أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - فرشاة الأسنان والأنف الكبير والكلب














المزيد.....


فرشاة الأسنان والأنف الكبير والكلب


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 00:23
المحور: كتابات ساخرة
    


سلسلة دراسة في الكذب المقارن /2
يقول أحدهم (وكان ممثل أميركي معروف) أنه ورغم أبتلائه بأنف كبير لكنه سعيد
فحين يسخر منه أصحابه يجيبهم بهدوء :
أنا الوحيد في العالم الذي بأمكاني التدخين تحت المطر الغزير !
ويقول آخر قريب لنفس النقابة وكان يعمل مقدم برامج في موقف حصل أمامه:
بينما كنت أسير في طريقي رأيت رجلاً أعمى يرى طريقه بواسطة كلب يربطه بحبل الى يديه وفجأة تبول الكلب على قدم الرجل الكفيف
فأخرج قطعة بسكويت وأعطاها للكلب فأعجبني المشهد وتقدمت منه لأشكره على أنسانيته فتلك أعظم درجات الشفقه التي رأيتها في حياتي
فاجئنا المذيع حين قال :
الرجل الكفيف صرخ بي , أين أنت يامن تتكلم بالشفقة !
وأستمر يكيل لي التوبيخ : فلتذهب للجحيم الشفقة !
كل ما أردته أن أعرف أين رأسه حتى أرفسه في مؤخرته هذا المتوحش الشرير !
في كلا الموقفين فكرة أردت أن أستدرجكم بها نحو ما يتعلق بالمصداقية والعفوية في سرد المعلومة للأستفادة منها في المقارنة مع ما نسوّق من أخبار وحكايات ومواقف جعلتنا نلحظ البون الشاسع بين إعلامنا الهزيل و إعلامهم الرصين ( أقصد إعلام الغرب) إذا ما عرفنا إن أبسط تعريف للأعلام هو تسويق المعلومة (مهما كانت) للجمهور , في المثال الأول نرى بوضوح كيف أن الممثل يمتلك (الثقة بالنفس) عبر عنها بمعلومة صغيرة أقنعت الجميع وكانت كافية لأن تجعله بالنهاية سعيد , والثقة بالنفس وبحسب تجربتي البسيطة مركب مهم للشخصية الأنسانية يعطيها ملامحها الرئيسية وهي مختلفة عندنا بالطبع , هي عندهم شبه ثابتة بل يمكننا وصفها بالمطلقة إذا ماقورنت مع ما لدينا فهي جدلية تتناسب عكسياً مع الخوف و للأخير درجات تبدأ من الخجل مروراً بالحذر لتنتهي بالخشية من الموت أو على الأقل التهديد , وعند فقدها نفقد أهم مركبات القوة الأنسانية لتبرز بدلها مركبات غرائزية بدائية لا تلبي متطلبات العصر ونتيجتها أن يوصم أصحابها بتهمة الكذب والغرائبية والأبتعاد عن الواقع على الأرض
في المثال الثاني نلاحظ أن مقدم البرامج نقل ماجرى أمامه كما هو , كان له أن يتوقف عند مشهد (الشفقة) الذي حصل فعلاً دون أن يكمل الفصل المخيب للآمال , وكان له أن يضيف ما يمتلك من عواطف (حب الكلاب) أو عقائد( جمعيه يهوا لنشر الدين) أو ثقافته (العلمية , السياسية والأجتماعية) ليخرج به على الناس بعد الصياغة والترتيب ليذهل الجميع , لكنه أبى لسببين , لأنه مقتنع بأن أفضل الأعلام ماكان ينقل مايجري فعلاً دون تزويق فهو يجذب الجمهور , كذلك بحسب نظرية التقمص والتنكر التي طرحها شكسبير منذ قرون و طورها الحداثيون والتي تقول بأن أفضل تقمص أن يكون الراصد عين للشخصية (وهي هنا تمثل الناس) وأفضل التنكر أن تكون كما أنت , والسبب الثاني أن لا يكشف أحد الماريّن صدفة ما حصل فعلاً فأي حيد عن روايته سيسبب سقوطاً نهائياً لـ(مقدم البرامج) كما سقط نيكسون في فضيحة ووتر غيت .
نحن نعيش الآن في منطقة تسمى الشرق الأوسط , كانت شبه مجهولة بالنسبة للعالم من حيث الأعلام و المعلومات , وأنفتحت عليه منذ أواخر التسعينات حين أنبثقت طلائع الفضائيات لتنقل أخبارنا أليه , وبعدها ظهرت مئات غيرها وبعد مرور أكثر من عشر سنوات توقعنا أن تتطور تلك الوسائل نحو المهنية و المصداقية بعد أنضمام الأعلام الألكتروني وغيره من وسائل النشر الى الركب , لكن الذي حصل أمر مغاير تماماً , فكل ما تسوقه تلك الآلات الضخمة (من حيث الأموال و القوى العاملة ) لازال مجرد أكاذيب ملطخة بالتسييس مع التوجيه الأيحائي الفج الذي يجعل المتلقي يشعر بالغباء ليغرق في مركبي الخوف والنقص .
أغلب المعلومات التي تصدر عن آلاتنا المعلوماتية على شكل أخبار وتقارير نجدها اليوم مثل فرشاة الأسنان حين نجدها مبلولة فهي تثير الأشمئزاز لأننا نعلم أنها فقدت طهارتها بعد لمسة واحدة من أي شخص .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيمر والتمر يهزمان الشر
- أزمة العراق مشاكل عائلية فحسب
- طار نتن گوگل
- لاعزاء مع لصوص الله
- رسالة الى رجالات العراق
- يوميات سفيه
- حكايات الحصى والذئاب وتاريخ الخراب
- شؤون عسكريّة شفّافة وعلنيّة
- أزمة الأعلام وثقب الهلام
- حكاية حقيقية حصلت البارحه
- فرقة أم علي و الفرقة 35
- مقالب الشيطان الرجيم
- الوصفة السحرية للسلام في العراق
- داعش يهدد نيويورك
- أنفخ بويّه أنفخ
- موجز واقع العراق
- أستغاثة من عالم آخر لأولي الألباب
- داعش المريخ وعراقيو كوكب الأرض
- كيف تحصن بيتك من الجرذان وحتى الفيل
- قفّصَ يقفّصُ تقفيصْ


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - فرشاة الأسنان والأنف الكبير والكلب