أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يعسوب الشامي - يعسوبيات: بالجزمة والصرماية يا عرب















المزيد.....

يعسوبيات: بالجزمة والصرماية يا عرب


يعسوب الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15 - 11:23
المحور: كتابات ساخرة
    


عزيزي القاريء
طابت أوقاتك، وباديء ذي بدء دعني ألا أتملقنك المديح والثناء، ولا أطالبك حتى إتمام قراءة هذا المكتوب. ندري وإياك بأننا من شعوب لا يقيم المرء فيه وزنا لنفسه فما بالك لغيره. ولا نفهم حريتنا ما لم نداس بالصرماية وما أدراك ما الصرماية..! فتعال نتعرّف على حيثيات الجزمة والصرماية وفقا لمصطلحات لابد منها لتفهم ما يُقال ولا تنتظر قول ما يُفهم لتَفهم.
فعل صرم – صَرُمَ وصرامة الرجل كونه صارما، والصارم من صفات الأسد والسيف، وتقول العامة (حاكم صارم) أي ليس عنده مسامحة في العقاب والتأديب. ورجل صَرَامَةٌ: مستبد برأيه. أما الصَيْرَم: المحكم الرأي. والصريمة (ج) صرائم، أما الصَرْم: الجلد – فارسية، وهنا اقتربنا من دار القصيد، لأن الصِرْم – (ج) أصْرَام وأصَارم وأصَاريم وصُرْمان: الخفّ المُنْعَل، ووتقول العامة (ِرْمايه). والصَرَّام: بائع الجلد. . وهنا القصيد وبيته لما أريد:
أهل مصر يسمونها الجزمة، في الشام الشحاطة والصباط والشلوت والقبقاب والقندرة، بينما في الحجاز والعراق كندره وقندرة وصندل، وتسميها الأقليات تاسومة، تُجمع تكسيرا على تواسيم وسالما على تاسومات. أما في أفريقيا العربية فما أكثرها وتتوالد وتشتق لها مركبات من بنين وبنات، ولكل من هذه المسميات استخداماته المحددة. لأن الصرامي والجزم - (أجلكم الله) في العربية اسماء علم وتمثل أدوات هامة في حياتنا اليومية عموما والسياسية خصوصا. تستخدم إما حرفيا حين نعني ما نقول أو مجازا كعبارات اصطلاحية ونفسرها هنا لئلا تختلط المفردات بجمع الجموع وتضيع الإبرة في البيدر. وعليه: صرماية، (ج) صرامي وصرمايات عيقة كانت أم من السختيان الذي لا يبلى. فالخلافات الزوجية عادة تحل بوساطة القبقاب أو الشحاط. وفي ليلة العرس مثلا يكون العريس أمام خيارين أحلاهما مر، إما أن يقطع رأس القط أو يقبع تحت القبقاب ونده الشحاط وبعضهن تسمينه الخفّ. وفي كل الحالات هو رديف للصرماية.
تشغل الجزمة في مصر منصب وزير يقدم السمع والطاعة بسبب أو بلا سبب، وإن تبدل الرئيس يصير المرؤوس جُزَيْزَم، ويستمر في المنصب بينما في الشام تبقى الشحاطة شحاطة مهما بلغت من السن والرقي وتعدل القوانين لتناسب نمرة هذه الصرماية أو تلك وفقا للحاجة والضرورة لقائد ضرورة. أي لا تبديل هناك للبيادق على الرقعة وقد تعب الزمن في الشام من اللف والدوران كما لو كانت عقارب الساعات ديست بصرماية فاحجمت عن الدوران. وهكذا تم إخراج أهل الشام من التاريخ وسنة في الشام بأربعين مما تعدون وكانت في الرافدين ثلاثين. يصر أهل النيل وخصوصا أدناه على أن الخفّ ابن الجزمة يملأ كرسيا برلمانيا يستخرج قروضا مصرفية بكفالات وهمية بلا رصيد ومن يقول له "كفى!" يروح ضحية الجزمات (ج. تكسير جزم) وأبناء الجزمة.
تضع الكندرة عقالا معطرة بالنفط ومدهنة به، بينما يلتحف ابن القندرة عباءة مُقَصّبة وينبطح تحت فيء خيمة وارف يخون زوجته مع ناقة جرباء أو عنزة قرناء وعلى مرأى ومسمع من تيسها الملتحي مزين الهام بلمعان الصياصي، يفرط ذاك الجزيزم بفرص ثمينة ويبيع مراعي العير بخسا ويستنوق أباعر القوم ويزج الأهلون بحروب لا نياق لهم فيها ولا أباعر، سوى داحس وغبراء لا تساوي شروى نقير وفي أحسن الحالات صرماية عتيقة.
أما الصباط الذي كان ومازال قبقابا أمام كل بني البشر ويتمأسد على أبناء جلدته محفوفا بحزمة شلوتات وشحاطات تتملقه (ج. شحاحيط) منصب كلاشة جديدة بعد أن أهترئت العتيقة في بلد لا يرتق الأحذية لوفاة آخر اسكافي.
في المصطلح الشعبي حينما يكمّ الحاكم أفواه شعبه بالصرمايات ويحول الدبابات من الجبهات نحو الحافين والحافيات ممن لا يحتذون صرمايات ينعت بأنه: حاكم جزمة ووزراء صرمايات. وهذا ما يفسر عدم دخول العربي خيمته محتذ لصرماية مهما كانت ملمعة أو مزخرفة ينتهي دورها عند العتبة..
وليعلم من لا يعلم بأن الاحتماء تحت الصباط أمرا ليس بالهين، وليس بمقدور الجميع فعله. عسى الله يقلل عدد هذه الأحذية في دارنا..! أما أولئك الذين ماضيهم تحت الصرامي والجزيزمات اليعرباتية فلا ينتظرهم حاضر مبهر ومستقبلهم تحت ماضيهم.

استدراك وتوضيح:
يرجى مراجعة الكلمات الجديدة أعلاه وحفظها قبل الخوض في كنه الحصص التالية لكثرة استخدامها في الخطاب السياسي العربي:
وقد وضحنا عويص الصرماية وبينا أهميتها السياسية والاجتماعية على صعيد الفرد والدولة العربية والمجتمع، غلن يصعب علينا تناول موضوع الاجتماعات حيث تكثر الحوارات بزخمها في مؤتمرات عروب الصرمايات وخصوصا في الجامعة العربية بين السيدات والسادة:
شبشب، مَداس، جُـوتـيٌّ، صباط أو سُبّـاطٌ، جزمـهْ، نَعْـلٌ، قُنـدَرةٌ، مرْكـوب، خـفٌّ، يمَنـيٌّ، شَحّـاطٌ، بوتينٌ، بابـوجٌ، صُـرْمَـهْ . فبماذا تخرج حوارات هذه تحت سقيفة مثل هذه القمة؟

سياسة الجزمة والصرماية:
إن الصرمايات التي يفترض أن نحتذيها تقع على الهامات، وينجرون لنا الخوازيق في الطرقات والمعابد والحانات، يتابعنا عسس الليل في أحلامنا ويتلصصون من ثقب الباب على عري أمهاتنا وبناتنا ويبحثون في أخطاء أشعارنا لزوجاتنا اللواتي توضأن بعد أداء الصلاة، ولنضرب مثلا لما هو آت ولنأخذ الصرماية وتطبيقاتها العملية في حياتنا اليومية والسياسية:
ليس لأن الجيش السوري طُرد من لبنان بالصرماية، أو خروجا مشرفا رغم النهب والسرقات.
ليس لأن المخابرات داست اللبنانيين واللبنانيات بالصرمايات، أو تعبيرا عن علاقة خاصة بين الشقيقات بالصرمايات.
ليس لأن السجين السوري يداس بالصرماية صبحا وأصيلا، بل لأنه يوفر على أهله وذويه المأكل والملبس ولا يدفع أجور السكن والطعام والشراب.
ليس لأن الإسلاميين سيطبقون قوانين الشريعة على غيرهم بالصرماية، وليس لأن عارف دليلة زنديقا نصيريا، بل لأن ما فوقنا صرمايات وتحتنا صرمايات مستقبلنا متوقف على ذات الصرمايات.
.ليس لأن صدام نزل عن الكرسي بالصرماية وطلع من ثقوب الأرض بالصرماية، بل لأنه خرج جروجا مشرفا من الكويت تحت الصرمايات. ولم يوفق بتوريث ما نفق من ذريته الكندرات، بينما بعيرنا المحتذي وزر نعالا وسامنا وبالا وورث طفلا فصل له القانون بنمرة صرماية.
نسيت أن اضمن قولي أعلاه عبارة ورثتها عن المرحومة جدتي، بأن:
يا بني إن لم تكن حمــارا فلا تتشبه به..وإن لم تكن مستعدا للموت فأنت لا محالة ميت.
فهل "ينتصح" المنصوحون ويحلّون عن الناصح..!
آمل ذلك. وتصريحي التالي قادم..!



#يعسوب_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيانات وتصريحات للشعوب والحكومات والمعارضات
- تناقضات اللعبة السياسية السورية المعارضة
- أمير الجنجويد الإسلاموي في ولاية سوريا نائم
- ما هي حقيقة جماعة الأخوان المسلمين في سوريا


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يعسوب الشامي - يعسوبيات: بالجزمة والصرماية يا عرب