أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التهامي صفاح - السادة القضاة ........هم الكُتاب














المزيد.....


السادة القضاة ........هم الكُتاب


التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السادة القضاة هو عنوان برنامج فرنسي متلفز لمحاكمات كان يتم تصويرها في فرنسا .كل الظاهرين في البرنامج كانوا فرنسيين .وكان يعرض قضايا مختلفة تبين سلوك القضاء الفرنسي في تدبيرها ويتم عرضه في القناة المغربية الأولى في الثمانينات من القرن الماضي ليلة كل اثنين .وبعدها كانت القناة تبث موسيقى عالمية كسمفونيات بيتهوفن و موزار وباخ و موسيقى الجاز وغيرها .
يعجب المرء من سير العدالة آنذاك في فرنسا و استقلالها ومسؤوليتها والتي تطال حتى رئيس الدولة. و يظهر الفكر المتطور للقضاة وذكاءهم و هم ينتبهون لكل شاذة وفاذة و يعطون لكل ذي حق حقه.لقد كانت المحكمة تنظر في تفاصيل حياة المتهمين المعروضين على انظار العدالة و ظروف قيامهم بما نسب اليهم .و بكل شفافية يتدخل المتدخلون المختلفون من قضاة و دفاع و متكلمين باسم الحق المجتمعي و شهود وغيرهم في نظام واحترام و رهبة .
كان البرنامج ينقل حتى مداولات القضاة .فلا يظهر اي فرق بين كلام القضاة في المحكمة الموجه للعموم وكلامهم القانوني المتخصص و المحترم مع بعضهم اثناء المداولات الى اقتراح حكم معين ..الى اخر التصويت على الحكم الذي صدربالاغلبية الديموقراطية و الذي سينطق للعموم و ينتهي البرنامج. لا يلاحظ المرء اي فرق في سلوك القضاة بين اللحظتين او تواطئهم في الكواليس.فالمسؤولية تجعل كل منهم له نفس السلوك امام الناس. لأن الذي سيُقرر في مصيره ليست الجرذان و إنما هو الانسان المخطئ (المتهم في مصطلحات القانون) .
لايمكن الخروج باي انطباعات من مشاهدة تلك الحلقات المتلفزة بغير الارتياح من سير العدالة في فرنسا و مهنيتها المتطورة . و في لحظات التفكير بعد البرنامج كانت تصاحبك موسيقى كلاسيكية راقية..كانت لحظات جميلة حقا.
لذلك فانا اعتقد ان الكُتاب هم قضاة نزهاء حين يتعرضون لقضايا مختلفة محايدين في تعاطيهم مع مختلف المتدخلين .و الاصل في احكامهم هي البراءة للاشخاص المتهمين ملمين بتفاصيل حياة هؤلاء وظروفهم حتى تكون أحكامهم عادلة.
لايكتب هؤلاء بهدف الشهرة أو لإدعاء الحقيقة المطلقة .كلا.
انهم يكتبون ما يعتقدون انه الصواب مع ترك هامش الخطأ حتى يبينوا انهم على علم بتطور الفكر البشري ولتصل الفكرة فحسب .
يكتبون لأنهم يعتقدون ان الكتابة مسؤولية تاريخية .فهم لا يعتبرون انفسهم مسؤولين فقط على ما يكتبون بل ايضا على مالم يكتبوه حين كان يجب عليهم ذلك .
الصدق في الكتابة والتواضع والاساليب الواضحة هي اجمل هدية يمكن تقديمها لكل انسان قارئ و للمجتمع .
والكتابة عن قضايا الشرق الاوسط و شمال افريقيا حزينة مثقلة بالالام والارث الاستبدادي والظلم والعبودية و الاعتداء على كرامة الانسان .
في اغلب القضايا السياسية اليوم في المنطقة للاسف ، تركيز النظر بالقرب من المرء فقط يعد اجحافا في حق الذين هم في موقع المسؤولية طالما ان المتدخلين الرئيسسين الذين يضغطون على الشعوب و تصريحاتهم تقول العكس هم خارج شمال افريقيا والشرق الاوسط.فهم يختصرون الطريق بالضغط على المسؤولين . لذلك يستعصي على الفهم كل هذا البطء في تحقق امال واحلام شعوبنا في الحرية والمساواة والكرامة والعدالة .لأن الوحش المعادي لمنطقتنا هو خارج حدودنا و يسير في الظلام والكواليس بتواطؤ الكثيرين من ابناء وطننا حتى لَيبدو هؤلاء مجرد عرائس تحركها الايادي الخفية في العواصم المختلفة تلعب دورا معد لها سلفا تنتهج سياسة التهديد بالارهاب وغيره لكبح جماع طموحات الشعوب و الاستحواذ على ثرواتها بالراحة .
لذلك كثيرون يأخذون ذلك بعين الاعتبار كعامل اساسي عند تحليل عوامل الواقع المعاش حتى لا يخطؤوا في تحديد الخلل الرئيسي المعيق لتقدم منطقتنا في اي قضية من القضايا .والوعي بذلك هو اولى الخطوات للنجاح .
وتحياتي لكل كتاب الحوار المتمدن الابطال الجريئين والمضحين بوقتهم وفكرهم من اجل الاخرين ليصنعون التغيير والتاريخ وعصر الانوارللمنطقة ويرون ذلك بعيونكم في حياتهم .
التمدن ميزة الجميع .



#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نطالب بالحرية لرائف بدوي
- العلمانية : نحومصطلح جديد
- المرتدون بمعنى الكلمة
- النبوة ممكنة عِلمِيًا ، كيف ؟
- يا أحبابي الشيوخ (المتوفين تاريخيا وعلميا) عودوا (من حيث أتي ...
- المغرب :هل إذا عطست فرنسا على المغرب أن يكح (يسعل) ؟
- إهداء للدكتورة نوال السعداوي : الباز باز ولو قطعت مخالبه
- رسالة للأخ كوهين جاكوب المغربي الإسرائيلي بباريس
- المغرب فعلها: حسَمَ الجدل و التردد بفصل السياسة عن الدين (بر ...
- العراق : الوحدة الوطنية و الديموقراطية هي الرد على الفاشيين ...
- المغرب:حوار حول اللغة و الهوية وأشياء أخرى
- التشيع خطير على شمال إفريقيا وغيرها
- -الإنسان أصله قرد - و الإرهاب
- المغرب: التقويم التربوي : إصعد للشجرة إنزل من قال لك ذلك ؟
- المغرب:وأخيرا صادقت السلطات المغربية هناك على القرار الأممي ...
- المغرب:وأخيرا صادقت السلطات المغربية على القرار الأممي لحرية ...
- بمناسبة 8 آذار مارس 2014 اليوم العالمي للمرأة
- بوتين أو هتلر الثاني
- روسيا راعية الإرهاب و الإستبداد
- مَن وراء تناقضات بنكيران


المزيد.....




- ترامب يأمر الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية في الصومال
- تظاهرات في مدن ألمانية ضد سياسة الهجرة المدعومة من البديل
- نتنياهو: سنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب
- شاهد.. نيران وحطام طائرة متناثر في الشوارع إثر الحادث الجوي ...
- مصر.. اجتماع عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
- صحيفة: في الغرب يدركون أن بوتين يعرف نقطة ضعفهم
- اختفاء معلومات وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من ...
- السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية ال ...
- دانماركي يحرق مصحفا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن (فيديو) ...
- واشنطن: يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التهامي صفاح - السادة القضاة ........هم الكُتاب