حينَ تكون طالبَ علوم سياسية هَاهُنا !

بن يزة رحمة

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 21:26
المحور: كتابات ساخرة
    

حينَ تكون طالب علوم سياسية
حين تكون طالب علوم سياسية فقط .. تستطيع ان تكون محاميا ومخبرا ومستشارا وطبيبا ولم لا محللا نفسيا، وقد تكون في كثير من الأحيانِ مجنونـا .. سترتفع قدرة تحملك للتراهات والغباء الإعلامي الممنهـج .. ستتـَكون لديك مناعة ضـد الاستحمار والإستبغال .. والإستكلاب أيضا .. ستكتسب صبرا وجلدة تساوي صبر أيوب أو تزيد .. وستحقق مراتب متقدمة في العدو الذهني .. وفجأة تصير كالمشفى الجامعي .. متعدد الإختصاصات !
حين تكون طالب علوم سياسية فقط، ستلتقي المئات الذين يظنون أنكَ مكتبة متنقلة بدعوى أن هـذا التخصص هو أبو العلوم وسيدها Master of science كما وصفـه أرسطو. سيسألونك عن كل شيء وينتظرون إجابة عن كل شيء .. ويتوقعون إصـابتك في كل شيء.
حين تكون طالب علوم سياسية ستركض في ردهة البيت كالمجنون كلما سمعت مذيع الاخبار يتحدث، ستعيد ذات النشرة للمرة الألف بنفس الشغف الأول، كأنكَ في كل مرة تخرج بنتيجة جديدة حـول العلاقات الدولية والسياسة العامة.
حين تكون طالب علوم سياسية سيصير مزاجك متقلبا إستنادا لأخبار احوال الطقس .. ستنسى كم وجبـة عليكَ أن تأكل .. ستجرب ضغط الدمِ إرتفاعه وإنخفاضـه.
حياتك ستصبح شبيهة برحلات صائب عريقات المكوكية لإيقاف حرب أوشكت أن تضع اوزارها.
قد تنسى إسمك بالمناسبة .. إلقاء السلام سيبدو تافهـا .. ستنام دون موعد مسبق .. لكنك حتمـا لن تنسى " ديفيد استون" ونموذجـه في تحليل النظم، ستتذكر – وتنسى مواعيد دواءك - ان الرومان هم من جاؤوا بفكرة الدولة في أوربا، ستذكر جيـدا ان أب الواقعية الديبلوماسية هو كاردينال دي ريتشيلو.
واخيرا حين تكون طالب علوم سياسية ستحتقر مممارسات وكلام السياسيين في العالم العربي .. ستكتشف مع الأيام أنها هرطقات وشطحات مهرج متغـاب، ستكتشف ان لكل شيء من إسمه نصيب فـ ساس يسوس سيـاسة أي ساس الدواب واهتم برتبيتها وترويضهـا، وهو عيـنُ ما جاءت به سياستنـا نحن العرب، بقي عليكَ كطـالب في هذا التخصص أن تجد وتبحث وتقضي ما بقي من عمرك في محاولة للتعريف بـمـاهية " الدواب" .

#بن_يزة_رحمة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات