جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4572 - 2014 / 9 / 12 - 14:08
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من ( الطبيعة) الصحراوية الى (العقيدة) الاسلامية
بالتأكيد لا يمكن ان ننكر بان للصحراء جمالها و جاذبيتها خاصة للذي يراها من الخارج كهدف لزيارة سياحية و المغامرة و لكن الذي يعيش فيها يعرف اكثر من غيره تحدياتها من شحة الماء و صعوبة ايجاد مكان ملائم للنزول و الاستراحة و الخوف من الضياع... طبعا استطاع الانسان العصري بفضل التكنولوجيا المتطورة التغلب على هذه التحديات ولا يخاف اليوم من الضياع و العطش بفضل تقنية GPS و وسائل النقل المتطورة و غيرها.
و لكن اذا رجعت الى الوراء 1400 سنة يتغير الوضع لتكتشف بان قساوة الحياة الصحراوية تزيد من اهمية هذه التحديات و فجأة يساوي الماء الجنة (الماء = الجنة) و يساوي النزول الجنة (النزول = الجنة) و اذا تاه الانسان فانه ينحرف عن الصراط المستقيم ليدخل الجهنم (ضل = الجهنم). لذا لا نتعجب عندما نجد ان هذه المسائل الاساسية و البديهية الطبيعية لنا اليوم تكتسب في القرآن قمة المعاني الدينية المجازية:
اولا: يتساوى وجود الماء مع الجنة (جنات تجري من تحتها الانهار)
ثانيا: يتساوى النزول مع الجنة (جنات الفردوس نزلا)
ثالثا: يتساوى الضلال مع الجهنم (ما ضل صاحبكم / و لا الضالين / في ضلال مبين...).
رابعا: يأتي المنافق من النفق و يرجع اليه (المنافق = النفق) راجع سورة (المنافقون) و ابتعد عن التفسيرات الاسلامية الساذجة.
تشير المفردات القرآنية مثل (النزول و الضلال و المنافق..) و لو بشكل غير مباشر الى الحياة البدوية الصحراوية في زمن محمد و تركز بصورة خاصة على حاسات الانسان كالبصر و السمع و الشم و الذوق و اللمس اضافة الى قابليته على الكلام (اللغة) لتأخذ بعدا دينيا عاليا في القرآن لاهميتها في مواجهة تحديات الحياة الصحراوية و لذا جاء المنافق من النفق لانه يتجنب و يختفي في جبنه في النفق (من النفق الى المنافق):
خامسا: (الكفار = صم بكم عمي) و لكن (المؤمن = قوي البصر): فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟