أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال هاشم - التسامح تعايش حضاري














المزيد.....

التسامح تعايش حضاري


جمال هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 1285 - 2005 / 8 / 13 - 12:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


التسامح لغة من السماح والجود والصفح والتساهل والغفران، والتسامح هو قناعة وقاعدة سلوكية تنبني على الإيمان بالآخر المختلف عني وتقبل آرائه وترك الحرية له كي يعبر عن مواقفه ومعتقداته مهما كان اختلافنا معه.
وقد استعملت كلمة التسامح tolérance خلال القرن السادس عشر نتيجة الصراعات والحروب الدينية في القارة الأوروبية، خاصة بين الكاثوليك والبروتستانت، حيث خلص الطرفان إلى ضرورة التعايش وقبول كل طائفة للأخرى، وبعد ذلك انتشر هذا المفهوم ليشمل الأديان والمعتقدات الأخرى.
وخلال القرن 19 تم توسيع مفهوم التسامح على مجالات الفكر وتعايش الآراء المختلفة.
يتأسس مفهوم التسامح على مبدأ نسبية الحقيقة ومعارضة الفهم الإطلاقي لها، فالفكر المتسامح فكر منفتح على الآراء الآخرى عكس الفكر الإطلاقي الذي يعتقد أصحابه أنهم مالكو الحقيقة الواحدة وأنهم هم الوحيدون على صواب وغيرهم مخطئ، فالتيارات الدينية المتشددة تكفر كل من لا يتبع مواقفها وفهمها المتطرف للدين، وترفض الاعتراف بالفكر الآخر أو التعامل معه.
إن التسامح مرتبط بمستوى متقدم من تطور الحضارات الإنسانية وتأسيس المجتمعات الديمقراطية الحديثة التي وضعت قواعد قانونية وأخلاقية لتدبير الخلافات والاجتهادات السياسية والفكرية وتعايش الديانات المختلفة، كما وضعت حدودا لحرية التعبير عن المواقف والآراء بما لا يهدد استقرار الجماعة وسلامتها، فلا يمكن أن نعتبر «الفكر» الذي يدعو إلى العنف والقتل والتمييز العرقي بين الأجناس مجرد «رأي» لا بد أن نتعايش معه، بل هو «فكر» إجرامي مهدد لأرواح الناس وللتعايش الإنساني، لهذا اتفقت مختلف الحضارات على التنصيص القانوني على معاقبة أصحابه.
إن الإرهابيين وأنصارهم مثلا يحاولون خداع الناس باعتبار الفكر الإجرامي الذين يدعون إليه مجرد «اختلاف في الرأي» وتساندهم في هذا الموقف بعض الجمعيات الحقوقية المتطرفة التي تدخل كل الأفكار في خانة «الرأي» بما فيها الفكر المؤيد للإجرام وللتفرقة العنصرية.
إن التسامح تربية قبل أن تكون قناعة فكرية، لهذا نجد الشعوب المتحضرة (في أمريكا وأوربا) تتقبل بسهولة جميع الجنسيات والأديان، وتسمح بتعايشها على أرضها مادامت تحترم قوانين البلدان المضيفة، عكس ما تنشره جماعات التكفير من حقد وكراهية بين أبناء الأديان والحضارات المختلفة (مثل قاعدة الإرهاب العالمي)، التي تدعو الى عدم التعامل مع الغرب انطلاقا من عقيدة «الولاء والبراء» باعتبار الإلتجاء الى «الكفار» والإحتماء بهم خروج عن العقيدة التي تأمرنا بعدم اعتبارهم «أولياء لنا». إن هذا المنطق المتقوقع على الذات منطق متجاوز لأن عصرنا هو عصر التلاقح الحضاري والتعاون بين الشعوب.



#جمال_هاشم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفوالمغرب والمنهج «الصردي»


المزيد.....




- -لا تقاتل من يفوقك 20 ضعفًا-.. ترامب يرد على طلب زيلينسكي شر ...
- مصدر مطلع لـCNN: السعودية تخطط لسداد ديون سوريا لدى البنك ال ...
- كارني: نسعى لبناء جيش قادر على التصدي للتهديدات التي تواجهها ...
- موسكو تتبنى الهجوم الروسي الدامي على سومي
- رئيس وزراء لبنان في أولى زياراته إلى دمشق لبحث ملفات شائكة ...
- وساطة وتحركات عسكرية وفتاوي .. مصر على صفيح ساخن بسبب غزة
- البيت الأبيض يعلن إحراز تقدم كبير في المحادثات التجارية مع ب ...
- السيسي من الدوحة ومدبولي بالقاهرة.. مصر تروج لفرصها الاستثما ...
- طهران: مواقف أمريكا المتناقضة هي السبب الرئيسي الذي يدفعنا ل ...
- طهران: المفاوضات تقتصر على رفع العقوبات


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال هاشم - التسامح تعايش حضاري