|
معركة اعمار قطاع غزة .. معركة وطنية وأخلاقية !!!
طلعت الصفدي غزة - فلسطين
الحوار المتمدن-العدد: 4565 - 2014 / 9 / 5 - 00:32
المحور:
القضية الفلسطينية
قطاع غزة جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة ،تبلغ مساحته 360 كيلومتر مربع ،يسكنه حوالي 1,8 مليون نسمة ،كان ولا يزال عبر تاريخه الوجودي ،منبعا للحركة الوطنية الفلسطينية بكل اطيافها السياسية والمجتمعية من الشيوعيين والإخوان المسلمين الى القوميين والبعثيين والفتحاويين والمستقلين ،خاضوا معارك كفاحية شرسة ضد الظلم القومي والطبقي ،اختلفوا في أوقات الهدوء النسبي ،وتوحدوا في أوقات مواجهة العدوان والاحتلال الاسرائيلي ،وكانت بوصلته دائما نحو القدس وحق العودة ،وتحول القطاع لمركز لانتفاضات شعبية ما قبل 1948 وما بعدها ،ضد مشاريع توطين اللاجئين خارج وطنهم في سيناء ،وكافة مشاريع الالحاق والضم ،وتعرض للمجازر الوحشية والإبادات الجماعية ،وطرد جزء كبير من مواطنيه بعد حرب حزيران ( يونيه ) 1967،وبقي صامدا ومقاوما ،متمسكا بأهداف شعبه في الحرية والاستقلال والعودة ،مما أفزع المحتلين الاسرائيليين ،فبدءوا بالتخطيط والتنفيذ من أجل فصله عن الضفة الغربية والقدس ،فكانت خطة شارون الانسحاب الاحادي الجانب من غزة ،لتحقيق هذا الهدف . مارس المحتلون الاسرائيليون ،حقدهم على شعبنا الفلسطيني في كل مكان في الضفة الغربية وأهلنا في 48،وتركز على القطاع ،فحاصروه ،وشنوا على مواطنيه خلال 7 سنوات من الحصار ،ثلاثة حروب عدوانيه متتالية ،بدءا من عدوان 2008/2009 ،مرورا بعدوان 2012 ،ثم عدوانهم 2014 وليس بالطبع الأخير ،لم يعرف شعبنا الفلسطيني في غزة الاستقرار ولم يذق طعم الهدوء ،كأن شعبنا يعيش في بلاد الزلازل والبراكين والعواصف . وفي العدوان الأخير الذي شنته حكومة نتينياهو وجنرالاته العسكريين استمر 51 يوما ،دمرت آلته العسكرية قطاع غزة كليا وجزئيا ،وألحقت ببنيته التحتية ،والفوقية خرابا ،ومسحا من الوجود في بعض احيائه ،لا يمكن أن يتصورها حتى مجرم ،وفقد المواطنون في قطاع غزة ضرورات الحياة والمعيشة من الامان والغذاء واللباس والمسكن والصحة ،وتعطلت الحياة بمعناها الآدمي ،مع فقدان المواطن أبسط مقومات الوجود وشرايين الحياة ،من المياه النقية ،والكهرباء والمأوى . لقد تم تدمير الحياة الاجتماعية مع غزارة صواريخ طائرات الاستطلاع وf15 ،وقذائف المدفعية العشوائية على رؤوس الآمنين الذين هربوا من بيوتهم لحماية ابنائهم التي تعرضت للتدمير الوحشي ،وطال قصفهم الوحشي ،الابراج السكنية والمنشات والمؤسسات والمصانع والمساجد ،ومدارس الاونروا المحصنة دوليا ،والطرق والأراضي الزراعية والخالية ،وتم تحويل المناطق الحدودية الشمالية والشرقية الى أرض محروقة ،وتطهير عراقي ،وعقاب جماعي ،بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا أكثر من 2100 شهيدا اكثر من ثلثهم من الاطفال والنساء والمسنين ،وعدد الجرحى أكثر من 10300 جريحا ..... الخ ومع العدوان تآكلت البنية الاجتماعية الفلسطينية ،وأصيب العنصر البشري الشبابي الفلسطيني في قطاع غزة ،القوة الصدامية الأولى ،والمحرك الاساس للتصدي للاحتلال والعدوان ،بحالة من العجز في عدم مشاركته الفعلية في الدفاع عن النفس ،وعلى الرغم من صموده الطوعي والقسري ،يحتاج الى اعادة صقله على أسس وطنية وفكرية وسياسية وتنظيمية ،تعزز انتماؤه الوطني ،ومشاركته في العطاء دون مقابل ،ولن يقنعه التصفيق والحديث عن الانتصار ،ما لم يتأكد عمليا من رفع الحصار كليا عن قطاع غزة ،وضمان حرية التنقل وتدفق المساعدات الانسانية والاعمار بشكل اساس ،وتحقيق وحدة الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس وعودة قطاع غزة الى الحضن الفلسطيني ،ومشاهدة السياسيين والعسكريين الاسرائيليين في قفص الاتهام كمجرمي حرب ضد شعبنا الفلسطيني والشعوب العربية ،والموقف من رفض مشاركة اسرائيل وشركاتها في خطة اعمار غزة .. ان دعوة الجهات المانحة ،لعقد مؤتمرها في القاهرة في نهاية شهر سبتمبر 2014 ،لتمويل عملية اعمار قطاع غزة ،والحديث عن الأموال التي سيتم جمعها ستوضع تحت تصرف رئيس السلطة الوطنية ،تحتاج لتدقيق ومتابعة ورقابة ،ففي حين اخذت شركات المقاولات والإنشاءات الاسرائيلية ،تستعد بطواقمها الهندسية والإدارية المختلفة ،وربما بشكل مباشر او تحت غطاء مسميات اوربية او امريكية للمشاركة في أعمار غزة المدمرة ،بهدف الاستحواذ على نصيب الاسد في اعمار غزة ،هذه الشركات التي شاركت في تدعيم الحكومات الاسرائيلية المختلفة في بناء المستوطنات والوحدات السكنية في الاراضي الفلسطينية المحتلة ،ونفذت جرافاتها وآلاتها الهندسية ،مخططات الاحتلال الاسرائيلي ،فان بعض الدول الاوربية والأمريكية ستزكيها في السر ،وربما بعض دول الاقليم للضغط من أجل حصول الشركات الاسرائيلية على نصيب من العطاءات والمناقصات تحت حجج ومبررات ،كقدرتها على الاعمار وامتلاكها المعدات الهندسية ،وتجاهل دور القطاع الخاص الفلسطيني ،وشركات المقاولات الفلسطينية وكوادرها الهندسية والتخطيطية وكفاءاتها المتوفرة ،بالإضافة الى توفر العديد من الشركات المصرية والعربية ،وإذا سمح للشركات الاسرائيلية بذلك فان هذه جريمة اخرى ،تضاف الى جرائم الحرب على شعبنا في قطاع غزة . لقد تبين من التجربة ،ان جزءا كبيرا من أموال الاعمار التي تخصص لتنفيذ المشاريع التحتية تستنزف في المصاريف الادارية والتشغيلية ،وهي وسيلة للنهب والاستحواذ على أكبر نصيب من أموال الاعمار . ان الاصرار على رفض مساهمة الجانب الاسرائيلي للاستفادة من اعادة البناء والاعمار في قطاع غزة هي قضية وطنية وأخلاقية وإنسانية وأمنية ،كما لا بد من رفض كل محاولات اخضاع ذلك للمراقبة الاسرائيلية ،أو وضع شروطا على المواد التي بحاجة القطاع اليها ،ان المسؤولية الكاملة على قطاع غزة للسلطة الوطنية وحكومة التوافق الوطني والقوى الوطنية ومكونات المجتمع الفلسطيني . ان محاولات نفي وجود كوادر ،وخبرات وقدرات يمتلكها القطاع الخاص ،في الضفة الغربية وقطاع غزة ،ما هي إلا خدعة لولوج الشركات الاسرائيلية والأجنبية التي لا يهمها سوى الارباح ،وهذا يتطلب من السلطة الوطنية عدم الانخداع لما تروجه بعض تلك الاصوات ،تستدعي عاجلا التنسيق مع كل الجهود العربية والدولية ذات المصداقية ،وضمان الشفافية ،مع التأكيد ان اعادة اعمار غزة تشمل كل الحقول المختلفة بدءا من الاعمار والإسكان مرورا بالتعليم والصحة والمستشفيات ،والكهرباء والمياه والوقود ،والأراضي والبيئة والصرف الصحي ومعالجة الحالة النفسية للأطفال الذين تعرضوا للانتهاكات .... الخ وكلها تحتاج لتكاتف الجهود الفلسطينية والمصرية والعربية والدولية ،وتشكيل لجنة وطنية خاصة بالاعمار ورقابة شعبية لضمان سير العمل بطريقة سليمة . ويقع على جمهورية مصر العربية كشريك ،دور هام في فتح معبر رفح على مدار 24 ساعة ،بإشراف الجانبين المصري والفلسطيني ،واتخاذ قرار تاريخي بتسهيل عمله للأشخاص والبضائع ،والسماح بمرور كافة مستلزمات الاعمار من مصر والدول العربية والصديقة ،باعتبار معبر رفح الحدودي يعد الشريان الرئيس الذي يضخ الحياة في غزة ،والرابط القوي للتواصل مع العالم العربي والخارجي ،والضغط من أجل توفير كل الاجهزة والمعدات الثقيلة والآلات الهندسية الضخمة ،واستقدام الخبراء ووصولهم الى قطاع غزة ،ان المسؤولية الوطنية والأخلاقية تحتم رفض تدخل اسرائيل وشركاتها الاستيطانية في اعادة اعمار غزة .
#طلعت_الصفدي_غزة_-_فلسطين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الارهابيون المتأسلمون ... وسياسة المتاجرة بالدين ...!!! 2
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|