أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب حسن محمد - انتقام كلب














المزيد.....

انتقام كلب


أديب حسن محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15 - 11:27
المحور: الادب والفن
    


اجتمعت كلاب القرية الشاردة استثنائياً بعد منتصف ليلة غائمة من ليالي كانون في إحدى الزواريب المعتمة.
كانت قسمات وجوه الكلاب متجهمة،ومكفّهرة،وكان الصمت يلفّ الجميع بحباله المتينة،وزادت عتمة الليل الخريفيّ الموقف تأزّماً،وترقّباً.
قطع أحد الكلاب الشاردة الصمت،ورحب في كلمة مقتضبة بالحضور الذين تجشّموا عناء الحضور ،ثم تلا نصّ تقرير سرّي أعدته لجنة من الكلاب الفدرالية المخبرة،حول ممارسات الصحفي "شروان التايه"،وتطرق التقرير إلى تجلّيات العولمة،وتأثيراتها،ثمّ لف َّ التقرير حول المنعطفات الهامة للنظام العالمي الجديد والمراحل الحرجة التي تمر بها جمعية الكلاب الشاردة في هذه الأيام العصيبة،حيث الأخطار المحدقة التي تهدّد وجودهم،وحاوياتهم،وحفلاتهم العوائيّة،
ثم عرج أمين السر الكلبيّ على بعض حملة الأقلام المدسوسة،والحاقدة،والتي تهدف إلى قلب الحقائق ،وإلى الإساءة إلى سمعة الكلاب الشاردة.
وعرض على معشر الكلاب الشاردة صورة"فوتو كوبي" لمقال منشور في إحدى الصحف،بقلم الصحفي"شروان التايه"ويشكو في مقاله من تكاثر الكلاب الشاردة في شوارع القرية،ويطالب البلدية بحلّ حازم لمكافحة هذه الظاهرة.
وتابع أمين السرّ مداخلته بعرض تظلّمٍ رسميّ لأحد الكلاب الشاردة،والذي أصيب بعيار ناري من بندقية أحد أفراد قوة مكافحة الكلاب الشاردة،حيث أدت الإصابة ـ بحسب تقرير الطبيب الشرعي ـ إلى تعطّله عن العمل لمدة ثلاثة أسابيع،ولولا الرأفة والرشوة التي قدمها الكلب الجريح لعامل المكافحة،لكان الآن في عداد الضحايا المأسوف على شبابهم الكلبيّ..!!
وأنهى تقريره بطرح القضية على أعضاء الكونغرس الفيدرالي الكلبيّ لمناقشة بنوده،ومن ثمّ طرح القضية برمّتها للتصويت الديمقراطي بطريقة الاقتراع السرّي.
بعدها طلب أحد الأعضاء الكلبيّة الإذن بالكلام،فأذن له رئيس الجمعية بإشارة من ذيله...
فتحدّث عن ضرورة التخلّص من الصحفي شروان التايه الذي سبّب القلاقل لأفراد الجمعية،وساهم في تشويه صورة الكلاب الشاردة أمام الرأي العام العالمي..!!
قاطعه أحد أنصار السلام الكلبيّ قائلاً:
ـ لا يجوز أن تحكموا على الرجل دون أن يتبلّغ وجهة نظركم...
ولم يدعه يكمل حديثه،حين استخرج من جيبه ورقة استدعاء للصحفي المذكور إلى مقر الداخلية الكلبية لإبلاغه فحوى الاحتجاج،والاستنكار، للهجة الحاقدة لمقالاته التي تهاجم الكلاب الشاردة،وتطلب من البلدية القيام بحملة تطهير عرقي لشوارع المدينة من سلالاتها الباقية،
فأُسقِط في يد أنصار السلام الكلبيّ،وساد المكان جو مشحون بالهتافات العدائية المطالِبة بالانتقام من ذلك الصحفي الوقح،
وتم بالإجماع وبامتناع عضوين فقط عن التصويت..
الموافقة على عملية كوماندوس كلبيّ للتخلص من شروان التايه لدى عودته من بيت حموه،بعد الانتهاء من لعب الورق،على أن تقوم دورية استطلاع كلبيّ بتغطية المكان لجهة المراقبة،وبحيث يتم الانقضاض عليه بعد انتهاء إحدى"برتياته" الورقية الخاسرة،لكي يكون مهزوماً،وخائراً،وغير قادر على إبداء أيّة مقاومة.
في الليلة الموعودة،وفيما كان شروان التايه يبربر غاضباً،شاتماً،لاعناً حظه العاثر وحياته المفلسة ومتحدثاً مع نفسه على طريقة أنصاف المجانين،عرج على أحد المطاعم الشعبية،واشترى شطيرة ساخنة من"الفلافل" مسترجعاً على طريقة الأفلام الدرامية شريط حياته.
وقبل أن يعضّ على شطيرته انتقاماً من جوعه،انقضّ عليه كوماندوس الكلاب الشاردة،ونهشت الكلاب بدنه،ولا سيما أصابع يده اليمنى القابضة على الشطيرة.
انجلت العملية الخاطفة،
وعوت الكلاب في زهو ٍ
منسحبة إلى مواقعها،
فيما كانت أصابع شدوان المكلومة في الرمق الأخير،
تحاول جاهدة استعادة شطيرة الفلافل،
على الأقل ليحافظ على ما تبقّى من إنسانيته،
ولكي لا يموت جائعاً على طريقة غرمائه...

*************
القصة من مجموعة قصصية مخطوطة عنوانها"القبض على رأس السنة"



#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذميح الإعلام السوري 3-3
- طلبنة العراق
- ما هي القصيدة الومضة؟؟
- غارانغ/فهد تعددت الأسباب والموت ليس بواحد
- في ذميح الإعلام السوري 2 ـ3)
- رداً على تصريح المرشد العام لإخوان مصر حول مقتل السفير المصر ...
- في ذميح الإعلام السوري
- رداً على صباح الموسوي حول انتخاب الطالباني


المزيد.....




- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب حسن محمد - انتقام كلب