عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 09:17
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
كرة زرقاء، لمن يراها من فوق سطح القمر!
وهي كرة حمراء، كالمشترى، لمن يراها من على سطح كوكبنا!
انها كرتنا الأرضية، التي تتلوّن بلون ارتفاعات الفضاء، وبلون موضع انحدارنا، ونحن متمسكين بتشاؤمنا من زرقة العين، وممارسين طقوس احتفالنا الأبدي بمعجزة تحويل نهر النيل من أزرق إلى أحمر على يد موسى!
فإن كان كوكب المشترى، يكتسب لونه الأحمر من طبيعته الكبريتية، فإن أرضنا تستمد لونها الأحمر من تصرفاتنا البشرية!
تستمده من غطرسة وجبروت هؤلاء، الذين لا يكفّون عن الصراخ في وجه المختلفين معهم في الرأي والاعتقاد ـ مهددين ومتوعدين ـ: "سنريكم العين الحمراء"!
وتستمده من لون البارود، ومن لون دماء الأبرياء المسكوبة بسكين الاحقاد، والخصومات، على درب حروب الابادة الضروس!
وبدلاً من استعادة اللون الأزرق، لون: الحكمة والإيمان، الشفافية والعاطفة، الثقة والولاء، العطاء والقوة، الهدوء والاطمئنان، آثرنا مغادرة النظام الشمسي إلى عتمة المجهول، مطلقين السفن التي تقشر وجه الفضاء، كسفيرة لفضولنا اللامتناهي؛ على أمل ترك بصماتنا على الكواكب البعيدة؛ ففقدنا، بذلك، الولاء لنور الشمس، ونور الحياة، ونور الخير!
فهل آن الأوان، للتخلي ـ ولو مؤقتاً ـ عن سفائننا المعدنية اللامعة البراقّة، والجافة جفاف الحجر، والسعي من الآن في اطلاق سفائن من لحم ودم، تنطلق من قلوب تنبض بالحياة، والارادة الصالحة؛ عابرة حواجزنا الزمنية، والجغرافية، والثقافية، وتحط على كل المناطق الحمراء، التي بلون الاضاحي البشرية ؛ فننزع عنها لون الخطر، والذبح، والدم، وتدويره واعادة تشكيله؛ ليكون بلون الورود الحمراء ـ ان كان اللون الأحمر لا يزال يستهوينا ـ؛ فنضمد بالحب الصادق الأمين، كل ثقب أوزون يُمرر كل ما يُدمّر علاقاتنا الإنسانية، وينتشر عبير المودة، والتعاون، والعطاء، والإخاء؟!...
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟