أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل العقل موجود حقيقي ؟.














المزيد.....


هل العقل موجود حقيقي ؟.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 00:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ر

هل العقل موجود؟.
أرى أن هذا السؤال قد يبدو للبعض من التفاهة بمكان وقد يبدو للبعض الأخر ترف فكري,ولكن لا بأس من أن نعرف أيا كان الوصف المهم يجب أن نعرف ما نتسأل عنه وإن كان ذلك شاقا أو يبدو غير ذي أهمية للبعض,أليس هناك تساؤل مهم مطروح علينا هو{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ} الطارق5,ومم تعني من أين مرة ومرة من كيف,وكلاهما محتاج للإجابة بالتدبر والتعقل الضروري لفهم وجودنا ولفهم ماهية هذا الوجود ولفهم علية الوجود وأحكام هذه العلية.
خلق الإنسان حقيقة لا يمكن إنكارها فهو موجود مخلوق وليس إدعاء من أحد فلو أنكرنا ذلك لأنكرنا وجودنا أصلا ومن ينكر وجوده الشيئي لا يمكن أن يكون عاقلا أو نسمع له,فالوجود حقيقي والخلق حقيقي ,ولكل موجود علة ولكل علة غاية ولكل غاية وسيلة, فهذه المتسلسلات تعبر عن قيم شاملة ترتبط وتتكامل فيما بينها لتصنع جواب عن سؤال مهم,لماذا خلقنا؟,ولماذا تسير قصة وجودنا؟,والجواب البديهي لابد من وجود غاية مدبرة وسلفية وأصيلة تبرر هذا الخلق وتفسر قصة الوجود.
لو عدنا للسؤال ما هي قيمة خلقنا كقضية نعيها أو يجب علينا أن نعي مغزاها الكلي؟, هل وجودنا كان عبث من صدفة أو نتيجة لا ندرك كيفية حدوثها ولكننا وجدنا على أي حال؟!..,والسؤال هنا مرتبط بسؤال أخر هل العبث ينتج نظام؟,وهل الصدفة تحكم بما هو متسق على وجه لا نرى فيه خلل وكأنه مصاغ بهيئة لا تقرب من الخلل التنظيمي ولا يقترب منها الفشل في مرة واحدة.
من ينظر للوجود الشيئي يرى فيه نسقية عالية من الترابط والتلازم وتسلسل العلل وتلازم الأسباب وإرتباط بين المعطيات والنتائج على النحو الذي يشير إلى كونية عالية من التنظيم والتنسيق الذي لا بد له من يد فاعلة مدركة وعالمة وهي أصلا منتظمة تدير النظام برؤية معلومة ومفهومة ومقدرة تربط أول الحركة بآخرها وتمسك بإدارة القضية إمساك المدبر الخبير العليم,فهي لا تخرج عن سلطان قدرته ولا تتفاوت بين الأحيان والكيفيات ولا تضطرب لتضرب بعض مفاصلها فتصيب أخريات فيفشل النظام وتتخبط هي بعلات الفشل وأسباب الخلل.
هل من تفسير لهذا النظام؟,وهل من يبرر للعبث إن كان هو الفاعل أو للمصادفة إن كانت هي المسئولة عن الخلق هذه القدرة العجيبة والصنعة المحكمة نجاحها وهي الجاهلة أصلا بما هي فيه((لاَ تَرَى الْجَاهِلَ إِلاَّ مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً)) ,فلا يمكن أن ننسب لجاهل علما صحيحا متقنا ينتج نظاما صحيحا متسقا يسير بعلم ويدوم بعلم وينتهي بعلم,إذن لا بد من مدبر وصانع وخالق فوق تدبير وصنع وخلق وعلم ما صنع وما دبر وما خلق وما علم,وفوق هذا وذلك لا بد من أن يكون قبله وبعده في الحين والوجود.
هنا لا بد أن نسلم أن لكل موجود شيئي من علة وهذه العلة تسبقه وجودا وزمناً ولا يمكن أن يكونا قد وجدا معا أو تزامنا في الوجود فهما نتيجة وسبب وعلة ومعلول,وبذلك نقر أن هناك غاية للخلق متصلة بعلة وموصل بينهما بمنهج ووسائل وأدوات,كلها تشكل قضية بدية هي قضية الوجود ذاته.
هذه القضية لها رؤية تمتد من أولياتها لتنتهي بتحقق غاياتها ويمكن أن نطلق عليها ما يسميه البعض,واقع للنظام القيمي(الخلقي),هذا النظام المحكوم إبتداءً بفكرة أن الخالق لا يخلق خلقا عبثياً من غير أن تكون له قيمة ذات أهمية عالية تبرر وتفسر هذه الفكرة وتشرح أيضا كيفية تنفيذ هذه القيمة على الوجه الذي لا يُقَبَح ولا ينكر من المخلوق الذي هو موضوع الفكرة وأُسها الرئيسي بإعتبار أنه المسئول عن تنفيذها وتطبيق هذا البرنامج والمنهج العملي وما تستهدفه العلة الأولى من غايات.
هنا يكون الإنسان كمخلوق موضع علية الخلق كلها وبإجمال موضوعها فيكون بذلك هو جوهر النظام القيمي كحتمية له وبالتالي فلابد أن يدور مؤتى وغاية النظام ومقدماته ومعطياته متعلق به وحده ليس كوضع عام بل لأن النظام القيمي لا بد أن يكون له حامل وهدف وهو الإنسان,ولكي يكون النظام القيمي فعالا لا بد له من أن يكون المحل متناسب معه من حيث الكونية ومن حيث القدرة على الانتظام به ومن خلاله,ولكي يكون كذلك لابد للإنسان أن يكون على قدر من الوعي به وقادر على التعامل بمفردات النظام وقوانينه ومسلماته ونتائجه.
هذا الوعي بالنظام يلزمه بالمنطق الذي يضبط الأشياء أن يكون حاضرا وفطريا بالكينونة ومنها يستقي وجوده على أعتبار أن الإنسان كمحل للنظام القيمي لا قيمة له إن لم تكن موارد الإنسان المعرفية تتجه إليه أولا,ولكي تكون كذلك يتحتم عليه أن يفهم ويدرك وينتظم ويتعامل مع هذا النظام القيمي بالحد الأدنى والأولي من اللزوم حتى يكون على بينة من أمرة.
وهذا الحال لا يأتي من فراغ بل من وجود استعداد فطري وتكويني للفهم والعلم به, ويعني ذلك أن يكون الإنسان ذو ملكة فطرية تستلهم هذا الوعي وهذه الحتمية وهذا المنطق وأن يكون ذلك أصيلا قابلا للتطور والتطوير,وهذا الإستعداد محصورا به دون الخلائق ودون كل الموجودات الشيئية ويتمايز بها عليها,أنه العقل الفطري المطبوع الذي موضوع وجوده أصبح من ضروريات التكييف الذي ينشأ عليها صيغة الكينونة,فلو لم يكن الإنسان عاقلا وقابلا للتعقل لم يكن للنظام القيمي مورد ولا وجود ولا محل وبالتالي فالقول به إثبات لوجود العقل الذي لا يمكن إنكاره ولا يمكن تجاهل دوره في ترجمة وفهم والعمل بالنظام ذاته.
إذن العقل كموجود فطري مخلوق بالكينونة ولازم للوجود منطقيا وليس هو طارئ على الوجود الإنساني أو لاحق له بل هو جوهر قضية النظام والمحل الذي تتوجه إليه أحكامه ولذلك ورد في النقل أن الله تعالى عندما خلق العقل فقال له أقبل فأقبل وقال له أدبر فأدبر فقال الله بعزتي وجلالي بك أعاقب وبك أثيب,ليس هذا النقل إلا إفصاحا من الله على قيمة العقل وقابليته الفطرية التكوينية لأن يطيع ويتقبل الحق بالصورة التي تبين أن محله في الوجود محل ضرورة وليس محل أختيار تكميلي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح1
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح2
- ما هو التأريخ وكيف بدأ ح3
- قصاصة ضائعة _ قصة قصيرة
- معيار التمييز بين العقلي والديني
- العقلانية والدين
- مصطلح المنهج والطريقة في النص القرآني
- التاريخ بين الأسطورة والتزييف
- إشكالية غياب المنهج العلمي في كتابة التاريخ العربي والإسلامي ...
- إشكالية غياب المنهج العلمي في كتابة التاريخ العربي والإسلامي ...
- الممكن في حكومة اللا ممكن ..................... العبادي وتحد ...
- داعش خطيئة الدين والتاريخ 2
- داعش خطيئة الدين والتاريخ 1
- كيف نقرأ النص تأريخيا
- نقد التجربة الدينية , نقد في النقد
- نشأة الدين بين العبقرية وبين حقيقة الوحي
- عار التأريخ وخطيئة الإنسان
- فنتاستك _ قصة قصيرة
- فكرة الوجود وحقيقة الغيب
- الشيئية وفكرة العدم


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل العقل موجود حقيقي ؟.