أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - القيمر والتمر يهزمان الشر














المزيد.....

القيمر والتمر يهزمان الشر


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 01:25
المحور: كتابات ساخرة
    


حكايات من حي النصر تستحق النشر :
معظم الوقت أنسى أنني في العراق ولا يعيدني للواقع سوى شيئين , الدوام الرسمي و صينية (صبيحه أم الگيمر) التي تدهم بابنا يومياً مع مغيب الشمس , منذ فترة أزدادت الأشياء التي توقظني لتصبح ثلاثة بعد قدوم طفلة صغيرة مبعثرة الشعر وهي تحمل أناء كبير للتمر رأيتها في المرات الأخيرة وهي تطرق بابنا لتعرض تمرها للبيع , الأناء الكبير (بألف) والأكبر منه بسعر (ألف ونص) , أصناف بحسب الطلب (برحي و مكتوم و تبرزل ) , يابلاش بلدنا جنة لولا الشياطين , في المرة الأخيرة سألتها أين بيتكم أجابتي أنهم يسكنون في بستانهم بعيداً خارج الحي , من هو والدك ؟ والدي (حمزه) , أعرفه ( فد واحد كلاوجي وأبو فليس) رددت ذلك بصمت , بقي البستان كنت أظنه أزيل بعد تغيرّ المنطقة وتوسيع الطريق , الطفلة تستيقظ من الصباح وتصعد للنخل لتملأ الأواني , طرحت عليها سؤال (التحليل) هل أن والدك يعلم ببيعك للتمر , أجابت نعم هو أحياناً يمنعنا لكنه في النهاية يشفق علينا ويغض النظر , تذكرت أن أمها ماتت منذ سنين و حضرت في تأبينها كونها تقرب لصاحبنا القائمقام (سيد كريم) , مشكلة التمر وهو من الأصناف النادرة أنه يحتاج الى (لبن) زبادي طبعاً ولكم أن تتصوروا ما يجب علي أحضاره يومياً ليتلائم مع كل هذا الكميات , كانت تحضر أكثر من مرة , الفائض يمكن خزنه في المجمدات والأمر مع التمر أهون من شراء القيمر ذلك الذي أخشاه بسبب الدسومة و الخوف من أنسداد الشرايين , ورغم ذلك في كل المرات نشتريه تعاطفاً أو أعتياد لافرق, صبيحة و الطفله شهد أنموذجان يجعلن المرء يتعاطف معهن لاشعورياً , فحين أرى أصرارهن الذي يصل الى درجة الهجوم من أجل البقاء أستعيد ما فقدت من أصرار وطموح , مخلوقات ينحتن الحياة في الصخر , صبيحة المعيدية تعيل عائلة وفوق عملها في توزيع القيمر على منطقتنا أصبحت تعمل بعقد في مصرف الرافدين , و(شهوّده) تجمع المال لتوفره للمدرسة فوالدها بعد زواجه من أمرأة أخرى لا يعطيهم فلس , بالتأكيد يختلفن عن اليائسين , أحدهم قبل أيام وكان (أسطه) يصلح سيارتي في الحي الصناعي في منطقة بعيدة وحين فتحنا باب الثرثرة كماهي عادتنا كعراقيين طرح علي نظرية غريبة , تفصح عن القنوط الذي أصاب الناس بسبب الواقع السيء , قال لي بصريح العبارة :
على الغرب أن ينتزع منا أطفالنا من عمر ثماني عشر فما دون و نسلمهم طواعية الى الدنمارك أو السويد أو أي بلد بعيد
وحين سألته : ونحن , ماذا يفعلون بنا
أجاب : يرموننا في التيزاب فنحن لانسحق غير الموت !
هاجمته بكلام كثير لا أتذكر الا آخره حين قلت :
للحياة أوجه عديدة , منها القاسية كما الحفر في الصخر و الدوس على الجمر ومنها السهلة التي يقضيها البعض بالكسل والنوم وهي معنا أو بدوننا سائرة يا أخا الشؤم , حين نعطي نهزم الفقر واليأس ونكون قد أنتصرنا للخير وهو في الحقيقة أنتصار لأنفسنا قبل الغير , لوعرفت حكايات الجنديات المجهولات لعرفت أنك شاذ في آخر الركب , فالأمر المؤكد أننا نعيش مشوار ينتهي بالحتم غايته ترك بصمة أو أثر يذكره القادمون بعد أن نغادر هذا الكوكب المليء بالنقيضين الخير والشر .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة العراق مشاكل عائلية فحسب
- طار نتن گوگل
- لاعزاء مع لصوص الله
- رسالة الى رجالات العراق
- يوميات سفيه
- حكايات الحصى والذئاب وتاريخ الخراب
- شؤون عسكريّة شفّافة وعلنيّة
- أزمة الأعلام وثقب الهلام
- حكاية حقيقية حصلت البارحه
- فرقة أم علي و الفرقة 35
- مقالب الشيطان الرجيم
- الوصفة السحرية للسلام في العراق
- داعش يهدد نيويورك
- أنفخ بويّه أنفخ
- موجز واقع العراق
- أستغاثة من عالم آخر لأولي الألباب
- داعش المريخ وعراقيو كوكب الأرض
- كيف تحصن بيتك من الجرذان وحتى الفيل
- قفّصَ يقفّصُ تقفيصْ
- أستغاثة من الهنود الحمر


المزيد.....




- بعد منعه من دور العرض وعرضه في السينما .. ما هي أخر إيرادات ...
- سيكو سيكو يتصدر أعلى إيرادات أفلام العيد المصرية لهذا العام ...
- عليا أحمد تحوّل لوحاتها إلى تجربة آسرة في معرض منفرد في لندن ...
- -وصية مريم- اختصار الوجع السوري عبر الخشبة.. تراجيديا السوري ...
- لماذا لا يعرف أطفال الجيل الجديد أفلام الكرتون؟
- متحف البوسنة يقدم منصة -حصار سراييفو- للجزيرة بلقان
- تحدّى المؤسسة الدينيّة وانتقد -خروج الثورة من المساجد-.. ماذ ...
- تضامنا مع غزة.. مدينة صور تحيي أسبوع السينما الفلسطينية
- اكتساح -البديل من أجل ألمانيا- موسيقى راب عنصرية ومرجعيات ال ...
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون فنانا؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - القيمر والتمر يهزمان الشر