أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح3















المزيد.....

القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 01:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن الكاتب الإسلامبولي يشير إلى حقيقة مهمة قد لاحظها المرحوم النيلي وأكد في الكثير من ما كتب فييها وهي الفرق بين اللسان العربي المبين وبين ما يلحدون به والإشارة هنا إلى المخاطب المقصود في النص وهم العرب,فوصف الله لسانهم الذين يلحدون به أعجمي بمعنى يصل بالفهم كمقصود وليس النظام البنائي المركب من مفردات وجمل,أما ما في القرآن الكريم فهو لسان عربي مبين والبيان الموصوف به بيان للأدراك والفهم والتعقل به ومنه{ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}النحل103,فالألحاد بمعنى الميل الأنتسابي لما هو غير الحق يعني لنا في هذه الجزئية التحريف عن طريق الأعتباطية في الفهم,فلو كان الفهم والعلم والتعقل بما في روح النص من مقاصد وبالطريقة التي ضُبط بها النص أصلا لكنا أمام حالة موضوعية لا أعتباطية ولم ينشأ الألحاد ومنه ظهر التحريف والتزيف والتبديل بموجب قواعد المنطق البشري القائم على الذاتية الإنسانية الذوقية المتناسبة مع محدودية الأفق والنفس العربية.
حقيقة ما أود الإشارة إليه هنا هو هذه المفارقة العجيبة الحاصلة في مفهوم التحريف فاليقين المطلق بعدم قدرة أحد على تحريف كتاب الله المجيد سواء بالنسخ أو الإنساء أو التغيير بالتشكيل أو التنقيط هو حق متفق عليه,وكلنا نؤمن أنه لم ولن يكون هناك تحريف لما بين الدفتين حتى يرث الله الأرض ومن عليها,ولكن من جهة أخرى أليس عجيبا أن يتم تحريف المعنى سواء بالتأويل أو صرف معاني الآيات عن حقيقتها أو الاستشهاد بآيات لتدعيم بحث أو أثبات أو نفي قضية ما وصرف النظر عن آيات اخرى تنقض البحث أو القضية من أساسها أو الاقتطاع من النص حسب المشيئة والرغبة,ويؤسفنا أن تُرك(بضم التاء)بعض المتحدثين أو المتقولين من الدارسين والباحثين والمنظرين باسم أهل القرآن يحرفون المعاني بما يخدم بحوثهم وأهوائهم ومقدماتهم الفكرية والمذهبية دون رقيب او حسيب( اللهم الا من عصمه الله أو قال صوابا).
أذن الأعتباطية في الفهم ينشأ عنها نظام أعتباطي نسب للسان العربي وتكونت معه حالة من التعاطي الأعتباطي بكل ما يتصل بهذا اللسان من قواعد ومنطق تسير عليه نمطية اللسان العربي الغير مبين,وهو أمر له علاقة مباشرة بالمعرفة البشرية وأصول تحصليها وكيفية أسناد عملية الحصول تلك من الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم,واللسان هي أحد تلك القضايا المعرفية بلا شك,يقول الدكتور راجح الكردي في بحثه الموسوم أصل المعرفة بالقرآن الكريم((لابد من الإشارة الى قضية هامة أثارها القرآن,وهو بصدد الحديث عن أصل المعرفة,وهي أن أصل المعارف كلها يعود الى الله سبحانه,فهو الذي خلق وعلم.وأن هذا الإنسان بما أعطيه من المعارف والاستعدادات اللازمة لتحصيلها,لا يتصرف في هذا الكون, شخصية مستقلة بذاتها,يعبد الحس ويقدسه,أو يعبد العقل ويقدسه,كما في الاتجاهات الفلسفية الشاردة عن هدى الله.وإنما يتصرف من منطلق أنه مخلوق ومدين في أصل خلقه لله سبحانه,وعارف مدين في أصل معرفته لله تعالى,وهنا يثور سؤال:هل الإنسان مدين في معرفته لله بأن علمه الله تعالى علما أو لقنه قضايا,أو بديهيات عقلية أم أن تعليمه إياه يعنى خلق العلم الضروري فيه,أم أنه منحه ما يؤهله للمعرفة والوصول اليها عن طريق الحواس والعقل؟))(موقع الموسوعة الإسلامية الإليكتروني).
وبغض النظر عن نتائج السؤال فالمهم أن الإنسان تحصل على المعرفة من خلال روافد أصلية من الله بكل أشكالها ومؤدياته,تفاعل بها مع البيئة ومع الأستعداد النفسي والسلوكي الذاتي,فأنتج معرفة مختلطة وهجينة تتلائم معه ومع حاجاته ومتطلباته بما تبسطه وتفرضه قوى النفس الحسية والناطقة في تكوينه,قد تقترب وتبتعد مع أصل المعرفة الربانية وجوهرها,ولذلك يشير المرحوم النيلي إلى العامل النفسي في التعاطي مع الموضوعية بموجب ما قدموا الموضوعيون من أصول المعرفة الحقة على الأعتباط الذي أصاب أخرون في فهمهم وتعاطيمهم مع الحقائق الإلهية((وُجدَِ قومٌ لم يتعلموا من أحدٍ فأذعنت لهم الموجودات وعناصر الطبيعة لأنهم بلغوا من الموضوعية حداً ألغوا فيه حكمهم الذاتي إلغاءً تاماً فجاءهم العلم بالأشياء والسيطرة عليها من أيسر السبل وأقربها جرّاء قيامهم بالأمر العسير)).
إن تغيب العامل الذاتي هو في الحقيقة تهميش للأثر النفسي الحسي من التحكم بالعلم العام والخاص وتجرد هؤلاء من هذا الأثر لصالح التسليم والتصديق والإيمان بما هو من عند الله, والذي هو أثر حقيقي للنفس الناطقة القدسية مدعوما بأثر النفس الكلية الإلهية ولذلك قال الله فيهم{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}آل عمران7,فالأعتباط أو الموضوعية شأن نفسي داخلي تحركه القوى النفسية المتصارعة والتي بغلبة قواها تنكشف موضوعية الإنسان من أعتباطيته.
إن علاقة الفكر باللسان المعبر عنه علاقة جدلية غير منفكة ولا تنفصل بين الأثنين لأن كل منهما تعير للأخر مؤدى كاشف ومنشيء في نفس الوقت فاللسان كمعرفة هو الكاشف للخارج الفكري,والفكر هو أسير للسان بما له من وظيفة تجسده وتكشف كونيته كما تكشف شكليته ومظهره الفاعل,وفي هذا يقول الدكتور الكردي في بحثه المذكور سابقا مؤكد على هذه الحيثية فيقول((وفائدة هذا المبحث فيما علمه الله للإنسان في أول مرة يحصل فيها تعليم له,أن القرآن يضعنا أمام مشكلة اللغة أو الرموز اللغوية,والتي أصبح من اللازم علينا أن نميز بين المعرفة التي نتلقاها أو نتعلمها أو نحصلها اليوم,وبين المعرفة في منبعها الوحيد أو أصلها الأول,والتي تلقاها آدم عليه السلام,أول مرة.وأنه وإن كان للعقل دوره وطريقته في المعرفة,وإذا كان الحس له دوره كذلك,فإن كلا من العقل والحس لا يستطيعان أن يتجاوزا مسألة اللغة كرمز للمعنى الحاصل في العقل والحس.وإن الإنسان لا يستغني عن الرموز اللغوية في كلتا الحاليتين,ولا بد أن يأخذ في الحسبان هذه المسألة قبل أن يفكر ويبحث في طرق المعرفة بعد ذلك من عقل وحس.إذ يجمع علماء اللغات اليوم,على أن ميزة الإنسان على غيره من المخلوقات هي قدرته على استعمال الرموز اللغوية,من أجل توصيل المعاني وتكوين المفاهيم,"أي أن المفاهيم تتكون عن طريق اللغة,ولا توجد مستقلة عنها,بحيث يتعذر على الانسان أن يفكر بدون الكلمات والحروف.ولهذا قال بعض العلماء في اللغة والفكر:إنهما كقطعة النقود,وجهان لحقيقة واحدة.وهذا ما فطن له علماء الكلام المسلمون واللغويون العرب,عندما نصوا على أن العلاقة بين الشيء واللفظ الدال عليه تثبت دائما بواسطة,وهي الصورة الذهنية التي يحدثها الإدراك للشيء.والتي تثير في ذهن المتكلم اللفظ المرتبط بها ارتباطا اعتباطيا,وأنه على العكس من ذلك لا يمكن اللفظ أن يثير في ذهن السامع إلا الصورة التي يرتبط بها عادة في لغة هذا السامع".))(مصدر سابق).



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح2
- القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح1
- سلطان القوة وقوة السلطة ح2
- الفراق اللذيذ _ قصة قصيرة
- سلطان القوة وقوة السلطة ح1
- العقل وإشكالية صناعة المعرفة
- رؤية ... قصيدة للغائب الأتي والرحيل المزمع
- هل العقل موجود حقيقي ؟.
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح1
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح2
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح3
- قصاصة ضائعة _ قصة قصيرة
- معيار التمييز بين العقلي والديني
- العقلانية والدين
- مصطلح المنهج والطريقة في النص القرآني
- التاريخ بين الأسطورة والتزييف
- إشكالية غياب المنهج العلمي في كتابة التاريخ العربي والإسلامي ...
- إشكالية غياب المنهج العلمي في كتابة التاريخ العربي والإسلامي ...
- الممكن في حكومة اللا ممكن ..................... العبادي وتحد ...
- داعش خطيئة الدين والتاريخ 2


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - القصد والأعتباط وخيارات عالم سبيط النيلي ح3