أديب حسن محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1288 - 2005 / 8 / 16 - 11:43
المحور:
كتابات ساخرة
المسدس:قف وإلا أطلقت النار.
القلم:ولماذا تطلق النار..؟؟
المسدس :ألا تعلم أن التجول ممنوع.
القلم: ومن منع التجول.
المسدس:السيد الرئيس قدس الله سره،وحفظ قصوره وجواريه ورضي عن زبانيته
القلم:ولكنني مجرد قلم.
المسدس:إذاً أنت هو ذلك المجرم الخطير.
القلم:لست مجرماً..أنا مجرد أداة نبيلة لتوصيل القيم الجمالية.
المسدس:أنت غريمي الأول الذي علموني على قتله.
القلم:تقتل قلماً أعزل.
المسدس:لقد نغصت على سيادته حقبته الجوراسية التي تحول فيها البشر إلى زواحف،حتى كادوا أن ينسون انتصاب قاماتهم،لولا دخولك على الخط وتوعيتهم وإعادتهم إلى آدميتهم الكريهة.
القلم: لم أفعل شيئاً سوى وصف الأشياء بأسمائها ولإماطة الأقنعة عنها.
المسدس:وتعترف بفعلتك أيها الخسيس؟؟
القلم:عن أية فعلة تتحدث؟؟
المسدس:عن معادة الاتجاه المعصوم للسيد الرئيس،وعن ارتمائك بحضن الإمبريالية العالمية وربيبتها الصهيونية العالمية،وعن تآمرك على سلخ جزء من الوطن وإلحاقه بدولة مجاورة؟؟
القلم:سلخ!! معقول أنت يا مسدس أنا أسلخ؟؟
المسدس:ولا كلمة يا كلب تفوه عليك وعلى حبرك العميل.
القلم:رصاصك هو اللئيم،هو الذي سلب ضحكة الأطفال،ورمّد عيون الأمهات،وملأ الأرض بجثث العلماء والمفكرين.
المسدس:وتتجرأ على التطاول عليّ يا واطي.
...
طق..طق..طق
...
يضحك المسدس،فيما يقوم الزبانية بغسل الأرض من حبر القلم،لكن الحبر يرفض أن يزول عن الأرض،رغم جميع محاولات الطمث التي اجتهد بها كل المخبرين،ظلت رسالة القلم متشبثة بالأرض ليقرأها الناس في كل زمان ومكان،فيما مرض المسدس مرضاً مزمناً وصدئت مفاصله،ومات ميتة الكلاب
#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟