أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين ديبان - وطن أم عقار














المزيد.....

وطن أم عقار


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 1288 - 2005 / 8 / 16 - 09:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


ساعات قليلة وتبدأ عملية الانسحاب من غزة,و كل الكلام الذي قيل حول الإنسحاب ,وكل الأفعال التي مورست على الأرض حتى الأن على الأقل ,من كافة الأطراف الفلسطينية,من السلطة الفلسطينية وممثليها,الى حماس ورعاياها,الى فصائل مايسمى باليسار الفلسطيني ورفاقهم,كل الكلام والأفعال تدل على أن جميع الأطراف المذكورة تتعامل مع أرض القطاع على انها مجرد أراض وعقارات وأموال تتنافس تلكم الأطراف على العمل من أجل الحصول على أكبر قسم منها بوصفها غنائم لابوصفها وطنا ولا ماتشير اليه هذه المفردة(وطن) من معاني ورموزنبيلة يجهل معانيها بالتأكيد أناس كانت السلطة لهم طريقا حريريا لكي يغتنوا على حساب الوطن والمواطن,وآخرين لم يجدوا أفضل من الدين لكي يركبوا مطيته حتى يصلوا الى غاياتهم الدنيئة,دون أدنى اعتبار لذكرى الشهداء الأبرار ومنهم الكثير الذين غرر بهم من خلال العزف على الوتر الديني في مجتمع مازال يفسر كل مظاهر الحياة اليومية وأحداثها تفسيرا دينيا .طبعا الى جانب رفاق اليسار الذين بانت طلائعهم بعد طول غياب من خلال اقامة استعراض عسكري لم يتجاوز عدد المشاركين به الثلاثون رفيقا على أحسن تقدير.


أمراء الفساد في السلطة
فقد بدأ هؤلاء ومنذ فترة بعيدة بالتخطيط للاستحواذ على أفضل المواقع والأراضي في قطاع غزة وهم يعلمون أن مجلس الوزراء الفلسطيني بتركيبته الحالية لا يعدو أكثر من كونه غطاء لعمليات السطو المقنن على الأراضي والأملاك العامة من قبل لصوص الشعب وبغطاء قانوني من الهيئات التي من المفترض أن تكون حامية للوطن وليس العكس ,ولنا أن ندقق بنصوص المادتين التاليتين من نصوص القانون الخاص بخطة الانسحاب من قطاع غزة ,والذي أقره المجلس التشريعي الفلسطيني قبل أيام :
المادة"11"- يقع باطلا بطلانا مطلقا كل اتفاق أو تعاقد أو تصرف جرى قبل نفاذ هذا القانون بشأن أية أموال أو أملاك يسري عليها,وتؤول تلك الأموال التي وقع التصرف بشأنها الى السلطة الوطنية الفلسطينية.
المادة"12"- استثناء من المادة"11"من هذا القانون يجوز لمجلس الوزراء بقرار منه حال اقناعه إجازة أي عقد يتعلق بالأراضي الواقعة في منطقة معبر بيت حانون"ايرز" الصناعية دون التعرض لحقوق الملكية.
ان تدقيقا بسيطا بنصوص هاتين المادتين يبين لنا كيف ان الأخوة في المجلس التشريعي يعلمون تماما أن هناك أيادي قد وضعت فعلا على بعض الأملاك والأراضي وأن بعضا من تلك الأيادي قد لا يعجبهم أو لن يشاركهم فيما وضع يديه عليه , فنراهم يمنعوا في المادة الأولى ويستثنوا في المادة الثانية ومع ان الإستثناء في المادة الثانية هو حق يمنحه المجلس التشريعي لمجلس الوزراء وهو جزء من صلاحيات مجلس الوزراء بالفعل ولكن ليس مجلس الوزراء هذا ولا المجلس التشريعي هذا,
انها صفقة مشتركة مابين المجلس التشريعي ومجلس الوزراء للاستحواذ على اكبر قدر ممكن من الغنائم قبل فوات الأوان حيث الانتخابات التشريعية ليست بعيدة.


أجندة حماس
في المقابل نجد أن حركة حماس بدأت ومنذ فترة بتجيير عملية الانسحاب من القطاع لحسابات داخلية تنظيمية ضيقة ,وكأنها ماكان لها أن تتم-عملية الانسحاب- لولا مجاهديها الأشاوس بغير اعتبار لشهداء الشعب الفلسطيني ومعاناته عبر تاريخ طويل من النضال كانت فيه الحركات الاسلامية ظاهرة طارئة ولم تكن يوما ظاهرة أساسية من ظواهر هذا النضال.
ان حماس لاتريد السيطرة على القطاع وحسب متجاوزة كل الأطراف الأخرى وانما باتت تهدد وبشكل صريح باطلاق مجاهديها الى الشوارع لقمع المعارضين لرغباتها وأفعالها وأن وحدهم (أبناء القسام)وسلاحهم من سيدخل نتساريم وهو ماقاله حرفيا أمير حماس في غزة محمود الزهار في احتفال صاخب ولاهب ولا يقدم الا صورة رديئة وقاتمة عن القادم من الأيام حيث قال(أي جريمة عندما يأتي كائن من كان ويقول سلاح واحد وهذا هو السلاح الوحيد الذي سيدخل مستوطنة "نتساريم" وهو يشير طبعا الى أشاوس القسام.
انها غنائم غزوة القسام ولا حق لأحد بالإقتراب منها أو مساسها .وحماس هي وحدها من يعرف صالح الشعب الفلسطيني وهي من سيخطط له حاضره ومستقبله وما على الجمهور الا السمع والطاعة شاء من شاء وأبى من أبى.

أما بقية الأطراف والتي وجدت نفسها انها ستخرج من المولد بلا حمص فقد سارعت لإثبات شيئا من وجودها المعدوم أصلا عبر عروض الزعرنة والبلطجة لبعضها واصدار بيانات من قبل البعض الآخر في مسعى حثيث للحصول على ماأمكن من عقارات وأملاك غزة.

انها نظرة العصابات الى الوطن لا نظرة المؤسسات, انها أساليب همجية ومتخلفة في التعامل مع الأوطان ولا علاقة لها اطلاقا بالمفاهيم الحضارية التي ينتظرها العالم منا في يوم كهذا , انه أسلوب تجار العقارات وملاك الأراضي لا أسلوب المناضلين في سبيل الحرية ..فمهلا ايها السادة ..انه وطن وليس عقار...


كاتب فلسطيني مقيم في بانكوك
[email protected]








#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهم يرقصون على جراحنا
- !!!بيان تهديد رقم 2 الى سيد القمني
- الارهاب...الى متى؟؟


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين ديبان - وطن أم عقار