تعميم الناس

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 20:59
المحور: كتابات ساخرة
    

تعميم الناس
نظرية التعميم العلمي هي مبدأ التمديد و جزء لا يتجزأ من المنطق و المجادلة و هي نوع من الاستنتاج عن قواسم مشتركة بين ظواهر متعددة و ليست هناك نظرية دون اسس علمية لذا فهي عملية طويلة البحث قابلة للتغير و التعديل بشكل مستمر لاجل الوصول الى فكرة عامة نافذة المفعول و الا لتحولت بوجه العموم الى العمامة و العمومة.

تستند لغة البشر على التعميم لتنظيم الظواهر فمثلا و تحت اسم (الحيوان) تنظم اللغة الكائنات الحية و تحت اسم (الطير) جميع الطيور و هكذا. يمكن توضيح التعميم و مقابله التخصص بمقارنة اسم الشامل (المعنى الاعم) hypernym مثل الشجرة مع الاسم المشمول (المعنى الاخص) مثل شجرة التفاحhyponym

يعتبر الاختصاص احيانا عائق في حياة الانسان و الحيوان لان الحيوانات التي لا تتخصص في غذائها قادرة ان تتحدى صعوبات البقاء على الحياة اكثر من التي تتخصص بأكل انواع معينة فقط و تصف الالمانية المختص الذي لا يعرف الا اختصاصه بالاخصائي او المختص الغبي.

يتحول المعمم (عند بعض الرجال) او العمومي العام الى الغبي مثلما يتحول المختص الى الغبي و دعني اسمي هذا التعميم الشعبي الغبي بتعميم عامة الناس Folk Generalization الذي قد يأخذ اشكالا قاتلة خطيرة وهياكل شيطانية ملتحية و غير ملتحية عندما يصدر المعلق او الناقد حكمه على نص معين بكلمتين و بسرعة دون قواعد التميز و التخصيص ودون مناقشته. هذه الاحكام عاطفية بحتة صادرة من البطن و العمامة قبل العقل. يتفشى هذا النوع الساذج من التعميم في الدول الاسلامية بكثرة لانه سهل و بسيط يتجنب تحمل المسؤولية و لا يحتاج الدخول في التفاصيل و التعمق. تأتي سطحية التعميم الشعبي من قلة الخبرة و الثقافة و التواضع.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات