أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - نجيب محفوظ وإلهام الفرعون















المزيد.....

نجيب محفوظ وإلهام الفرعون


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4561 - 2014 / 9 / 1 - 21:30
المحور: الادب والفن
    


فى ذكرى رحيل الأديب الكبير نجيب محفوظ العلاَّمة فى الكتابة وعرض الإنسانية والتحدث عن البيئة المصرية، والعلامة الجميلة والقوية فى ملامح تاريخ مصر، أتحدث عن جانب من أوجه إبداعه وأحد أهم أسبابه وأهدافه، وهو التاريخ الفرعونى والبحث فى بوتقة الشخصية المصرية وإشعال روح الثورة والتنبؤ بإضرامها.

حرية مَرجوة من التاريخ لحاضر الكتابة

"الحرية ذلك التاج الذي يضعه الإنسان على رأسه ليصبح جديرا بإنسانيته" قال نجيب محفوظ، هذا الكاتب الذى نفذ تلك المقولة وكان جديرا بإنسانيته وقلمه، مستشرقا فجر موهبته من عمق التاريخ الفرعونى، مستلهما منه حكاياته التاريخية والمعاصرة، متأملا فى الشخصية المصرية منذ فجر التاريخ حتى عصره، مجمعا خطوط الحرية من نقاط الضعف والقوة داخل التاريخ المصرى وأشخاصه، مُلّح على الرغبة الداخلية فى الثورة، والتمرد على الاستبداد فى العديد من أنواع شخصياته وفئاتها، فكانت كتاباته لنا هى انعكاس لتاريخ مصر، وثورة على الواقع كما قال أن "الأدب ثورة على الواقع لا تصويرا له".

انطلاق إبداعه بالعودة للجذور الفرعونية

يذكر الكاتب والناقد عصام زهيرى أن الثلاث روايات التاريخية الأولى لنجيب محفوظ، وهم "كفاح طيبة" و"رابوديس" و"عبث الأقدار"، كانوا مشروع لكتابة روائية تستمد موضوعاتها من كنوز التراث الفرعونى، وقد خطط نجيب أن تكون الكتابة التاريخية هى اتجاه حياته الأدبية، وكان متأثر بكتابات جورج زيدان التاريخية، وحاول نجيب الاستفادة من قراءاته فى الأدب العالمى ليصب التاريخ الفرعونى فى قوالب روائية حديثة بمعايير زمنه اى بدايات القرن العشرين، فحاول تطوير مشروع جورج زيدان بتطوير القالب التاريخى الرومانسى الذى كتب من خلال جورج إلى كتابة تاريخية واقعية ملحمية، وبالفعل قد امتاز أسلوبه فى رسم شخصيات الثلاث روايات بالملحمية، وبرسم أشخاص قدرية تدخل فى صراعات كبيرة مع القدر وتكافح ظروفها، سواء كان ظرف استعمارى كما فى رواية كفاح طيبة، أو سياسى كما فى روايتى رابوديس وعبث الأقدار.

وانه كان بحكم انتماءه منذ الطفولة وزيارته التى كانت تصطحبه أمه إلى المتحف المصرى "الانتكخانة وقتها" وأهرامات الجيزة وأبو الهول، فكان لديه انتماء روحى للتاريخ الفرعونى طوره بالدراسة وبالترجمة، حيث قام بترجمة كتاب واحد طوال حياته وهو كتاب جيمس بيكى عن تاريخ مصر الفرعونى، وظل نجيب مغرم فى كل رواياته باكتشاف عناصر الأصالة فى الشخصية المصرية والتى تتضمن الانتماء للحضارة الفرعونية.

رحلة استكشاف للشخصية المصرية

ويشير عصام إلى أن نجيب فى البداية كان يقصد تنفيذ مشروع كبير، وهو كتابة التاريخ الفرعونى كاملا، لكن لفت نظره بعد ذلك الكتابة الواقعية لأوضاع المجتمع المصرى وثورة 19، وتأثر بالانتماء للحاضر مع الحفاظ على تأدية مهمته بشكل مختلف، فاهتمامه ظل قائم فى استكشاف الشخصية المصرية، ونجد فى رواياته الاجتماعية حفاظه واستمراره على هذا المنوال، ففى رواية السكرية إحدى الشخصيات تتكلم عن الشخصية المصرية: "الحق أن الاستبداد هو مرضهم "اى المصريين" فكل يزعم لنا انه الوصى وان الشعب قاصر على حماية نفسه، إن الزمن أدبنا أكثر مما ينبغى والشئ إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده".

ونجده نوه فى خطاب نوبل الشهير إلى انه بن لامتزاج حضارتين وهما الفرعونية والإسلامية، وكان باستمرار يقدم فى رواياته حكايات عن الشخصية المصرية بأنواعها وطبقاتها الاجتماعية المختلفة، محاولة منه فى اكتشاف جينات الأصالة التراثية المتنقلة عبر التاريخ والزمن من الحضارة الفرعونية إلى عصره.

أما رواية أمام العرش ففيها أقام نجيب محكمة من الآلهة المصرية القديمة مثل ايزيس وازوريس، وهذه المحاكمة تحاكم أهم الحكام المصريين الذين اثروا فى الشعب سلبا وإيجابا منذ العصر الفرعونى إلى أنور السادات، وقد أوضح من بنية الرواية التى تقدم هيئة المحكمة التى تحاكم الشعب المصرى كله على مر التاريخ هى محكمة فرعونية، حيث تنتمى إلى عصر مجد مصر واستقلالها الذهبى، وكون أن نجيب ينصب العصر الفرعونى لمحاكمة العصر المصرى الذى يقتل السادات، فهذا يقطع بمدى حب وانبهار الوجدان المحفوظى بحضارتنا المصرية القديمة، وتزخر الرواية بمواجهات مذهلة ومثيرة بين حكام عبر العصور المختلفة، وتعتبر رواية سياسية تدور أحداثها أمام محكمة أسطورية فرعونية.

نشر بذار الثورة فى كتاباته متنبئا بها

ويستكمل عصام أن من أعظم ما قدم نجيب فى ضوء الخط الاستكشافى للشخصية المصرية رواية "العائش فى الحقيقة"، والتى كتبها فى مرحلة نضجه الفنية بعد المرحلة المبكرة التى كتب فيها الثلاث روايات التاريخية السابقة، والتى دارت أحداثها حول شخصية اخناتون والثورة الفكرية الدينية التى أتى بها، وإلقاء الضوء على الظروف السياسية والاجتماعية والصراعات الدينية التى خاضت بثورته التوحيدية، وقد أسقطها نجيب على واقع العصر الحديث، وما به من صراعات مذهبية، وصراعات العلم مع الجمود، والتقدم مع التخلف، فاستطاع أن يسقط على هذا العصر ما كان يدور فى العصور الفرعونية خلال ثورة اخناتون، وهذا يقطع دون شك على أن نجيب محفوظ كان بدوره عائشا فى حقيقة الشخصية المصرية بأصالتها التاريخية ذات السبعة آلاف عام.

ويضيف أنه من الجدير بالذكر ما قدمه فى رواية الحرافيش فى الستينات، التى عبر فيها عن صرخة ضد استبداد الفتّوات، ويحكى عن الثورات الشعبية التى يقوم ضدهم وكأن بها ناحية تنبؤية تبشر بانتصار الضعفاء عن ما هى على لسان إحدى شخصيات الرواية ضد إحدى الفتّوات قائلا "اضربوهم بالحجارة"، وبالفعل استطاع الضعفاء الانتصار على الفتّوات وعلى قوتهم الرهيبة وما معهم من أسلحة بالحجارة، وكان استكمال للمشروع المحفوظى فى رواية أولاد حارتنا، والتى هى استعراض للتاريخ البشرى منذ ادم حتى عصره من خلال فكرة تحقق مبدأ العدل فى الأرض، وصراعات الأنبياء ضد الظالمين، وضد النوازع الشريرة نحو استضعاف الفقراء، ويستكمل هى رواية يستطيع أن يصفها بأنها رواية ثورية تبشر بانتصار الإنسان، وانتصار الحرية والعدل من خلال استعراض كفاح المجتمع المصرى، منذ العصور القديمة لانتصار القيمة والمبدأ الانسانى.

حيث تبدأ الرواية بطلب احد الشخصيات من الراوى، أن يسجل حكايات الحارة، إذ قال له "انك من القلة القليلة التى تعرف الكتابة، فلماذا لا تكتب كتاب حارتنا أنها تروى بغير نظام وتخضع لأهواء الرواة وتحذباتهم، ومن المفيد أن تسجل بأمانة فى وحدة متكاملة لتحسين الانتفاع بها"، إذن فالراوى قد شكل سيرة التاريخ البشرى لينتفع بها البشر، حتى يصلوا إلى مجتمع العدل الذى ينتهى فيه كل ظلم وكل استبداد، ويصفها عصام بأنها حلم من أحلام الثورة، والذى بكل تأكيد سوف يتحقق.

وأخيرا فقد قال نجيب فى احد حواراته عن رواية كفاح طيبة

"أردت أن أقول انه مثلما نجح الشعب المصرى فى تحقيق استقلاله فى العصور الغابرة فانه سينجح أيضا فى العصر الحديث".



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة عرض *عن العشاق*، الحلم الذى يحتاجه الجمهور
- هل كانت ستلقى العذراء مريم مصير اللاجئات لمصر اليوم؟!
- *الفراديس* لهشام نزيه، الوجه العربى للسيمفونية العالمية *كار ...
- ما هو الزنا الذى لا طلاق إلا لعلتهِ؟
- الفنان طارق لطفى يتوحد مع شخصية حمزة فى عد تنازلى
- مَن إنسانيتهم تتوجع لأجل مسلمى غزة وتتجاهل مسيحىِّ العراق
- أحقا مُت يا صديقى؟!
- فى إعلان بيبسي *يلا نكمل لمتنا* نقاوة توأِد تعصب الجهل
- تلعنون من يموت انتحارا؟!
- بمناسبة ما يحدث لمسيحىِّ مصر والعرب والعالم
- فى مجتمعنا .. غير القابل للتنوع
- إنسان الروح
- هنا احنا زى علامات التنوين
- ربما المومسات أكثر شرفا منه
- لما تنزعجون من العاهرات حتى الهوس؟!
- ماذا اقول للغد؟!
- انا الانثى التى صُلِبَت على يد حافظيها .. انا المصرية
- التحرش فى مصر أصبح إتاوة يفرضها رجال على مشاركة المرأة فى ال ...
- أنا هطير يا زواحف
- حيثيات منع عرض فيلم حلاوة روح نهائيا ... وحقيقة سقوطه الفنى


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - نجيب محفوظ وإلهام الفرعون