أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العصا - سميح القاسم.. غادرتنا في الزمن الصعب














المزيد.....

سميح القاسم.. غادرتنا في الزمن الصعب


عزيز العصا

الحوار المتمدن-العدد: 4561 - 2014 / 9 / 1 - 01:27
المحور: الادب والفن
    


عذراً فقيدنا.. إننا نعتصر ألماً لفراقك؛ سياسياً، قائداً، شاعراً، أديباً.. وفي كل ذلك كنت ثائراً في وجه الطغاة والمستعمرين عبر سني عمرك.
عذراً فقيدنا.. ها أنت تغادرنا، ونحن نغرق في أوحال، تعيد مركبنا إلى بؤرة العواصف القاتلة:
تغادرنا، وغزة لم تعد تبيع الورد، ولن تزهر ياسميناً بعد اليوم؛ فقد ارتوت بأشلاءٍ تبحث عن الحرية والانفلات من القيد الذي (حزّ) المعصم لحد القطع..
تغادرنا، والأمة لم تعد تجيد الشجب ولا الاستنكار؛ لأنه حرامٌ عليهم فعل ذلك.. و"إسرائيل"؛ ذلك الكيان الذي قارعت ظلمه منذ نعومة أظفارك إلى أن غادرت، كعادته، ليس له إلٌّ ولا ذمة..
تغادرنا، وأمريكا (ومن معها، ومن في فلكها؛ من غرب وشرق) تكشر عن (فيتو) جاهزٍ لأي إدانة لمن قضى على الرضاعة وطفلها، وعلى العكازة وكهلها، وعلى الأم وجنينها؛ لأن علاقتهم بمن فعل ذلك من رأس المشروع الاستعماري في المنطقة (إسرائيل) لا تقوم على الأخلاق، ولا على مدى الالتزام بقواعد حقوق الإنسان؛ وإنما تقوم على مصالحهم التي لها الأولوية القصوى على حقوق الأطفال والمرأة وكبار السن، وعلى حقوق بني البشر في المأكل، والمشرب، والعبادة.
عذراً فقيدنا.. ها أنت تغادرنا، وليس لنا عزاء فيك إلا منك.. فقد تركت فينا ما إن حفظناه وتدبرنا معانيه، واتبعناه نهجاً في المواجهة مع الاحتلال والمحتلين، لن نفقد البوصلة، فأنت القائل في الأرض والالتصاق بها:
ولدت ومهدك أرض الديانات،
مهد الديانات أرضك،
مهدك. لحدك
وأنت القائل في العزة، والكرامة الوطنية، وفي زيتوننا رمز وجودنا التاريخي، ورمز صمودنا في وجه نوائب الدهر وغدر الغادرين:
منتصبَ القامةِ أمشي مرفوع الهامة أمشي
في كفي قصفة زيتونٍ وعلى كتفي نعشي
سلام عليك فقيدنا.. ونحن نرتعش أمام الموت ومهابته.. لك علينا وعلى الأجيال القادمة؛ من أبناء شعبنا ومن أحرار العالم، أن تبقى خالداً في نفوسنا، رمزاً للحرية والتحدي، وسنبقى، بما ورثناه عنك، من قولٍ أو فعلٍ: شعراً، ونثراً، ونصوصاً مسرحية، وهتافات في وجه الطغاة، وغناءً للوطن والحرية، وحِكَماً ومثلاً عليا..
سميح القاسم.. سلام عليك وأنت الرقم الصعب، تغادرنا في الزمن الصعب.. فما أصعب فراقك أيها العربي-الفلسطيني وأنت تغادرنا؛ قابضاً على جمر فلسطين الحرة الأبية، وعلى الرامة وهي تتكئ على جبل حيدر الشاهد على عروبة هذه الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. نم قرير العين واهنأ؛ فشعبك ومحبيك يحتضنون إرثك الفكري، كما تحتضن الأم وليدها..



#عزيز_العصا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماجد الدجاني في ديوانه -قصائد مطاردة-: يُطارِدُ.. يُطارَدُ.. ...
- هل يمكن أن تكون الحرب عادلة في القرن ال (21)؟! -الحروب على غ ...
- الشاعر -أنطون الشوملي-أبو الوليد-: مسيحي الديانة.. إسلامي ال ...
- القدس: عاصمةُ (ظُلمِ) الفلسطينيين عزيز العصا
- نحن و-إسرائيل- والجغرافيا
- أحمد غنيم في روايته -الشيخ ريحان-: يُطرز لوحة للقدس بأزمنتها ...
- العراق القادم: الغلبة فيه.. لمن؟! بقلم: عزيز العصا
- نسب أديب حسين في مجموعتها القصصية -أوراقُ مطرٍ مُسافرٍ-.. تُ ...
- جورج حزبون: ذاكرة وطن وقضية بقلم: عزيز العصا
- أحمد عبد الرحمن في كتابه -عشت في زمن عرفات-: من الذي أضاع ال ...
- مسرحية -المستوطنة السعيدة- لكاتبها أحمد رفيق عوض: مَشاهِد من ...
- عبد الله البديري: كاتبٌ مقدسي.. ترك فينا ورحل قراءة: عزيز ...
- إياد شماسنة في روايته -امرأة اسمها العاصمة-: يتنقل بنا من عب ...
- جائزة نوبل للتعليم.. تكشف مكنونات فلسطين... -محمود داود سلام ...
- كتاب -نصب تذكاري- لمؤلِّفيْه أبو عباية والبيروتي: قصص بطولةٍ ...
- محمد أبو شلباية: فارسٌ ترجَّلَ.. فبقي صَهيلُ مؤلفاته
- بؤس الثقافة في المؤسسة الفلسطينية لمؤلِّفه د. فيصل درّاج: أف ...
- -أوراق متطايرة- (1)-الفلسطينيون في المنفى لكاتبها د. محمد فر ...
- جماعة الباب الادبية تعقد لقاءً أدبياً-تربوياً في مقر -جامعة ...
- رواية -البيت الثالث- لكاتبها صالح أبو لبن: وثيقةٌ تؤرخ للصرا ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العصا - سميح القاسم.. غادرتنا في الزمن الصعب