بولس الرسول ما قصته مع المرأة ؟!!

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 16:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أولا نذكر إيجازا عن القديس وفق الإيمان المسيحي بولس الرسول فمن هو ؟! هو شاول الطرسوسي أي مطلوب وهذه التسمية بهذا الاسم موجودة في سفر الأعمال - أما شاول الذي هو بولس أيضا - ومعناه الصغير ؛ البعض قال إنه أخذ الاسم من سرجيوس بولس لكن لم يثبت علميا ذلك ؛ ولد بولس الرسول في مدينة طرسوس إحدى مدن ولاية كيليكية الرومانية وعائلته كانت مستورة الحال وامن من أقربائه قبله اثنان لكن الملفت للنظر أن شاول الطرسوسي قبل إيمانه من أشد من اضطهد المؤمنين المسيحيين ثم في طريقه لدمشق ظهر له المسيح وهذا الظهور مذكور في سفر أعمال الرسل وتحديدا في الإصحاح 9 ؛ فقد حدث أنه اقترب إلى دمشق فبغتة أبرق حوله نور من السماء ؛ حصل حوار حوار بين المسيح وشاول اقتنع على أثره بأن يسوع الناصري هو المسيح الموعود ؛ بعد الرؤية ذهب به البعض إلى دمشق وهو أعمى واعتمد على يد حنانيا وعاد إليه بصره ؛ كان له رحلات تبشيرية ورسائل وأعمال ومدونة ومعروفة ويمكن الرجوع لها ؛ الحقيقة صديقي القارئ الكريم ليس غرضي من هذه المقالة التحدث عن شخص القديس بولس الرسول بل لأرد على أحد السادة الكرام من القراء الأعزاء الذي ساق بعض الآيات من رسالة بولس الرسول الأولى لأهل كورنثوس عندما وضعت مقالة بعنوان : الحجاب والحشمة بين الإسلام والمسيحية ؛ ولكن أيضا هناك غلط سائد عند البعض ويجهل حقيقة موقف بولس الرسول من المرأة وهم بسبب قول القديس بولس الرسول : الرجل رأس المرأة ! تصوروا أمرا مزعجا لهم ومخالفا لحقيقة الواقع ؛ والحقيقة أيضا أن السيد القارئ الكريم المعترض والمصر على وجود ما يسمى الحجاب في المسيحية قد ساق بعض هذه الآيات وهي : كل إمرأة تصلي أو تتنبأ وهي مكشوفة الرأس نشين رأسها..... فعليها أن تغطي رأسها كو 1 اصحاح 11 آية 1 إلى 16 وأما من لديه إشكال ووهم خاطئ وغير صحيح بالنسبة لموقف القديس بولس الرسول من المرأة فمنزعج من آيات في نفس الرسالة لكن بالإصحاح 14 آية 34 وآية 35 : ولتصمت النساء في الاجتماعات ، شأنها في جميع كنائس القديسين فإنه لا يؤذن لهن بالتكلم ...... لأنه منىغير اللائق للمرأة أن تتكلم في الجماعة ؛ وأيضا سبب توهم مثل أولئك هذا النص من افسس 5 / 21 / 24 : أيتها النساء اخضعن لأزواجكن خضوعكن للرب ؛ لأن الرجل رأس المرأة كما المسيح رأس الكنيسة ...... وكما تخضع الكنيسة للمسيح فلتخضع النساء لأزواجهن ؛ انتهى النقل من الإنجيل الشريف ، والآن سنرد على السيد القارئ المعترض والمتوهم لوجود ما أسماه حجاب في المسيحية واستدل بالنص الأول بل وللرد من إلتبس عليه الأمر وتوهم موقفا ليس حقيقيا ولا صحيحا من القديس بولس الرسول بسبب مثل هذه النصوص : هذه قواعد سلوكية عملية لوقت معينوزمن معين وكنيسة بعينها لظروف اجتماعية بحتة خاصة بتلك الكنيسة وليست عقائد إيمانية يفرضها بولس الرسول ! فالعلة لذات المنطقة وكانت ظروفها مختلفة فأعطاهم قواعد سلوكية معينة وفق تلك البيئة لزمنها دون أن تكون عقائد ايمانية ؛ وعندما طلب بولس الرسول الصمت وتغطية الرأس لتلك الكنيسة دون غيرها لأنه في ذلك الزمان كانت النساء في الهياكل الوثنية يتكلمن ويكشفن شعورهن للإغواء لأن من الطقوس الوثنية ممارسة الجنس في هياكلهم الوثنية ؛ لهذا بولس الرسول حرص ألا يلحق أي عار أو سوء بالمؤمنات أرشدهن لسلوك وليس اعتقادات إيمانية ملزمة ؛ ولعل صديقي القارئ الكريم تذكر هذه الآية التالية والتي ذكرتها في مقالة سابقة : وليس هناك ذكر أو أنثى لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع ؛ غلا 3/ 28 ؛ ثم بولس الرسول كان يشرك المرأة في الرسالة والكرازة ويوصي بإثنتين منهما في أعمال الرسل : لأنهما جاهدتا معي في سبيل البشارة ؛ 4/ 2 و 3 ؛ بل وأوصى الرجال بمحبة نسائهم " أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وضحى بنفسه من أجلها " افسس 5/ 25 إلى 33 ؛ وكما ضحى المسيح من أجل كنيسته الرجال يجب عليهم التضحية من أجل نسائهم وهنا يتجلى لنا قصده الرجل رأس المرأة والمسيح رأس الكنيسة ومن المعلوف في الإيمان المسيحي أن الرئيس هو الخادم .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات