محمد أيوب
الحوار المتمدن-العدد: 1288 - 2005 / 8 / 16 - 09:29
المحور:
الادب والفن
الإهداء
إلى تلك المرأة التي تأبى أن تتكرر في أي مكان أو زمان ، لأنها غير قابلة للاستنساخ
أشتاق إليك
خاطرة
بقلم : د . محمد أيوب
أشتاق إليك كما يشتاق البحر إلى الشاطئ كي يستلقي في أحضانه ، أشتاق إليك كما يشتاق المركب إلى المجداف والقلوع ، أشتاق إليك كما يشتاق البر إلى نسيم البحر ، أشتاق إليك كما تشتاق النبتة إلى الماء ، أشتاق إليك كما تشتاق الأوراق الخضراء إلى ضوء الشمس ، أشتاق إليك كما تشتاق الدماء إلى الشرايين والأوردة تجري فيها لتمنح الحياة ، أشتاق إليك كما يشتاق الجنين والوليد الجديد إلى سماع نبض قلب أمه ، وكما يشتاق الطفل الرضيع إلى ثدي أمه ، أشتاق إليك كما تشتاق الأرض العطشى إلى المطر ، وكما يشتاق الأسير إلى الحرية والانطلاق ، أشتاق إليك شوق السيف إلى جرابه طلبا للسلام والهدوء ، أشتاق إليك ، أشتاق إلى تراب تلالك أستلقي فوقها غير خائف من الاتساخ ، لأن رمالك رمز الطهارة والنقاء ، تمنح السكينة والراحة ، فأستسلم لنسمة رقيقة تداعبني ، تداعب كل خلية من خلايا جسدي ، تداعب وجهي وشعري ، أشتاق لسلام افتقدناه منذ زمن بعيد ، أشتاق إليك لأنك تعيدين لي عمري وتمنحينني طفولتي التي خسرتها على بوابات الشقاء ، أشتاق إليك يا امرأة تكملني وتجبر نقصي ، أشتاق إليك يا وطناً توحدنا فيصبح الكل في واحد ، ويصبح الواحد رمزاً للكل ، أشتاق لرؤية علمي خفاقا فوق الرءوس وفي القلوب ، أشتاق أن أمضي بقية عمري في سلام مع نفسي ومع الآخرين بعد أن عز الحصول على السلام ، أشتاق إليك ماء زلالاً يطفئ ظمأ الظامئين ، أشتاق إليك نوراً يهدينا سواء السبيل ، أشتاق إليك يا فلسطين ، يا تلك المرأة التي يشاركني الجميع في عشقها دون أن أرى في ذلك ضيرا ، دون أن أتأفف أو أغضب ، فأنت جديرة بأن تكوني معشوقة أبدية ، ونحن نستحق أن نكون العاشقين .
بقلم : : د . محمد أيوب
#محمد_أيوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟