فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 22:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يکن يوم 1/9/2013، مجرد يوم عادي بالنسبة للاجئين الايرانيين المعارضين للنظام الايراني و المتواجدين في معسکر أشرف بالعراق، ولم يکن أحد منهم يصدق بأنهم سيواجهون مجزرة إنسانية غير مسبوقة بالنسبة لهم، خصوصا وان العدد الذي کان متبقيا في أشرف و الذي کان بحدود 100 فرد، قد بقوا بعد إتفاق رباعي بين الامم المتحدة و الحکومة العراق و سکان أشرف و الولايات المتحدة الامريکية من أجل أن يقوموا بتصفية الاموال غير المنقولة في المعسکر.
الهجوم المباغت الذي تعرض له سکان أشرف في صبيحة يوم الاول من أيلول/سبتمبر من 2013، والذي قامت به قوات خاصة تم إعدادها بشکل خاص لهذه المهمة، حيث و بعد أن قاموا بقتل 52 فردا وهم معصوبي الاعين و مقيدي الايدي الى الخلف بطريقة وکأنه تم تنفيذ حکم إعدام صادر بحقهم، فيما تم أيضا إختطاف 7 آخرين 6 منهم من النساء الى جهة مجهولة، کما قامت القوة المهاجمة بحرق العديد من الممتلکات والاموال غير المنقولة، مما أعطى إنطباعا بأن الهجمة وراءها أکثر من هدف مبيت، والذي ألقى ظلالا من الشك و التوجس على عملية الهجوم الغادرة هذه، ذلك التضارب و عدم التجانس في التصريحات و المواقف المعلنة من قبل العديد من الجهات الحکومية العراقية.
مايحز في نفس کل انسان حر و محب للتقدم و السلام و الانسانية، ان مجزرة أشرف الکبرى هذه، قد جرت لصالح نظام ديني رجعي معادي لکل المبادئ و القيم و الافکار الحرة النيرة، وجرت بدم بارد ضد أناس يطمحون بإجراء تغيير سياسي في بلدهم يتحقق في ظله الديمقراطية و يتنسم الشعب الايراني بنسائم الحرية و الفجر الجديد، ومايحض في النفس أکثر، ان الضحايا هم لاجئون سياسيون معترف بهم من قبل الامم المتحدة ولذلك فهم محميون بموجب القوانين و الانظمة المرعية و المعمول بها دوليا بهذا الخصوص، لکن تنفيذ هجوم وحشي دموي و تجاوز کل نقاط التفتيش و السيطرة المحاطة بالمعسکر، تثبت بأن الهجوم عملية منظمة تم التنسيق و التعاون و التفاهم عليه قبل التنفيذ.
في الذکرى الاولى لمجزرة أشرف الکبرى، والتي تعتبر وصمة عار في جبين معظم الاطراف و الجهات التي شارکت بها، مثلما انها تشکل وصمة عار للمجتمع الدولي الذي سمح لهکذا مجزرة مروعة أن تمر من دون تساؤل و محاسبة و إقتصاص من المجرمين الذي شارکوا فيها، اننا نرى ان هناك أکثر من سبب يدعو لإثارة ملف هذه المجزرة و الدعوة من أجل الاقتصاص من الجناة الذين شارکوا فيها کي يصبحون عبرة للجناة من أعداء الحرية و التقدم والانسانية.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟