست بالصدفة الغير قابلة للتكرار أو الرصد..فأغلب المذابح التي تمت خلال تاريخنا -الغير مشرف تماماً- تمت عن طريق هذا المذهب بالذات بأفضلية تفوق على المذاهب الأخرى..المعضلة الحقيقية التي تواجه المواطن البسيط هي أن كل تلك الفرق تروج لفكرة واحدة و هي أنها الناطق الرسمي بلسان الرب الذي أصابه الخرس -من وجهة نظرها- و إنها المتبع الأكثر دقة لمنهج الرسول الكريم..هكذا و بقليلٍ من الخيال المرعب سنرى كيف كان الرسول يتعامل مع أعدائه و أيضاً بكثيرٍ من الإنسانية سنتعاطف بالضرورة مع كفار قريش لأنهم كانوا ضحايا لذلك الفكر المتوحش.
الاختلاط الحتمي -و الذي يراه أتباع هذا المذهب كذلك- للدين بالسياسة يجعلنا نحصل دوماً على طفل ثاليدوميد لا يُرجى شفائه من التشوه الظاهري -على الأقل- الذي يُعاني منه..فنجد أن ثقافة "المتحدث الرسمي" هي السائدة ليس لأنها تعكس الحقيقة بالضرورة و لكن لأنها أقصر الطرق لتحقيق المصداقية لدى العامة..و ما تسابق تلك الجماعات على السيطرة على مصافي النفط و الثروة و تقاتلها فيما بينها حول مناطق تواجدها في مقابل تخصيص المساجد لعمليات الذبح على الطريقة الإسلامية إلا مؤشرٌ بسيط على الأولويات الحقيقية لتلك الجماعات و حقيقة تسابقها المحموم نحو السلطة لا نحو إيجاد مفاهيم إنسانية لحفظ حقوق الفرد و حرياته.
ذلك التسابق يظهر جلياً أيضاً في تكفير تلك الجماعات لبعضها البعض بالرغم من أنها تتبع ذات الدين بل و ذات المذهب!!..ذلك التكفير لا يخضع لأي منطقٍ ديني أو حتى منهجٍ شرعي واضح في تطبيقه لشروط معينة لتحقق فكرة التكفير -المرفوضة لدى شريحة واسعة من العقلانيين- و لكنه -أي التكفير- أصبح بكل بساطة أداة دينية ظاهرياً سلطوية باطنياً الغرض منها إقصاء الطرف الآخر المزاحم على كرسي الخلافة كفكرةٍ إسلامية و السلطة كفكرةٍ دنيوية.
قبل ما يقارب الأسبوع شاهدنا جميعاً كيف أن ذلك النزاع وصل إلى حدوده الدموية القصوى كما الهزلية أيضاً..فمن جهة وجدنا أن داعش اغتالت -و بكل فخرٍ إعلامي- أبرز قيادات فصيل أحرار الشام..بالرغم من أن كلا الفريقين ظاهرياً يقاتل ضد ذات الخصم و لكنه حقيقةً يسعى في ذات الوقت نحو ذات السلطة لهذا وجب التخلص منه..كل ذلك يتم أمام ناظريَّ المشاهد البسيط الذي لا يعرف أي الفريقين يُمثل الخير و أيهما يقوم بدور الشر في تلك المعركة..فكلا الفريقين من وجهة نظره يطيلون اللحى و يمجدون الرسول و يصرخون بكل حماس و هم يقتلون بعضهم البعض "الله أكبر"!!.
و منذ فترة ليست ببعيدة أيضاً شاهدت حرب الرايات بين فريقين آخرين -أي داعش و النصرة- فأشفقت على محمد كما سعدت لأنه توفي منذ أمدٍ بعيد..فلقد منحه الرب بتلك الوفاة و بعدم الخلود في الأرض نعمة الجهل بمصيره لدى من يدعون عشقه و إحيائهم لرسالته المندثرة و إتباعهم لمنهجه من بعده..فهناك -كما شاهدناه جميعاً- بين أقدامهم كان و يبدو أنه سيظل أيضاً و لفترةٍ لا بأس بها يُداس اسمه -كما اسم إلهه- بأحذيتهم.
محمد كان و ما زال كالمَطية المُنتظرة على قارعة الطريق من يعتليها..أو كما قلت سابقاً كفتاةٍ يتنازع رجلان أيهما سيكون الأول في فض بكارتها..و لا أعلم لم غضب الكثيرون من هذا التشبيه الذي استخدمته -إلى حد تكفيري و تهديدي بالقتل- رغم واقعيته الشديدة!!..ألم نرى تطبيقاً عملياً لكيفية إلقاء محمد و الرب من فوقه و من قبله بين أقدام المتنازعين على السلطة بعد استخدامهما لتحقيق هدفٍ دنيوي!!..و لكن رغم كل شيء لن تكون تلك هي المهزلة بل ستكون أنك ما زلت ستتعثر دوماً بمن يؤمن أن أحد تلك الأطراف أو جميعها لو حكمت البشر لأقامت العدل كما الحضارة.
#زين_اليوسف (هاشتاغ)
Zeina_Al-omar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوجاعٌ جنسية
-
لوط
-
فتاة سيئة السمعة
-
عصا موسى
-
مكتبٌ حكومي
-
أسد السنة
-
حفل تخرج
-
20 ريال
-
تعاطفٌ مشروط
-
الله هو شرشبيل؟؟
-
وصلة رقصٍ شرقي
-
قليلٌ من السخرية
-
القاعدة و محمد
-
فيلم -غير- جنسي
-
لنفرض
-
عاهرة
-
إعلانٌ جنسي
-
ليلة زفاف الغشاء
-
الله يُصيبه الصمم
-
الجنسية: أسود!!
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
-
خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز
...
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|