أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين وملامح الصراع العقلي














المزيد.....

الدين وملامح الصراع العقلي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4561 - 2014 / 9 / 1 - 00:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا الصراع بين الفهم العقلي المجرد للدين وبين الفهم المتواتر للدين كونه سلطة المجهول العقلي على العقل تجذرت بتمسك العقلاني برفض النتيجة التي وصل لها الديني وبالتالي رفض كل ما أنتج النتيجة بما فيه العقل , باعتبار أن العقل الديني عقل له صفات وخصائص تفرده بخانة مستقلة من التصانيف الواقعية ,يقابلها رفض المتدين بكل مقولات العقلاني الذي يتجرد من فكرة كون الدين سلطان على العقل ويرفض كل النتائج المتمخضة من أصل المقولة .
كلا الطرفان لا يدركان أنهما يعنيان مفاهيم مصنفة لاحقة للدين وليست من أصل الموضوع وأن رفض النتيجة وأسبابها وعلاتها ليس هدما لمفهوم الدين أو ما يسمونه العقل الديني هو خطأ بنفس المقدار الذي يرفض مقولة العقلاني ونتائجها عندما يصف العقل بما هو غير حقيقي لأن كلا البرهانين لا يتناولان أصل فكرة الدين من الجذر ,حتى العقلاني الصارم له دين قواعده كقواعد العلم الذي ينتسب له ويحاول فرضه ببراهينه الخاصة دون أن يتفق مع الديني على قواعد موحدة للبرهان ,والعكس هو تعاط الديني ببراهين تنتسب لدينه وبنفس براهينه الخاصة التي لا تأتلف مع براهين العلمي ,وهنا صار الخلاف علني في مسألة الدين دون أن يكون للخلاف واقع عقلي حقيقي.
بعدها تحول الصراع والنزاع جليا بين العقل المجرد بما يملك من دين مجرد مع العقل المؤمن المنفتح أصلا على المجهول العقلي والمنغلق بذاته على الإقرار بأحقية العقل على اختيار التجريد الديني ,وتحول الرمزان وتشخصنا بمظاهر عامة إنحازت لها قيم ومفردات فأنشأت علاقات وقيم أخرى خاصة بكل فهم محدد تأطرت نتيجة النزاع فصار الدين دينان والتدين واحد, وتحولت المعادلة للفهم العكسي.
إذن هل نسلم بفكرة أن الدين مكون أساسي في جينات الإنسان وبالتالي فما ينتج من فعل الجينات هو ممارسة طبيعية للمادة المكونة للإنسان ,أوأن فكرة الدين هي نتيجة حتمية لظاهرة طبيعيةوالتي يسميها البعض بالفطرة البدوية التي تولد مع ولادة الإنسان ,طبعا هنا المفهومان مختلفان وإن كانت النتيجة واحدة والغاية منهما واحدة ولكن التفريق بينهما أيضا ضروري لبيان جهة تكون حاجة الدين.
سنسوق مثال افتراضي خيالي وهو (لو أن الإنسان عندما يولد ولعمر محدد كأن يكون مثلا خمس سنوات لا ينفعل النظام العقلي عنده لا بعوامل داخلية ولا خارجية إلا عند تمام الخامسة ,في هذا الوقت يبدأ التعاطي مفاجأة وبدون مقدمات تحصيلية بمجموعة محكمة من القوانين والقواعد الموحدة يتعامل معها بشكل طبيعي ليكون فردا كبقية الأفراد ,هل تلعب العوامل الجينية دورا في الخروج عن تلك المجموعة الضابطة الرابطة أو بالأحرى هل نتصور حقيقة الخروج هنا وهل لها مبرر ؟,أو هل نتصور أن فطرة الإنسان تدفعه للتمرد أو الانصياع الطبيعي لها وما هي النتائج؟.).
مع كون المثال خيالي هناك جملة من الحقائق لا بد من بسطها والكشف عن تأثيرات ما فيها من قوة طبيعية تتحكم بصيرورة الإنسان وأهمها كما بينا أن العقل الإنساني في طور التربية والتنشئة الأولى إيجابي بمعنى لدية القوة الطبيعية والقدرة بلا مقاومة على الاكتساب الخارجي فهو إيجابي من هذه الناحية ولكنه سلبي أيضا من وجه أخر هو عدم قابليته للرفض كونه لا يملك أسباب الرفض أو لا يعي هذه الأسباب ,حتى تتراكم التجربة الحسية لدية وتعتمر الذاكرة بالخزين الذي يؤهله لثلاث مراحل (مرحلة الفرز)(والتقسيم)( والمقارنة) ليصل بهما إلى حالية التقرير ,عندها يمكن أن يكون سهلا عليه التحول من الإيجابية الطبيعية بالقوة إلى عكسها ,ومن السلبية الاعتيادية للرفض إلى مناقضها الإيجابية المصنعة عنده ليتحول إلى إنسان عاقل.
في الحال ما قبل التحول هو متدين فطري أي أن دينه الفطرة البدوية الناشئة التي ترافق مرحلة النمو والنشأة وهذه الفطرة الإيجابية تفترض أن المؤثرات الداخلية والحولية هي القادرة على صناعة شكل الدين لأن النظام العقلي مع نطوره البطيء يتطور في تكوين الدين أيضا ,فكلما أكتسب معطى خارجي أكتسب جزء من الدين ,تتراكم المعرفة الدينية بتراكم المعرفة العقلية ليصلا معا إلى مرحلة الانقلاب عندها يبدأ الإنسان بمحاكمة الدين الفطري لديه وفق القواعد الحسية التجريبية وليست الفطرية البدوية ,هذه النتيجة هي التي يجب أن تحتسب على الإنسان كدين ذاتي أما السابقة فصفتها تسمى الدين الإنساني أو دين الفطرة ,الأول مخصوص والثاني عام ,الأول عقلي والأخر طبيعي وبين العقلي والطبيعي يكون للتجربة المنتجة للمعرفة كفعل إنساني دور قائد التحول والانقلاب الذاتي.
إذن الدين من حيث مراحل التكوين يمر بتدرجين وبكل تدرج أوجه ومميزات وخصائص وهذا لا يعني أن الدين هنا مختلف بأسسه المجردة لأنه يبقى فعل عقلي واحد ولكن من حيث مصدرية تكوين أسسه تختلف كما تختلف الأبنية باختلاف أسسها ولكن تبقى بالوجه الأعم بناء يخضع لنفس القواعد والقيم والمقدمات والنتائج وتعطي نفس الفعل , هكذا الدين ينشأ بأسلوب واحد ويؤدي وظيفة واحدة وينتهي لذات النتيجة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام الركن الشرقي المتهمة بالجنون _ قصة قصيرة
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج1
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج2
- الخير والشر من ضوابط السلوك ج3
- العولمة والحداثة ثورة الزمن في الزمن الإنساني
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة ح1
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة ح2
- عقول وقلوب _ النص والاجتهاد وما بينهما حياة
- تشيد الدعامات الأولى لتحويل الفكر لمشروع واقعي
- علاقة الدين بالمدنية والتوطن
- العراق جمجمة العرب
- امة إبراهيم وإبراهيم الأمة
- خطيئة التاريخ
- إسماعيل الذبيح وليس أسحق
- أولاد إسماعيل في القصة
- إبراهيم في التوراة
- المنهج الوطني لمكافحة التطرف والطائفية
- إبراهيم في التوراة ح2
- إسماعيل في التوراة
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح4


المزيد.....




- ياعيني على الاستحمام?????? تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024. ...
- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ابسطي عيالك ونزلي ليهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ...
- التردد الأحدث.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات وعربس ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- نفيسة خويص مرابطة مقدسية يلاحقها الإبعاد عن المسجد الأقصى
- وادي الجوز.. حي تحيط به المعالم التاريخية والدينية بالقدس
- أجدد أغاني البيبي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي عبر أقمار النا ...
- رفض اسلامي وتنديد أممي وانتقاد أميركي لاقتحام الأقصى
- الخارجية الفرنسية تدين تصريحات بن غفير واستفزازته بشأن المسج ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين وملامح الصراع العقلي