أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - معنى التضامن مع المعتقلين السياسيين (المغرب)














المزيد.....


معنى التضامن مع المعتقلين السياسيين (المغرب)


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 05:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنه من غير المقبول إعلان أو ادعاء التضامن مع قضية معينة وفي نفس الوقت إعلان التضامن مع نقيضها..

هناك عدة أشكال وأساليب نضالية للتضامن مع المعتقلين السياسيين ومع عائلاتهم. وأجمل وأرقى هذه الأشكال والأساليب هي تلك التي لا تلتقطها عدسات الكاميرات وآلات التصوير، وهي تلك التي لا تلوكها الألسن ولا تنشرها الجرائد المملوكة والمواقع الالكترونية المحروسة.
ببساطة، لأنها أشكال وأساليب عملية وصادقة ومبدئية وغير محكومة بخلفية إبراز الذات (حب الظهور) أو بغاية التوظيف السياسي البغيض.. والمعتقلون السياسيون، في الماضي والحاضر، ومن موقع الصمود والتضحية والمعاناة الفعلية، يشهدون أن أروع صور التضامن معهم هي تلك التي يبدعها جنود الخفاء في صفوف العائلات والرفاق والأصدقاء وعموم أبناء شعبنا.. والعائلات تشهد هي الأخرى بفعالية وأهمية أدوار جنود الخفاء، جنود القضية..
إن المعتقلين السياسيين، وكذلك عائلاتهم، لا ينخدعون ببهرجة "الطبل والغيطة"، من مثل الخرجات الممسرحة والبئيسة لحزب الأصالة والمعاصرة (البام) أو القفزات البهلوانية (حد التمييع) لمحترفي "التضامن" ولمختلف الدكاكين/البوتيكات السياسية والنقابية والجمعوية.
لقد أثبتت التجربة أن التضامن الذي يصنع الفارق ويقوي المعارك البطولية هو الفعل النضالي من داخل الموقع الذي يحتله (يشتغل فيه) المناضل. فأن أتضامن من موقعي كمناضل نقابي في إطار نقابتي أفيد من أن أشارك في فعل تضامني فقط بصفتي كفرد نقابي أو كمناضل. إن تضامن نقابتي أو تضامن مناضلين من نقابتي أفيد سياسيا وعمليا من تضامني كنقابي فرد أو ك"مناضل" متسكع. ونفس الشيء بالنسبة للجمعيات والأحزاب والتيارات السياسية. إن حضور الإطار، نقابة كان أو حزبا أو جمعية، وبالكيفية التي تمثل الإطار حقيقة (شكلا ومضمونا) يعطي معنى قويا للتضامن. والحضور المطلوب هو الحضور الفعلي والوازن، وليس الحضور الشكلي أو الرمزي.. قد نتفهم الحضور الرمزي (التمثيلية) إبان الاجتماعات التنسيقية مثلا أو إبان الندوات والمهرجانات الخطابية، رغم كونها مملة ومعزولة في كثير من الأحيان، ورغم ما لذلك من أثر على اتخاذ المواقف وصياغة المبادرات ورسم الآفاق. لكن الأشكال النضالية التضامنية، من مثل الاعتصامات والوقفات والمسيرات بالخصوص، تتطلب الحضور الفعلي والوازن والتعبير من خلال الشعار المنسجم الذي يخدم القضية المعنية. وهو ما يجسد مبدئية التضامن والاقتناع بالتضامن رغم طبيعة وحدود الاختلاف الحاصل..
إنه من غير المقبول إعلان أو ادعاء التضامن مع قضية معينة وفي نفس الوقت إعلان التضامن مع نقيضها ورفع شعارات مناوئة لها والطعن في أصحابها وبالتالي امتطائها في إطار تصفية حسابات سياسوية صغيرة، لا تخدم في آخر المطاف غير النظام القائم.. فمحترفو التضامن كالقناصين الفاشلين، ينتظرون معركة هنا أو معركة هناك، ليتربصوا بها، بحثا عن مجد مفقود أو انتصار وهمي.. إن الزعيق، سواء بالوجه المكشوف أو المستعار، ليس تضامنا!!
إن المعتقلين السياسيين، عندما يضربون عن الطعام، فإنهم يعلنون استمرارهم في طريق النضال الذي يؤجج حركية الصراع الطبقي ويعملون على فضح إجرام النظام وزبانيته ويكشفون تواطؤ المتسترين والمندسين ويسعون الى دعم جهود ونضالات رفاقهم وعموم جماهير شعبهم..
إن المعتقلين السياسيين وكباقي المناضلين داخل السجن الكبير يعرفون رفاقهم الحقيقيين. وعائلات المعتقلين السياسيين وعائلات الشهداء تعرف رفاق أبنائها الحقيقيين..
ولا أخفي إحساسي بالتقصير، بل والخجل، عندما خاطبتني أخت الشهيد بوبكر الدريدي، المناضلة الكبيرة فاطمة، في أجواء الذكرى الثلاثين (غشت 2014) لاستشهاد رفيقينا الدريدي وبلهواري، قائلة: "إن تجربتنا كعائلات مناضلة في إطار مجموعة مراكش 1984 لم تجد بعد ذاتها في الكتابات التوثيقية، رغم إسهامنا الكبير في صنع انتصار معاركها.. لقد رحل في صفوفنا من رحل، ونحن أقرب الى الرحيل".
لقد صدقت، أنت الصوت الجهوري المعبر عن كل عائلات المعتقلين السياسيين والشهداء.. إننا معنيون حقا، بالعديد من التجارب القديمة والحديثة.. إننا معنيون بالعديد من تضحيات الأمس واليوم والغد..
فليلتفت المتضامنون، وحتى أشباه المتضامنين، الى التاريخ.. إنه مليء بالدروس والعبر.. فلننجز مهام اليوم والغد ودون أن ننسى مهام الأمس.. نعم للتراكم وللاستمرارية وللصدق النضالي، ولا مجال للفراغ أو التيه.. كما لا مجال للتهافت من أجل التهافت..
إضافة:
كل التضامن، الفعلي والمبدئي، مع المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام (فاس ومكناس) ومع عائلاتهم.. إننا نعلنها قولا وفعلا..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب: فضائح بالجملة.. ولا من يحرك ساكنا!!
- فضائح/جرائم النقابات والأحزاب المغربية
- ما رأي الهيئات الحقوقية بالمغرب؟
- رسالة مفتوحة الى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: المعتقلون ا ...
- -يدينون- العنف ويمارسون الإجرام..
- دورنا داخل الإطارات الجماهيرية (المغرب)
- موت الأحزاب والنقابات بالمغرب..والبديل؟
- المنتدى: المقاعد على حساب المواقف
- المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف: ماذا تبقى من شعار - ...
- ماذا تبقى من قضية الشهيد بنبركة؟
- قوة البديل الجذري المغربي
- التضامن بين المبدأ والموضة والتوظيف.. حالة الصحافي أنوزلا (ا ...
- تجار حقوق الإنسان
- حاجة سوريا الى الفعل وليس الى التضامن فقط..
- معركة الشهيدين بلهواري والدريدي (المغرب)
- القوى الظلامية تفضح نفسها
- الشهيد عبد الحق شباضة (المغرب): مغزى الذكرى
- لماذا قمع حركة 20 فبراير بالرباط؟
- دروس شعب مصر العظيم
- رسالة مفتوحة الى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - معنى التضامن مع المعتقلين السياسيين (المغرب)