|
الاعتداء على أعراض النساء بمناسبة أي حرب سلوك لن يدل سوى على همجية مرتكبيه
مليكة مزان
الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 10:28
المحور:
مقابلات و حوارات
حوار أجراه الأستاذ هيمن ملازادة
صحفي كوردي ومدير قناة رووداو (الكوردية) في لندن ببريطانيا
نص الحوار
س : مليکة مزان لأننا نفتخر بأرائك الإنسانية والسياسية تجاه العالم وأرائك الجريئة تجاه الكورد نرحب بک و نقدم إليک احترامنا وحبنا، وبدءاً نود أن تعرَفينا بنفسک وتحكي لنا عن حياتک ، فماذا يمكنك قوله لنا بهذا الصدد ؟
ج : مليكة مزان إنسانة وجدت نفسها في مستنقع وطني وإقليمي وعالمي مليء بالتماسيح وبالتعفنات المختلفة ، وارتأت انسجاماً مع ضميرها وثقافتها الأمازيغية السمحة ، أن تنخرط في مهمة تنظيف جريئة وأصيلة قد تكون جد مكلفة ، ولعل في ذلك تعريفاً مكثفا لشخص مليكة مزان ولحياتها ومسارها النضالي .
س : الأمازيغ کانوا دائما تحت العنف والظلم من قبل نظام العربي الديکتاتوري في المنطقة ، کما حدث للكورد في جنوب کوردستان من قبل نظام الديکتاتوري العربي سابقاً ، هل هذا هو السبب لکي تحبي الآمة الکوردية ؟
ج : ليس التشابه الكبير في المحنة بين الشعبين شرطا ضروريا لأحب الأمة الكوردية وبهذا الشكل الصارخ الذي بلغ حد كل جرأة وجنون . تكفي الرابطة الإنسانية ومشاعرها النبيلة كي أعلن تضامني اللامشروط مع الشعب الكوردي بل وكل شعب آخر في الشرق الأوسط يمر بنفس المحنة ، محنة الاضطهاد والتقتيل والتهجير من طرف القوى الهمجية التي ابتليت بها المنطقة.
س : أنت کامرأة أديبة و شاعرة ما هي نظرتک إلى سکوت الدول العربية عن الاعتداء على نساء الكورد الإيزيديات في جنوب كوردستان من خلال اغتصابهن ؟
ج : الاعتداء على النساء عامة بمناسبة أية حرب جريمة يدينها الضمير الإنساني ولا يغفرها أحد ، وهي تدل على قمة الهمجية التي يتصف بها الذين يخوضون تلك الحرب مهما كانت أهدافها نبيلة ، لأن النبل كل لا يتجزأ ، والملاحظ على كل من الجيش الكوردي والجيش الإسرائيلي مثلا أنه لم يسبق لأي منهما ، حسب علمي المتواضع ، أن مارسا أيا من هذه الجرائم الفظيعة ذات التداعيات الخطيرة ، ولعل سكوت الدول العربية على هكذا جريمة هو مناسبة أخرى للوقوف على الوجه الحقيقي لسياسة هذه الدول واختياراتها ، وكذا لثقافات وذهنية شعوبها .
س : من الواضح أنك مهددة بسبب آرائك المختلفة ، لکن هل أنت مهددة من قبل السلطة في بلادك ، أم من قبل المنتقدين لك في بلادک ، أم من قبل أناس عاديين ، أم من قبل إسلاميين ؟
ج : إذا ما قدر لي أن أسقط شهيدة مواقفي وتصريحاتي فكما ستكون هناك أكثر من جهة ستنفي تورطها ، ستكون هناك جهات أخرى ستفتخر بأنها صاحب ذلك " الإنجاز العظيم " المتمثل في إبادة عقل آخر من تلك العقول الشجاعة في منطقتنا والتي لن ترض أبدا بأن تصمت على أي نوع من أنواع التخلف والهمجية .
شخصياً لا أدري بالضبط من أين ستنطلق الرصاصة الأولى ، نظراً لكثرة أعداء الله والكرامة الإنسانية الذين أصب عليهم لعناتي وأتوجه إليهم بانتقاداتي الفاضحة .
س : إذا کنت قد فکرت في مغادرة بلادک فهل ستأتين إلي كوردستان ؟
ج : شكراً للشعب الكوردي على كل دعوات الاستضافة بل واللجوء التي توصلت بها ، ولكن أعتقد أنه من الشجاعة والإيمان أن ألزم حدود بلدي ، وأواجه قدري . فليس هناك بقعة واحدة في هذا العالم ستكون آمنة لأمثالي ، كما أن الموت سيبقى موتاً واحداً لا يتكرر ، سواء كان بسبب رصاصة أو سقوطا في بئر أو على فراش المرض ، فلماذا الفرار إذا ؟
بل السؤال هو :
هل تفر المقاتلات الكورديات من جبهات القتال أم أنهن يمضين إليها بقلوب اللبؤات المؤمنات الصامدات ؟
لا سيدي ، لن أفر من بلدي ، لن أكون أقل استحقاقا لحياتي من هؤلاء النساء الرائعات ...
س : کم هو عدد إصداراتک حتي الآن ؟
ج : بل قل : كم هو عدد جراحاتي والقضايا التي أدافع عنها مجتمعة ودفعة واحدة ؟ ويبقى على القراء ، بعد ذلك ، أن يعدوا تلك الإصدارات .
س : أنت معروفة بأنک شاعرة ، لماذا تخوضين في السياسة ؟ هل لأن ذلک جزء من مهام الشعراء والمثقفين ؟
ج : لا يمكن عزل المثقفين عما يجري حولهم حتى ولو كانوا داخل السجن ، والمثقف الذي لا يخوض في السياسة من خلال توجيه النقد للمجتمع وللمسؤولين عن سعادة هذا المجتمع ، مساهمين بذلك في تصحيح مساره واختياراته وتنظيف دماغه وضميره ، لا يمكن أن نقول عنه سوى بأنه مثقف خائن .
س : هناک شعراء کالجواهري عبروا عن حبهم لکوردستان وهـم محبوبون لدي الكورد، هل تنوين أن تصدري شعرا أو کتبا مماثلة عنهم ؟
ج : لقد حرصت في إنجازاتي السابقة على أن يكون كل ما أكتبه ، من رواية وشعر ، وكل ما أدلي به من تصريحات صحافية ، إنتاجا أدبيا وفكريا إنسانيا شاملا لا يقصي أحدا ، ولذلك مطمئنة أنا إلى أن الشعب الكوردي سيجد نفسه في كل ما أقوم به : فكما سيجد فيه آلامه وأحلامه ، سيجد فيه أيضا ثورته وانتصاره .
س : برأيک ما هي أوجە-;- التشابه بين الکورد والأمازيغ ؟ وما هي نقاط الخلاف بين الكورد و الأمازيغ ؟
ج : هما شعبان يلتقيان في نوع المحنة وفي درجة المعاناة ، لكنهما يختلفان في الطرق التي سلكها كل واحد منهما كي يرفع عنه كل أشكال القهر والظلم التي مورست ضده . وأعتقد أنهما صارا مؤخرا وبالتدريج يلتقيان في كل شيء بما في ذلك المقاومة المسلحة ، وأقصد هنا المقاومة المسلحة لشعب الطوارق الأمازيغي في مالي .
س : على مر التاريخ وعلى مدى کل الکوارث التي حصلت للشعب الكوردي ، کانت الدول العربية تفضل السکوت ، خاصة في الفترة الأخيرة بينما الغرب کان أول من ساعد الكورد ، برأيک ما هو السبب ، هل هو الإسلام أو العروبة أم هناك سبب آخر ؟
ج : من عادة العرب والمسلمين وبسبب من ثقافتهم الإقصائية والمنغلقة ، أن يكونوا آخر من يستنكر الجرائم التي ترتكب في حق غيرهم ، وكأنهم مصابون ببلادة الإحساس وعمى القلب والضمير . إنك لا تراهم يتكلمون ويحتجون إلا إذا حصل مس ما بما يملكون أو يقدسون ، أما ممتلكات غيرهم ومقدسات ذلك الغير من العقائد الدينية مثلاً ، أو من إرث مادي ، أو من أعراض ، فلتذهب وأهلها إلى الجحيم .
س : ماهية نظرتک للنساء الكورديات ، هل لديک أية معرفة عن نساء الكورد اللواتي هن في قوات البيشمرکة ؟
ج : تأثرت كثيراً وأنا أشاهد إحداهن على شبكة الأنترنت وهي تتحدث بشجاعة لبؤة عن استعدادها لمقاتلة جهاديي داعش ووجها لوجه ، مع علمها المسبق بهمجية داعش ، وما أدراك ما همجية داعش . يومها احتقرت نفسي وبدت لي صغيرة جدا أمام شجاعة هكذا امرأة كوردية .
س : في تاريخ العرب النساء کانوا دائماً کالعبد والآلة ، کما تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام المعروف بـ " داعش " الذي يمارس جهاد النکاح ويبيع نساء الكورد ، کيف تنظرين إلي هذه المسألة ؟
ج : عندنا في المغرب مثل يقول : وعادت حليمة لعادتها القديمة " ، هي داعش إذاً ، بدل القطع مع الماضي الدموي للدعوة الإسلامية ومحاولة تبشير الناس بإسلام رحيم كريم حتى يدخلوا فيه أفواجا أفواجا ومن تلقاء أنفسهم بل وطمعا في خيراته ، بدل ذلك كله ها هي تعود إلى إحياء ذاك الماضي الدموي وكأنها لا تجد من وسيلة لإقناع الناس بصلاحية الإسلام لهم إلا بقطع رؤوسهم أو باضطهادهم أو بتهجيرهم عن أرض أجدادهم .
مثل هذه الإساءة البليغة والغبية للإسلام لا يمكن لأي أحد أن يغفرها لهؤلاء الهمجيين الجدد الذين نتمنى أن يستيقظ ضميرهم بسرعة ، ويكفوا الناس جميعا شر أعمالهم قبل استفحال خطرهم وتفاقم عدد ضحاياهم .
#مليكة_مزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمقت الزواج كما هو متعارف عليه لدينا مقتا شديدا
-
بعد سقوط الأسئلة
-
الى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 47
-
إلى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 48
-
إلى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 50
-
إلى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 51
-
إلى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 52
-
إلى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 53
-
الى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 54
-
من روايتي - إلى ضمة من عطرك / المقطع : 55
-
سيدتي .. أنا يوبا ...
-
امرأة لا تشبه النساء
-
ضدا على كل منطق عربي إسلامي متعصب !
-
خذ عِطركَ ، وارحلْ !
-
ضد مثقف معلوم !
-
حتى لا يشيخ معنا الحب !
-
عاشقاً ، من النوع الرديء ، لن تكون !
-
مليكة مزان صوت شعري أمازيغي تجاوز عصره وتجاوز حدود المغرب !
-
رؤية انطباعية حول شعر مليكة مزان
-
أثافي البوح : قراءة في شعر مليكة مزان / بقلم الناقد المغربي
...
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|