أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فريد جلَو - انه مجنون ولكن














المزيد.....

انه مجنون ولكن


فريد جلَو

الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 20:40
المحور: كتابات ساخرة
    


الذين يعرفونه يقولون بدأ حياته بالسياسة وشاهدوه في مظاهرة يهتف بصوت جهوري الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان , ثم شاهدوه في ملعب الشعب يهتف مع الجموع (يا عراقي للامام ديمقراطية وسلام يا عراقي للامام ) .
تجادل مع استاذه ومع زملائه من حزب السلطة بأنهم جميعا يجب ان لا يأكلوا لأنهم غير منتجين كما كان يسأل عن شعار اخر هو هل امرأة اشترت كبة ام هو امة صامتة ذات رسالة فارغة .
اختفى ذلك الشاب لمدة طويلة ثم ظهر فجأة بملابس رثة وشعر منفوش وذقن طويل جالسا على جسر الاحرار , مرة ينظر الى جسر الشهداء واخرى ينظر الى جسر الجمهورية , بينما كان جسر السنك وكأنه لم يكن واستمر على هذا المنوال لا يتكلم مع احد مرة يتلمس رأسه واخرى اطرافه وزجاجة العرق لا تفارقه , لم يمضِ طويلا على هذا الحال وبصوته الجهوري الممتزج مع العذوبة والشجن بدأ يغني وهو يجلس القرفصاء كأنه يريد ان يثب يجمع قبضته ويقربها من فمه قد يكون قد تصورها مايك ليبدأ بأغاني مثل يا طيور الطايرة وسلامات وعزاز عدنا عزاز ليتجمع حوله حشدا من المارة رجالا ونساءا , شيوخا وشبابا واطفالا ثم تنزل عليه صاعقة ينفض رأسه ويبدأ بأغنية جديدة من لون اخر وهي أيد بأيد ب ط ..... القائد أيد بأيد ....فينفض عنه الجمع بسرعة كبيرة يكاد بعضه ان يهرول متلفتين ورائهم ويتكرر هذا المشهد بين فترة واخرى الى ان يختفي مرة ثانية ليظهر هذه المرة كميتاً أخذ اجازة من القبر , ما يدل على كونه حي صوته الجهوري المعروف وهو ينادي (شيلمه ) حتى يبح صوته ليختفي من جديد وليظهر مرة اخرى في ساحة الفردوس ثم في ساحة التحرير متنقلا بينهما ( كل الصنم طاح لو بعد اكو شوية ) او ( منو يعرف ابو نعال اريد ابوسه بكصته وابوس ايده وابوس نعاله ) لازمتان يرددهما لفترة طويلة ولاحقا شوهد وهو يجلس قبالة مدفع دبابة امريكية ويحرك بصمت سبابته بأتجاه الدبابة , يحاول الجنود الامريكان التقرب منه بقنينة ماء باردة او طعام مسلفن او علبة شوكولاته وعلكة ولكنه يرفض وعندما راه الضابط الامريكي يخرج من عليجته زجاجة العرق حاول اخذها منه ليعطيه بدلها زجاجة ويسكي مما جعله يمسك بتلابيب ذلك الضابط ولم يتخلص منه الا بأعادة زجاجة العرق , ظل يتجول في المدينة يختفي عدة ايام ويظهر من جديد ولكنه لم يبتعد كثيرا عن ساحتي الفردوس والتحرير ولوحظ ان هندامه قد تحسن قليلا , وأخيرا كان وسط المتظاهرين في ساحة التحرير ليهتف بشعارات لا تختلف كثيرا عن شعاراتهم ولكن تبدو متسمة بالسذاجة او الجنون مثلا كان يهتف ( كلما كبر طربوشهم كول كثرت جواه الشياطين ) او ( بالجوع بالفقر ندمرك يا عراق ) كثيرة كثيرة الشعارات التي رددها وانتبه لها عدد لا بأس به من المتظاهرين , ترك ساحة التحرير واتجه صوب جسر الجمهورية ويبدو في نيته عبوره لأنه كان يهتف ( رايح لقصر الخضر اطلع الحرامية , باكوا حتى خبزتي وانطوني كسرة منها وكالوا عليك الطاعة والشكر ذولة الحرامية ) انطلق صوت مدوي من خلف الحواجز الكونكريتية ليسقط صاحبنا ولينساب منه دما احمرا قانيا , تفحصه البعض ويتأكدون انه قد رحل ولكن ذلك المشهد جعل القسم الكبير من الجموع المحتشدة تتحول الى مجانين ليهتفوا بشعارات ذلك المجنون الذي سقط توا , وسقط بعده ثاني وثالث فأنسحبوا الى الوراء ليتشاوروا كما يفعلون المجانين في مستشفاهم ويقرروا بجنون ان يأجلوا عبور الجسر الى الوقت المناسب وبعد ان يجدوا الطريقه الأنسب .



#فريد_جلَو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايتي مع الافلام وصالات السينما
- حكايات
- توقعاتي حول تشكيل الوزارة الجديدة
- حلم لعراقي
- في الامتحان يكرم المرء او يهان
- الديمقراطية من وجهتي نظر متعاكستين
- يردس حيل الماشايفها
- رسالة مفتوحة
- سيناريو محتمل


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فريد جلَو - انه مجنون ولكن