العراق المنكوب بأهله وجيرانه وطوائفه الشريرة

واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 09:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

العراق المنكوب بأهله وجيرانه وطوائفه الشريرة

رحلة بحث:
في أوائل عام 1987 ذهبت الى جبال كوردستان ( شمال العراق سابقاً) في رحلة بحث مضنية عن مصير شقيقي حازم المفقود لحد الان في حرب الثمانينات بين صدّام والخميني ،كنت أنظر مفزوعاً لمساحات شاسعة على مد البصر لحقول القمح المحروقة والتراكتورات الزراعية المقلوبة و القرى المهجورة ، رجعت وروحي متيبسة خائبة جافة بلا أمل مثل زهرة عباد الشمس بلا شمس .
*****
آمرلي والموصل:
يبدو ان اهل المدن الكبرى من غير الاقليات يعيشون في رغد وسلام مع داعش بحيث تم سقوطها بساعات ،والا كيف صمدت بلدة نائية مثل آمرلي وسكانها حوالي 20 الف نسمة فقط مدة 80 يوما ، مع ان الهجوم عليها تم من ثلاثة محاور داعشية من جهة كركوك وديالى تكريت ؟
المؤشرات واضحة لمستقبل العراق المنكوب بأهله وجيرانه وطوائفه الشريرة.
*****
كناغر:
قبل أيام وكعاتي الصباحية هممت للذهاب الى الغابة المحميّة كي أرى حيواناتي الجميلات ،قالت إبنتي نارا وهي تتأهب للذهاب الى المدرسة : هل أنت مجنون ؟ برد ومطر غزير إرجع نام بابا ...قلت لها اوكي ،وحين ذهبت ،هممتُ لسيارتي العتيقة ،شغلتها ،ثم وصلت حيث أريد ،لم اجد الديك الأبيض صديقي ،والطيور مختفية ،والبطة السوداء معزولة ومنزوية ،وجميع الكناغر متجمعين تحت سقيفة واحدة ،فكرت بالكناغر ليس بينها (شيعة وسنّة) وهي تحمي نفسها من المطر والبرد والرياح .
*****
الأخلاق والجمال :
لماذا يخشى المتدينون من التطرق لفعل الحبّ ،حيث السلام التام والتواضع والإسترخاء ؟ ولماذا لايحبون جمال النساء وأجسادهنّ أو حتى جمال (أجساد الرجال ) أو مواهب الصغار والفنون والجماليات ولماذا يفرقون بين بني البشر الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ ،لماذا يحتقرون الحيوانات ويعتبرون الكلاب الطيبة نجسة والحمير الصبورة الخدومة غبية ؟لماذا يقتلون أتباع أنبياء آخرين ويحقدون عليهم ؟ ولماذا يكون شرفهم مابين الفخذين وليس باللسان واليد والتصرفات ، ومن هو أكثر أهمية في الوجود وإستمراره ، همو أم ألله ربهم ورب العالمين .!!؟
*****
شرفاء :
يعني بعض الأشاوس لايتركون ولا يملون من "سالفة" وحكاية حي الله الشرفاء والعشاير الشريفة والموصل وتكريت فيهما شرفاء شرفاء والشيعة الشرفاء ﻭ-;-السنّة الشرفاء ﻭ-;-هذه النائبة الشريفة وعضو البرلمان الشريف وهذا وزير اثبت انه شريف وهذه المذيعة شريفة وهذا شاعر شريف ، ربما سوف يغرقون بالشرف دون نجدة لامن الشرفاء أنفسهم ولا من غيرهم ،وددتُ لو أعرف ما هو الشرف ؟هل هو مطلق محدد ثابت، هل هو عذراء داخل شرنقة ، لفة بيض وعمبة ، شرب شاي وحامض من بائع متجول ؟لأن الإرهابيين شرفاء من جهة مناصريهم والحرامية شرفاء من جهة اخرى ،القياس غير واقعي وليس منطقياً ،المعنى ان النقيض يحمل نقيضه ،فالشرف حتماً له نقيض وبسلوكيات وأشكال وطرق متعددة ، العراق "إسطورة الشرف الرفيع" ..
إرقد بسلام شيخنا الدكتورعلي الوردي..!

#واصف_شنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات