داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 13:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلنا نسمع بالحروب ونقرأ عن الحروب ، واشتركنا ايضا في حروب يوم كنا جنودا نخدم الوكن ابان الثمانينيات ، وقد كتبوا في دفتر الخدمة الذي كنا نحمله : (ان مدة الخدمة (36) شهرا ) ، لكننا لم نتسرح من الخدمة الالزامية الا بعد ثمان سنوات عجاف ، اذ كانت الحرب العراقية - الايرانية قائمة على قدم وساق . فدخلنا هجومات ومعارك مع الجانب الايراني كثيرة نقتل منهم ويقتلون مننا ، في قضية معروفة .
لكننا لم نشاهد ولم نسمع سقوط هذا العدد الهائل الذي وقع في قاعدة سبايكر ، الذي قيل ان عدد الضحايا فيه الف وسبعمائة ضحية ، لكن العدد الحقيقي اكثر من هذا بكثير كما صرحت جهات امنية عراقية .
سبايكر هي جريمة العصر ، ويتحمل تبعاتها بالدرجة الاولى القائد العام للقوات المسلحة ، باعتباره اعلى سلطة تدير وتشرف على الاجهزة الامنية ، ويفترض بها ان تكون شخصية قوية ولها باع وخبرة وحنكة عسكرية ، وعلى ضوء هذا استطاعت ان تزج في نفسها لشغل منصب قيادة القوات المسلحة . واما ان تتذرع بان القيادات الاخرى التي تقع تحت تصرفها لم تنفذ الاوامر او انها تقاعست او فشلت ، فان هذا الامر ايضا يجرمه ، كونه قد اختار قادة فاشلون ، لم يكونوا على قدر المسؤولية ، الامنية والعسكرية .
النقطة الاهم في الموضوع ان القائد العام للقوات المسلحة لم يحضر جلسة مجلس النواب التي خصصت لقضية جريمة قاعدة سبايكر ، وقد تجاهل الضحايا والمناشدات ، واهالي الضحايا ، وتجاهل ايضا الرأي العام ، وكأن الامر لا يعنين لا من قريب ولا من بعيد .
انا اضم صوتي الى اهالي الضحايا ، وادعو الى رفع القضية الى كل من يعنيه الامر في المحاكم الدولة ، ولا سيما محكمة لاهاي ، والى الجامعة العربية والمنظمات الاسلامية والمجتمعات المدنية والى الامم المتحدة ، للتحقيق في هذه الجريمة الكبرى التي هزت كل وجدان وضمير حي ، وكل قلب نابض بالإنسانية ، لأنها جريمة لا يمكن السكوت عليها ، وقد وقعت في وضح النهار وسالت بدماء باردة .
واخيرا اعزي اهالي الضحايا بهذا المصاب الاليم الذي شغل الرأي العام ، وتجاهله الاعلام المغرض والمستفيد ، ولا سيما بعض الاعلام الحكومي ، ولم يشر الى الجاني الحقيقي ، لان الجريمة مشتركة ، وان كان المنفذ جهة واحدة .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟