طالب عباس الظاهر
الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 14:08
المحور:
الادب والفن
" صهيل الرغبة "
طالب عباس الظاهر
كم سافرت اليَّ،
وطويت وهاد العشق اليكِ ..
سالكاً مفازات الصقيع،
بحثاً عني فيكِ أو عنكِ بي ..
آه ، لو تعلمين يا سيدة الجنون والسحر..
مدى توحش هذا الجليد،
وهو يضرب أصقاع جسدي ..
يحرقه برداً.
وكم .. كم بدائية هذي الرغبة،
وهي تمارس طقسها المجوسي في محراب حنيني..
الموجع اليكِ ..
بل وكم قاسٍ .. قاس حدّ البكاء دنفي فيك،
وشوقي اليك،
وهو يمضغ ساعات ليلي المسافرة في مفازات التيه عنك.. والحرمان منك.
عاهرٌ هو تقلبي المحموم،
بأرقٍ يستطيل بي دونما هوادة ..
بحثاً عن عبق أنفاسك..
دفء أناملك..
شعلة النار فيها..
لحرق أصابع صقيعي.
وا حرقتاه يا سيدتي..
برداً من نئيك..
وبعداً عن وصلك .
أفلَمْ يقلق صهيل جوادي المحموم ..
سكينة ليلك الطويل الحالم بالأمنيات؟
وتستفزك وقع سنابك حومه على صخر جفاك؟
ويثير توجسكِ..
دورانه المعتوه..
ملايين المرات حول قصرك المسحور ..
دائراً في أفلاك قربك المستحيل؟
وألم يفزع صراخ جموحه ..
وسن النعاس في عينيك،
وفي عيني برودة هذا السكون البليد؟
وا لهفتاه..
يا سيدة السحر والجنون..
كيف لم ُيسهدكِ كل هذا الإلحاح المجنون..
لجنون جنونه..
لسحبك من ياقتك لممارسة الجنون؟!
***
#طالب_عباس_الظاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟