عبدالكريم الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 09:34
المحور:
الادب والفن
للهذيان قامة
---------------
1-مسَّ
بأناملهِ المرتعشةِ شجرةً عقيمة
فإذا بالظلّ يرتشفُ لوعةَ الزهر.
2-
في آخرِ النهارِ
يدركُ أنّهُ وحيدٌ
وإنّ الظلَّ لامعنى لهُ
كان سراباً
3-
في الليلِ
يسقط ُمِنْ ظلّ صمتِه
يذعنُ للأرقِ
على غيرِ عادتهِ
فينفجرُ بالهذيانِ
قبلَ أنْ يطرقُ نافذةَ السَحْر .
4-
وقبلَ أنْ يطلقَ
أحلامَهُ المنسِية
يغتالهُ الفَجر
كانَ فجراً كاذباً
5-
قهقهَ كثيراً
أنّى للثملِ أنْ يحلمَ
ولمّا يتبين الخيطُ الأبيضُ
منْ خيطِ النسْيَان
6-
الصباحُ
يزمجرُ بالضجيج
يغتالُ حكاياتَ الأمس
لا شيءَ سوى ظلّهِ الخافِت
يلثمُ كفّ خطواتِه.
7-
عندَ الظهيرةِ
مسّ أنفه رائحة شواء
تحسّسَ جيبَهُ
كانتِ الريحُ تلهو بِه.
8-
عندَ حافةِ الوجعِ
أصابهُ الظمأ
نهرٌ تراءَى له
كانَ ظلّهُ يلهثُ على قارعةِ الطّريق.
9-
يمضي وحيداً في أسَاه
تتزاحمُ خلفَهُ
أزمنةٌ شائِهة
كانَ الطريقُ أضيقَ منْ خطواتِه .
10-
كانتْ أسفاراً طويلةً
لم يحزمْ حقائبَها بعد
ولمّا هرمَتْ محطاتُهُ
تقبّلَ لهاثَ الظل .
#عبدالكريم_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟