عبد الواحد مفتاح
الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 06:03
المحور:
الادب والفن
صديقتي الأشياء كثيرة
مثل فئران دولابي الوحيد
ووجهي بارد كقبلة
لكن لماد التراب وحده ما يبقى
من كلمات الشعراء
وما الذي يجعل الشمع
بياض لا رماد بعده
قولي لي يا صديقتي
لماد كل هؤلاء الفلاسفة
متجمهرون حول مؤخرة نملة واحدة
وما بال هذه الكلمات هنا كثيرة
حتى أن القصيدة أصبحت
أطول من جنازة محمود درويش
أسرع من ابتسامة
صديقتي
أعرف أن الموت وحده
لا يكفي ليذرف البحر أمواجا جديدة
وهذه اللغة طفلة
تلوك شتائم
اكبر منها
لكن لماد لم تتعب هذه الشجرة
من كل هذا الصمت بين جدار وجدار
صديقتي
الحب يشبه إبرة والدتي
التي تضيعها دائما
وأنت واضحة وفستانك يليق بسهرة
بأي كلام
سأعلن أني أبدء في الصمت
فالحب لغز متعب
الحب الذي ليس له والد
أو مؤخرة عريضة أنكحها وأرتاح
أعرف أني أرتب صمتي
بكلمات لا تجيد النطق
لا تكسر قطعة من قلبي
وتوزعه على الناس
أعلم أني أكتب حافيا
على ورقة لا تشعل ضوء بياضها
لأي رجل مسكين
يكتب عن صمت وحب بعيد
لموتي المقبل
ما تبقى من صباحات
تتقاسمها النوارس
فوق زرقة البحر
لموتي المقبل
طرق لاتنتهي إلى اللغة
لا تحفل بحطب الوقت
قوافل تكدس أسمائي
على أدراج غيب يعلن وقته
ألوانا وأحصنه
وقبر مسبوغ بالتراب والبياض
- البياض هنا قد لا يعني نهدا امرأة سمراء
لكنه أجمال –
لموتي المقبل
زهور غرباء مروا من سهول القلب
زنزانة أخرى تطوقني كقبل عائشة
وتفتح موجة ساطعة العينين
أن يهاجر القلب ونسائه والأشياء
لكن العشب يبقى
يحدق في الحياة البعيدة
يلهو بريحها الباردة
ويعلن الخضرة أجمل من الشمس
حذائي المثقوب في يوم ماطر
تمزق مثل قبلة مسكينة
تتماوج في فم عاشقين
وهاهو عاطل
كحزن مات صاحبه
حدائي المثقوب في يوم ماطر
مشهد
أرتب أجزائه بلصاق لغة لا تكتمل
وتشبيه لا أجد مسماره
مشتت مثل مريم اللعينة التي جاءها خطاب
#عبد_الواحد_مفتاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟