أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - ما بعد -خطة فك الارتباط-؟














المزيد.....

ما بعد -خطة فك الارتباط-؟


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15 - 11:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


صادقت الحكومة الإسرائيلية علي تنفيذ المرحلة الأولي من خطتها لفك الارتباط مع قطاع غزة ، وأعلنت بان المرحلة الأولي لتنفيذ هذه الخطة ستشمل إخلاء ثلاث مستوطنات .
إخلاء بعض المستوطنات المقامة علي مساحات واسعة من الأراضي المحتلة عام 1967 يعد إنجاز سياسي يمكن البناء عليه واعتباره مدخلاً جديداً إلي جانب القانون الدولي لإعادة طرح عدم شرعية وقانونية الاستيطان وملحقاته سواء كانت الطرق الالتفافية أو ما بات يعرف "بالتمدد الطبيعي للمستوطنات" والمناطق العازلة حولها واستغلال ما في جوف هذه الأراضي وما عليها لسنوات طويلة.
التحدي الحقيقي الذي يواجهه الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية يتمثل في كيفية عدم تكرار أخطاء تجربة " غزة اريحا أولاً" علي المستويين الإداري والسياسي وجعل هذا الإنجاز الوطني مقدمة أولي علي طريق الاستقلال والسيادة الكاملين.
فإذا ما أحسنت السلطة الوطنية الفلسطينية إدارة واستخدام الجزء المخلي من التواجد العسكري والاستيطاني الإسرائيلي، وأسست لشراكة حقيقة مع القوي الوطنية والإسلامية تعتمد علي قواعد الديمقراطية والانتخابات، وأحدثت تغيراً إصلاحياً ملموساً في شكل علاقاتها مع الجماهير وخففت من حدة الفقر والبطالة وقضت علي مظاهر الفوضى وغياب القانون ولجمت "الإقطاعيين الجدد" عن أطماعهم الاقتصادية، فإنها بذلك تجعل من المساحة التي لا تزيد عن 1.3% من مساحة فلسطين التاريخية نموذجاً يدمج ما بين المواطنة والديمقراطية ومعركة مستمرة في مواجهة الاحتلال، كان ذلك إنجازاً تاريخياً رائعاً يعيد اللحمة والثقة بين الجماهير وقواها و السلطة الوطنية الفلسطينية وتضرب مثلاً للعالم يدلل عن مدي قدرة الفلسطينيين علي تنظيم شئون أنفسهم بعيداً عن أشكال الوصاية والتشكيك في إمكانية حصول ذلك.
إن الفرحة والاحتفال بهذا الإنجاز الوطني والتاريخي بعد مسيرة بطولية خاضها الشعب الفلسطيني معمدة بالدماء والتضحيات الكبيرة يجب أن لا يغفل أعين القادة السياسيين عن معركة مستمرة من اجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عن كافة أرجاء الوطن، وهذه المعركة بحاجة إلي إعادة ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية ووضع خطة وطنية كاملة لتحقيق هدف التحرر والاستقلال الذي لن تستطيع قوة فلسطينية بمفردها وتفردها تحقيقه، فلا زال الاحتلال يلتهم الجزء الكبير من الأراضي الفلسطينية ويواصل عزل وتهويد القدس وبناء جدار الفصل العنصري واعتقال الآلاف من خيرة أبناء الشعب الفلسطيني، كما انه يواصل سيطرته علي معابر قطاع غزة وحدوده وأجوائه ويتحكم بحركته الاقتصادية، وهذا الحد الفاصل ما بين السجن الكبير والجلاء الكامل.
لقد نجحت إسرائيل بعد مدريد واوسلوا من ترويج رسائل إعلامية تفيد بان المعركة مع الفلسطينيين قد انتهت، وأنها لم تصبح قوة احتلال وحاولت مراراً من أن تعبث وتقوض مضمون قرارات الشرعية الدولية وتستبدلها بمرجعيات تفاوضية أخري جري الاتفاق عليها واخرها ما يسمي "بخطة خارطة الطريق"، ولا زلت تحاول ربط ما تنفذه من خططها ومشاريعها بهذه الخارطة ويبدوا أنها استطاعت أن تحدث قبولاً دولياً بهذا الاتجاه، وهذا ما ينبغي التحذير منه والعمل فلسطينياً علي عدم تكريسه بعد تنفيذ خطة فك الارتباط مع قطاع غزة والانتباه للرسائل الإعلامية التي تنقل عن الفلسطينيين سواء كانوا قادة أم مواطنين عاديين فرحين بتفكيك بعض المستوطنات.
إن رحيل الاحتلال عن جزء من الأراضي المحتلة يجب أن يكون مناسبة لإعادة انتزاع المبادرة السياسية الفلسطينية وعدم ترك المجال مفتوحاً أمام العروض الإسرائيلية التي تلقي حضناً أمريكياً دافئاً ومن ثم تصبح قواعد ينبغي التحرك وفقها، وبات من المناسب في هذا الوقت بالذات الاستفادة من الدعوات التي وجهت لعقد مؤتمر سلام دولي وتبنيها والانطلاق بها للمجتمع الدولي بعيداً الاحتكار الأمريكي لعملية السلام أو الخوف منه، واستعادة لأشكال التضامن الدولي مع القضية الوطنية الفلسطينية ولضمان عدم استصدار قرارات دولية جديدة تلغي أو تنسف القرارات التي اعتبرت كقاعدة في مؤتمر مدريد للسلام.



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمّال المنسيون !
- حتي لا تفرض الوصاية علي الشعب الفلسطيني
- حافلة المسافر الفلسطيني وعلبة السردين
- جريمة أخري علي معبر الموت- ايرز-
- تأسيساً لانتخابات فلسطينية حرّة ونزيهة
- في الأول من أيار من ينقذ عمال فلسطين
- كيف يصبح لصوت الناخبين قيمة
- عاجل ............ للوقاية من الفسادين
- نحو الخروج من نفق الاشتراطات الأمنية
- حتى لا يترك الذئب ويتّبع الأثر
- إقالة قادة أمن أم إقالة نهج ؟
- صندوق الاقتراع ومحكمة الجماهير
- منظمة التحرير الفلسطينية .............. والجماهير
- الطبقة العاملة الفلسطينية ومجلس الوزراء


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - ما بعد -خطة فك الارتباط-؟