أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - إشكالية غياب المنهج العلمي في كتابة التاريخ العربي والإسلامي ح2














المزيد.....

إشكالية غياب المنهج العلمي في كتابة التاريخ العربي والإسلامي ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 14:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إننا نرى غياب شبه تام للنشاط الحضاري بمعنى كونه فعل مجتمع بكل مقوماته وقواه وانفراد الحاكم الفرد أو الصورة السلطان وطغيان هذه التصورية على سير الحركة التاريخية وإهمال الجانب التفاعلي لقوى المجتمع, فنرى الرجل السلطان البطل المقدس هو محور تأريخنا وهو بطل الأحداث وكأن الزمن والمكان كان أصلا محلا لحاليته وحده دون أثر للبيئة الحيوية التي يعيش فيها ويتعاطى بطولته فيها, وكل محاولة لفهم الأحداث وفق فهم متكامل ومنطي يفسر ويعطي أنصافه للعناصر التاريخية الفاعلة تواجه دائما بالتشكيك والريبة لتصل في مديات أخرى إلى التكفير ومعاداة الدين والعروبة وإلصاق التهم للقارئ المنصف والناقد العلمي.
إن تأريخنا بهذه النتيجة تجده مجرد حقل ألغام تتوزع في ثناياه الكثير من المخاطر والإشكالات التي تهدد ذاتية التأريخ نفسه فضلا عما تسببه من ألام نفسية للأجيال لتلك السوداوية والأسطورية التي صاغها من تولوا الكتابة والإفتاء التاريخي في غفلة من العلم والأنصاف والمنهجية الكتابية والمنهجية النقدية السليمة التي تصون الفعل وتعطيه حقه الحقيقي من الدراسة والتمحيص والحكم.
لذلك نرى مثلا أحد المهتمين بكتابة التأريخ من المعاصرين ينتقد تلك المدرسة التي أسميها المدرسة (مدرسة الهوى) يبين بعض من معايبها الآسية,فيقول العلامة السيد مرتضى العسكري في كتابه خمسون ومائة صحابي مختلق ما يشير لهذه المدرسة وقواعدها الفكرية((وهي أنّه حين يتصدى للبحث يتصدى وهو كامل العدة لا ينقصه شي‌ء لكي يمشي في بحثه غير متأثر بمبدأ أو عاطفة أو غرض غير غرض العلم، وان نسيان العاطفة هذه وتركها في الصندوق أو على الرف إلى حين الفراغ من البحث في بطون التاريخ ليست بمقدور كلّ أحد،لان الكثير من الباحثين والمدققين يريدون أن يكتبوا التاريخ كما يحبون هم أن يكتب،وكما يميلون أن تكون قد وقعت حوادثه،لذلك قل عدد الذين نشّأوا أنفسهم تنشئة علمية وروَّضوا أقلامهم على تسجيل الوقائع دون ميل إلى صف أو أخذ شي‌ء بنظر الاعتبار غير الحقائق الملموسة والمستندة إلى الواقع العلمي والمنطق الذي يقاس به المعقول من الأمور. )) .
إن الباحث في قوله هذا يشير إلى ما يسمى اليوم بالتصورات المسبقة التي تجعل من نفسها مقدمات تسوق كتاب التأريخ لما يدوون من أحداث خارج المهنية والضرورات العلمية اللازمة للمؤرخ ومنها الحيادية في تأطير الأحداث وفهمها ومن ثم محاكمة الوقائع على أساسية الحدث ذاته وتأثيراته ونتائجه برؤية منهجية مدروسة وحاكمة للوقائع وللقراءة والكتابة, فنخرج من ذلك بوصف ما نريد وفق ما نحن عليه وليس على فعلية الحدث وحقيقته كيف كانت وأين تتجه, فنظلم التأريخ ونظلم أنفسنا ولا نعطي قيمة أصلا لتاريخية الحدث كأسباب وعلات ونتائج ومتعلقات تكوينية أو صيرورية ولا نهتم بالوقائع كونها نتائج عن قيم وممارسات مرتبطة بالإنسان كفاعل ومحرك للتأريخ والحضارة, إنسان فاعل فرد أو جماعة, ولا نفسر إلية الحدوث ولا نلحظ في ما يكتبون لدور الاستجابة للتحديات والفاعلات الكونية ولا نتبع السنن التاريخية المنفعل بها التعاطي البشري مع الوقائع والأحداث.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الممكن في حكومة اللا ممكن ..................... العبادي وتحد ...
- داعش خطيئة الدين والتاريخ 2
- داعش خطيئة الدين والتاريخ 1
- كيف نقرأ النص تأريخيا
- نقد التجربة الدينية , نقد في النقد
- نشأة الدين بين العبقرية وبين حقيقة الوحي
- عار التأريخ وخطيئة الإنسان
- فنتاستك _ قصة قصيرة
- فكرة الوجود وحقيقة الغيب
- الشيئية وفكرة العدم
- شبهات تأويل النصص الديني
- معنى السلفية الفكرية والسلفية الدينية
- نقد الفكر الديني ودورة في تصحيح المسار الفكري
- رسالة من عاقل _ قصة فصيرة
- في معنى التداولية الفكرية
- دراسة في الفلسفة البعدية (الأفتراضية البعدية)
- الدين وملامح الصراع العقلي
- أحلام الركن الشرقي المتهمة بالجنون _ قصة قصيرة
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج1
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج2


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - إشكالية غياب المنهج العلمي في كتابة التاريخ العربي والإسلامي ح2