فريد جلَو
الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 22:51
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
عند قراءة العلاقات الاجتماعية والاعراف السائدة في المجتمعين الرعوي والاقطاعي نجد انهما متشابهان الى حد كبير مع وجود فوارق , ولسنا هنا للمقارنة واثبات ذلك ولكن هناك موضوعة النظرة الى المرأة والموقف منها في المجتمعين .
في المجتمعات الرعوية التي تعتمد على الرعي والصيد والغزو لا يوجد للمرأة مكان في هذه الفعاليات لطبيعتها الفسلجية وهنا يكون دور المرأة ليس اكثر من الة للترفيه والتناسل حتى ان مهامها المنزلية قليلة , لذا تكون اشبه بالعالة في العائلة ومن ثم في المجتمع , ومع الاملاق الذي ينتاب تلك المجتمعات وفقدانها الرجال في الصيد او في الغزو او في الدفاع عن القبيلة يختل التوازن العددي في تلك المجتمعات لصالح المرأة التي هي غير منتجة اصلا , لذا يذهب الرجال الى التخلص من الأناث الحديثي الولادة بوأدهم او في بيع النساء كجواري في بعض المجتمعات وطبعا هذا ليس تبرير لهذه السلوكية بل توضيح لأسبابها الاقتصادية .
في المجتمعات الاقطاعية تكون المرأة منتجة حيث على عاتقها حجم كبير من المسؤوليات ابتداءا من مسؤولياتها المنزلية وتربية الاطفال وانتهاءا بمشاركتها كيد عاملة في الانتاج الزراعي , بل نشاهد في الكثير من المجتمعات الفلاحية ان العبء الاكبر في الانتاج يقع على عاتق المرأة ودون ان تحصل على مردود مادي لعملها فذلك المردود يعود للرجل , فالسائد الذكورية في المجتمع فهي تابعة للرجل اقتصاديا , حتى اننا نجد ان التشريعات الدينية والقانونية ترسخ ذلك مثل الأرث والزواج والطلاق وتسيَد الرجل على المرأة بأستثناء بعض الايات القرانية سابقا مثل التي تنهي عن وأد المرأة , ومن الظواهر التي تشير الى كون المرأة في المجتمعات الزراعية الاقطاعية يد عاملة مجانية ظاهرة ( كصة بكصة ) ومهور الزواج العالية نسبيا , فعندما تزوج العائلة احدى بناتها سيخسر رب العائلة يد عاملة مجانية يعوضها بأخرى مجانية من العائلة التي يناسبها وكذلك المهور العالية التي تشبه البيع والشراء فهي تعويض عن تلك الخسارة في اليد العاملة فضلا عن تعدد الزوجات الشائع في تلك المجتمعات واذا اردنا ان نسترسل نذكر ان اكثر المشاكل تحل بما يعرف بالفصل وذلك بدفع مبلغ من المال او تزويج المتضرر بأمرأة من الجانب المتسبب بالضرر حتى ان ظاهرة النهوة التي يمارسها ابناء العم تقع ضمن هذا الاطار .
#فريد_جلَو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟