أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - دفاعا عن محمد ! (رد على كتاب العفيف الأخضر )















المزيد.....

دفاعا عن محمد ! (رد على كتاب العفيف الأخضر )


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 00:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دفاعا عن محمد !
(1)
لا يا عفيف : أسأت أكثر مما أحسنت !!
*احترام الأنبياء والمتصوفة والمفكرين واجب رغم أنهم لم يأتونا بحقائق مطلقة !!
* مترجم البيان الشيوعي الذي كان محسوبا على الماركسية ، لا يعرف
المادية التاريخية ولا المادية الجدلية ( الديالكتيك )!!
*ليس هناك ثقافة تتجاوز ظرفها الزمكاني مهما بدت مجددة !!
* ليس كل من ألف حكاية أو خرافة أو أسطورة أو قلق واضطرب وهذى وهلوس وارتجف وغضب وضرب وحارب وقتل وغار وتخيل وانتحر مجنونا أو مريضا نفسيا .
* الفكر الإنساني كله محاولات اجتهادية لمعرفة الوجود والغاية منه .
* الحقيقة المطلقة لفهم ماهية وجوهر الخالق لم يتوصل إليها العقل البشري بعد .
مقدمة:
ما أن شرعت في قراءة كتاب العفيف الأخضر ( من محمد الإيمان إلى محمد التاريخ ) حى تلمست النفس العدواني في المنهج الذي اتبعه العفيف في محاولة منه لإلغاء شخصية عظيمة بحجم النبي محمد من التاريخ ،واعتبار القرآن مجموعة من الهذيانات والهلوسات والخيال المريض ، في الوقت الذي وضع فيه بعض باحثي
العصر محمدا في رأس القائمة التي ضمت أهم مائة شخصية مؤثرة في التاريخ .
جاء بعده اسحق نيوتن ثم يسوع المسيح ثم بوذا .
( نقصد كتاب مايكل هارت : ترتيب أكثر الشخصيات تأثيرا في التاريخ)
من أول صفحة ( المقدمة ) يقول العفيف لنا ( هدف هذا البحث القصير ، كبير :
انتزاع نبي الإسلام من التخاريف وإعادته إلى التاريخ )
وأي تاريخ هذا الذي سيعيد العفيف محمدا إليه . إنه تاريخ الأمراض النفسية . يكاد العفيف ألا يترك مرضا إلا ووضعه في شخص النبي ، حتى إن سها ، أو نسي ، أو حتى أخطأ نحويا أو لغويا ، فهويكتب خطابا فصاميا !! فحين يتحدث العفيف عن الخطاب الفصامي يورد أخطاء ( اللغة والنحو والصرف ) وغيرها مما ورد في القرآن ،مستندا في ذلك ، إلى طبيب نفساني يدعى سوسان .( ص 164 ) حسب صورة المخطوط التي لدي .
وهكذا اكتشفت أنني وكثير من الادباء والمفكرين ، وليس النبي محمد وحده ، مصابون بالفصام الخطابي ، فنحن كثيرا ما نخطىء .. حتى العفيف نفسه يوجد أخطاء في كتابه !
يتجاهل العفيف مفاهيم الطب النفسي كمفاهيم حديثة لم تتبلور إلى حقائق علمية مطلقة ، وثبت بطلان وعدم صحة الكثير منها ، فما أن يعثر على أي مفهوم أو نظرية لطبيب تخدم ما يريده من منهجه العدواني ، إلا ويورده ثم يطبق عليه أقوال النبي .
من يستطيع مثلا ، أن يصدق أن النبي وهو رضيع كان يرى أن أمه مفترسة . تخيلوا مفترسة ، أي متوحشة ( كما هو عائد أيضا إلى علاقته بأمه التي استبطنها رضيعا بما هي أم مفترسة ) ( ص 126) وهو يقصد هنا أمه التي ولدته ، ( آمنة بنت وهب ) والتي أعطته إلى مرضعة ( حليمة السعدية ) وربما لم ترضعه ( أمه ) إلا لفترة وجيزة.
لا يعرف مترجم البيان الشيوعي المحسوب على الماركسية ، المادية التاريخية والمادية الجدلية ( الديالكتيك ) في فهم التاريخ ، وكأن ثقافة محمد تنتمي فعلا إلى الله ولا تنتمي إلى ثقافة وزمان العصر الذي عاش فيه ، رغم اعترافه بأن بعض مصادر القرآ ن هي التوراة والإنجيل والزرادشتية .. ويتجاهل تماما ما أضافه الفكر المحمدي إلى الفكر الديني وما حققه من طفرات نوعية في التشريعات الدينية حسب زمنها ، ومتجاهلا أرقى ما قدمه الإسلام في الفكر الفلسفي المثالي حين جرد مفهوم الإله إلى أبعد حدود المطلق بأن جعله موجودا في كل زمان ومكان ، مما قربه من مفهوم الطاقة ، مما حدا بأكبر مفكري الإسلام على الإطلاق محي الدين بن عربي ، إلى اعتبار الحقيقة الإلهية هي ما يسري في الكون من أعلاه إلى أدناه ، حسب ما ذكره نصر حامد أبو زيد في كتابه ( هكذا تكلم ابن عربي ) والحقيقة الإلهية السارية في الكون حسب مفهوم عصرنا هي الطاقة ، ولا شيء غير ذلك .
*المنهج العدواني :
لم يتحدث العفيف الأخضر ولوعن ايجابية واحدة قدمها النبي محمد للفكر الإنساني كمحاولته توحيد الأمة حول مفهوم توحيدي للخالق ، وجعل البشر جميعا أخوة ، وأن أقربهم إلى الله هو أتقاهم ، ولمواجهة القوى الغازية التي تهيمن على المنطقة كالروم والبيزنطيين والفرس .. وتجاهل حض النبي محمد على العلم كطلب العلم ولو في الصين ومن المهد إلى اللحد ، وحتى لو كان نفوذا من أقطاب السموات والأرض . وتجاهل إشارات محمد إلى أن الأمة أدرى ىبشؤون دنياها وأنها في حاجة كل مائه عام إلى من ينظر لها في شؤون دينها .
بدا العفيف عدوانيا وجاهلا تماما في فهم الشخصية المحمدية ،ولم يقدم لنا ولو موقفا أخلاقيا واحدا لها، ولم يكن أمامه غاية إلا تعرية الشخصية المحمدية ونزع جذورها من التاريخ ، فعلى مدار الكتاب لا نلمس إلا النفس العدواني حين لم يذكر اسم النبي على الإطلاق ، وظل يخاطبه بنبي الإسلام . ومن المعلوم طبيا أن العلاقة
الإنسانية بين الطبيب والمريض لا تقل أهمية عن العلاج الدوائي والتشخيص ، فإن لم يعامل الطبيب مريضة بمحبة وإنسانية قد يفشل في تشخيص حالته المرضية ويفشل بالتالي في معالجته . ونحن لم نطلب من العفيف أن يحب النبي محمد أو أن يتعامل معه بإنسانية ،كنا نطلب منه الموضوعية والإحترام وعدم تجاهل الحقيقة التاريخية لنبي عظيم ، استطاع أن يحقق رسالته لتسود أجزاء كبيرة من العالم ، ولتصبح الثقافة العربية الإسلامية لقرون عدة هي ثقافة البشرية الأولى .
وكنا نتمنى أن ينحوالعفيف نحو مفكرماركسي شيوعي كبير أنصف قدر الإمكان في فهم الإسلام وشخصية النبي محمد، هو الراحل حسين مروة ، في كتابه الضخم ( النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية )
* منهجنا الذي سنقرأ على ضوئه كتاب العفيف الأخضر .
قليلون هم الذين يعرفون فكري مقارنة بمن يعرفون العربية وبمن قرأوا حوارات معي مترجمة إلى لغات أخرى كالألمانية والإنكليزية والفرنسية والنرويجية ، وإن كانوا يعدون بالألاف او عشرات الآلاف .
منهجي مادي روحي . أي علماني لا يتجاهل العلم ولا يتجاهل الروح ( الحياة ) . وفلسفتي هي مادية روحية . وأطلق عليها أيضا الصوفية الحديثة . وتأخذ من مبدأ وحدة الوجود قاعدة لها . وهذا يعني أنه ليس هناك وجودان : خالق ومخلوق يوجد وجود واحد هو الكون والطاقة السارية فيه بما فيه نحن البشر ، فالطاقة تحيط بنا وتوجد في كل خلية من خلايانا . والخالق عندي هو الطاقة السارية في الخلق . وهو المطلق الأزلي الذي لا يموت . وقد أوجد نفسه بنفسه لنفسه . فهو ومنذ وجد وجد في المادة والطاقة . لا قبل ولا بعد . لم يكن هناك عدم ولم يكن هناك إله قبل الخلق
. كان هناك مادة وطاقة لها غاية بدائية لا تدرك ما هي . أسميتها الهيولى البدئية . هذه الهيولى البدئية دامت قرونا غير محددة كامنة ، كانت تجري تفاعلات صدفية وغير مدروسة في داخلها . وربما بعد ملايين السنين بدأت تمسك بطرف خيط قد يوصلها إلى غاية .. المهم أنها في النهاية وصلت إلى غاية الخلق .. فكان الخلق البدائي عبر تفاعلات مدروسة وغير صدفية .. وراحت هذه التفاعلات تطور نفسها بنفسها إلى أن أنتجت الإنسان العاقل بعد قرابة أربعة عشر مليار سنة . وحتى الآن لم تتوصل إلى خلق الإنسان الكامل والخلق الكامل . الإنسان الذي سيولد واعيا يعرف لغات ، ويعرف ما له وما عليه ، والذي لا يحتاج إلى ثمانية عشر عاما ليكتمل نموه ، ولا يحتاج إلى العمر بكامله لكي يكون على مستوى عال من الثقافة .
هذه الطاقة كان لها غاية كما اسلفنا ، راحت هذه الغاية تتطور لتجسد نفسها في خلق ، فتجلت في خلق الإنسان كأهم تجلياتها ، وكانت غايتها من خلقه أو التجسد والتمظهر فيه هي أن يكون خالقا بدوره لمساعدتها في عملية الخلق . ولهذا قلنا إن عملية الخلق تكاملية بين الخالق والمخلوق ، بين الطاقة والمادة ، فكما تتمظهر الطاقة الكهربائية في المصباح ، تمظهرت الطاقة الخالقة فينا . وفي خلقها الجميل غير الكامل كله . ونظرا لأن الخلق جميل فغايات الخالق ( الطاقة الخالقة ) لا يمكن إلا أن تكون جميلة . وتسمو فوق العذاب والحقد ، وليس لديها جهنم وجنة ، وعباداتها هي المحبة والتعاون والعمل لخلق أجمل وحياة أجمل وأفضل ، فهي أوجدت الحياة ونحن أوجدنا الحضارة وليس هذا إلا بعض دورنا فيها . لكل هذا قلنا من جملة مئات المقولات والمقالا التي قلناها : الكائنات تخلق نفسها بنفسها بفعل طاقة الخلق الناتجة عن المواد التي توفرت لها ) ومصيرنا إلى الموت لتبقى دورة الحياة متجددة . فإن لم نمت ، لن يكون هناك مكان يكفي لوجودنا ،وستفتقر الأرض إلى غذاء وإنتاج غذاء يكفي للكائنات الحية ، فأجسادنا وأجساد الكائنات هي الغذاء الذي يجدد حياة الأرض ويمنحها الطاقة والمادة لخلق دائم متجدد ، إلى أن تحدث طفرات نوعية في عملية الخلق . فكما يسمد الفلاح تراب حقله بزبل الأغنام وروث المواشي لتنبت ثمرا وحبوبا جيدة تسمد الأرض ترابها بأجسادنا وأجساد الكائنات الراحلة ، لتستمر دورة الحياة في تطورها الدائم .
حسب هذا الفهم الإجتهادي سنقرأ وننظر في كتاب العفيف الأخضر . الذي بدا لنا اجتهادا مجحفا بحق شخصية عظيمة هي شخصية النبي محمد .
م. ش .30 - 8- 014



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إما أنت أو لا أحد ! ( القصيدة كاملة انطلاقا من مذهب وحدة الو ...
- سخافات شبكة النت ..
- إما أنت أو لا أحد ..
- في العقل البشري والطاقة
- العقل الشخصي والعقل الكوني وهذياناتنا الدائمة !!
- في العقل والطاقة والعقل الكوني !
- شاهد على سفينة نوح يروي الحقيقة !!
- الحياة والموت
- دمعتان على الوضع الفلسطيني


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - دفاعا عن محمد ! (رد على كتاب العفيف الأخضر )