خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 09:20
المحور:
الادب والفن
بعدما انتهيت أمس من حصة العمل ذكرتني حواسي أن أنطلق مباشرة إلى البيت ذلك أنني لم أكن قادرة على الوقوف حتى ربما كان ذلك بسبب الإ نذار الذي توصلت به البارحة من إدارة الفيسبوك افتهمت منه أنني أشتم وأسبّ بغزارة ، لكنني لست على يقين من ذلك .
كان الطقس جميلا كمدينتي و شعرت أنني أمشي بين شوارعها و أنني انتقلت في تلك آللّحظة بالذات إلى مكاني المفضل و الحقيقة أنني شممت رآئحة البرتقال تفوح بين ثقوب الآجر الأحمر،إذ كان في ذلك الزمن حدائقا للبيوت ، لم تعد الآن بسبب سياسات التّعسف التي تطال العمران و البيوت و الحدائق و الغابات و السهول و الأشجار دون أن ننسى الحيوانات .. فقد تمّ هدم كل شئ تحت شعار " الهدم من أجل التخريب " ، ثم النسيان بعدها ..
كنت أمشي و أنا أجر قدمي اللتين كانتا ملتصقتان تماما بصندالة الصبع Flip Flop، فالتجربة أساس العلاقة المتينة ..
ثم عدت لألمح من جديد شجرة الجاكرندا بزهورها البنفسجية التي كانت تلوح لي بين الفينة و الأخرى في ذلك الفضاء الآخر الذي لم يكن في الحقيقة " آخَرًا " بل عاينته البارحة أمس رغم الإرهاق الشديد. و هي تتسلق و تتسلق كل شئ خصوصا البيوت .
كان الجو لا يزال ممتعا و دافئا ، و بسبب حالة الإهمال والشرود التي كنت عليها فكرت أن أدخل كنيسة القديس سانت مايكل بكمدن تاون و التي لسنوات أمر منها واعدة نفسي في كل مرّة بزيارة و لو لصلاة خفيفة ، ترددت في الدخول ببسببب ضيق الوقت" دوما" لأبتعد من حالة التوحش التي أصابتني و لأسكب نفسي بالداخل بكل ما أوتيتُ من قوة علّني أهرب من الجنون الذي أصابني هذه الأيام .
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟