بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 23:32
المحور:
الادب والفن
ولا تميل فائزة إلى عالم النجوم الكلاسيكيين والفانتازيين والعبثيين ولا تهتم بالبطل الدون كيشوتي والدونجواني والزوربي ولا تؤمن بالحتمية القدرية وهي تحترم وتستهجن الآخر في حضوره لا في غيابه وترى أن الإنسان الذي يرفع راية الحب والتسامح في يدٍ ويرفع راية الحقد والانتقام في يدٍ أخرى ، هو إنسان شرير وشيطان ذاته وهي غزيرة في منتوجاتها الأدبي / الفكري وظلّت فائزة طلقة فكرية ثقافية ، ونجمة ساحليّة مضيئة في حوض المتوسط .وهي صرخة احتجاجية على الواقع الرسمي منه والأهلي . ويبقى الأديب المبدع قلقاً ومتأزماً في جوانيه أكان موجوداً في وطن الذاكرة والطفولة أم في وطن المنفى . لأن المألـوف يقيـم حـواجـز شـائكة أمامه والموروث يقف له بالمرصاد ومقص الرقابة يقص أفكاره ويعتقل مشاعره وأحاسيسه أمّا التكفيري فيقصّ لسان المبدع ويعانقه كي يفجّره . ويفجّر ذاته ويتحولان في لحظة تاريخيّة واحدة إلى أشلاء متناثرة ومتطايرة .وبطلها حزين في عالم المنفى الاختياري ، لأنه لا يستطيع الائتلاف مع المنظومة القيمية لوطن المنفى .لذا ، يعيش الأديب والفنان والمثقف والسياسي غربتين : غربة في وطنه الأصلي وأخرى في منفاه الطوعي .والأفــراد الصرحـاء والنشـطاء الذين قاوموا إفرازات الانتداب والاستقلال ، تحولوا إلى جيش من اللاجئين في حاضنات السيدة أوربة وصادقوا الملل والضجر ، والقلق والاكتئاب في وطن الذاكرة ووطن المنفى .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟