توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 09:35
المحور:
حقوق الانسان
حظيَ الطفلُ الإسرائيلي دانيال ترغمان، بتغطية إعلامية إسرائيلية منقطعة النظير، في معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية.
الطفل يبلغ من العمر أربع سنوات ونصف السنة، قُتل بشظايا صاروخ غزي، وهو يجري نحو ملجئه في مستوطنة ناحال عوز المحاذية لغزة يوم الجمعة 22/8/2014 .
تقول الرواية:
" اًصاب صاروخٌ غزي أُطلق من إحدى مدارس وكالة الأونروا جسد الطفل الغض، دانيال،ونُقل إلى المستشفى وتوفي هناكوقد شارك في تأبينه معظم أعضاء الحكومة في إسرائيل، وعلى رأسهم نتنياهو!
شجب سفير إسرائيل في الولايات المتحدة،دان شابيرو، في صفحته في الفيس بوك حادثة (اغتيال) الطفل ، دانيال، وقال لإسرائيل الحق في الدفاع عن أطفالها!
ونشرت الصحف قصص الطفل وعودته مع والديه، دورون، وغيلا، إلى نحال عوز بعد وقف إطلاق النار وركَّز الإعلامُ على شوق دانيال إلى فراشه في نحال عوز، وغرفة ألعابه!
لم تكتفِ الصحف والمواقعُ الإعلاميةُ بذلك، بل وظفت بلوزة دانيال التي يلبسها ، بلوزة فريق برشلونة ورقم 10 ، وهو رقم اللاعب مسّي.
وطالب أنصار الطفل القتيل، في موقع تويتر، ممن يعيشون في أمريكا اللاتينية، اللاعب البارز مسّي أن يتبنَّى الطفل، وأن يشجب الإرهاب الفلسطيني المسؤول عن مقتله.
ومن ضمن الحملة الإعلامية قام رئيس مجلس (يشع) الاستيطاني السابق، داني دايان، بتوزيع صور دانيال ترغرمان على المستوطنات والإعلام!
هكذا سوَّقَ الإعلامُ الإسرائيليُ صورة الطفل الإسرائيلي القتيل الوحيد، فجعل منه رمزا للطفولة البريئة، ورمزا للإرهاب الفلسطيني، وشعارا لاستثارة العواطف والأحاسيس، وأداة لجلب المناصرين في الخارج، وامتحانا لمعرفة الأنصار من الأعداء، وباعثا للأدباء والشعراء والفنانين، ليقوموا بعمل أفلام وثائقية !!
أما مئاتُ الأطفال الفلسطينيين الذين اغتالتهم الطائراتُ، بترصُّد وإصرار، ولم يُقتلوا بصاروخ طائش، هؤلاء طاردتْهم طائراتُ جيش الاحتلال حتى أماكن لجوئهم، واغتالتهم في أسرَّةِ نومهم، وفي أحضان آبائهم، هؤلاء حوَّلهم أهلهُم وعشيرتهم إلى مجردِ أرقامٍ وأعدادٍ، ونسجَ بعضُ الإعلاميين قصصا ارتجالية من مآسي بعضهم، وانتقلوا إلى موضوعاتٍ ومآسيَ أخرى، بدون أن نُسجل لكل طفلٍ من أطفالنا قصَّته الخاصة، وحكاية اغتياله لكي نوثقها إعلاميا وقانونيا لنطارد بها المحتلين أينما وُجدوا!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟