أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الله خلف - الرد على بعض النصوص التي يزعم المسيحيين أنها تؤله (يسوع)















المزيد.....


الرد على بعض النصوص التي يزعم المسيحيين أنها تؤله (يسوع)


عبد الله خلف

الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمه :
في هذه المقاله نحاول أن نرد على أشهر النصوص التي يستند عليها المسيحيين في القول بـ(ألوهية) (يسوع) , و سنبيّن للقراء الكرام أن هذه النصوص لا تؤله (يسوع) أبداً .

معنى الإله في المسيحية : لفظ إله يعني (من يستحق العبادة) أو (سيد , قاضي , نبي) .
إن اسم الإله يُطلق على غيره تعالى، إذا كان مضافاً، أو نكرة. فقال الله لموسى: (أجعلك إلهاً لفرعون) , فخصّصه بفرعون ليوقع عليه الضربات بأمر الله، فيقع الرعب في قلب منه. ويكون هارون نبيَّك يعني يبلّغ عنك كل ما تخبره به.
والأمثلة من الكتاب المقدس:
1- موسى دُعي إلها (خروج 7 :1) فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: (انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ).
2- الشيطان دُعي إلهاً لهذا الدهر (2كو4: 4) : (الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ ( الشيطان) قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ ).
3- اليهود آلهة حسب الكتاب المقدس (مز82: 6) : (أنا قلتُ أنتُم (أيها اليهود)آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم).
4- تأكيد (يسوع) للنص السابق ( يوحنا 10: 34), أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: (أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟).
بذلك يتضح أن لفظ إله لا يعني بالضرورة الله تعالى بل من الممكن أن يكون المقصود بها سيد أو قاضي أو نبي!.
في اللغة الإنجليزية يتم التفرقة بين إله حقيقي (الله) و (إله غير حقيقي), بوضع الحرف الأول للكلمة كبير (كابيتال) عند الإشارة إلى (الله = God) و وضع الحرف الأول صغير عند الإشارة إلى (إله غير حقيقي (سيد,قاضي = god) .

جاء تعبير ابن الله وأبناء الله مرات كثيرة بالعهد الجديد والعهد القديم مشيرا إلى القرب من الله , ولم يكن هذا التعبير مختصا بأحد فقد أعطي اللقب لـ(يعقوب) و (سليمان) و (آدم) و (أفرايم) و (عامة الناس الصالحين) , و الأمثلة:
1- يعقوب ( اسرائيل ) هو ابن الله البكر:( خروج 4: 22) : (وقُلْ لِفِرعَونَ هذا ما قالَ الرّبُّ:إِسرائيلُ اَبْني البِكْرُ)
2- أفرايم هو ابن الله البكر : (إرميا 31: 9) : (أنا أبٌ لإسرائيلَ وأفرايمُ بِكْرٌ لي)
سؤال : أيهما البكر حسب الكتاب المقدس إسرائيل أم أفرايم؟
3- سليمان هو ابن الله : (صموئيل الثاني 7: 14) : (أنا أكونُ لَه أبًا وهوَ يكونُ لي اَبنًا).
4- آدم هو ابن الله : آدمَ، اَبنِ اللهِ. ( لوقا 3 : 38 بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله )
5- بنو إسرائيل آلهة (لأنهم ينفذون شرع الله) و أبناؤه لأنهم أحباؤه (مزامير 82: 6) : (أنا قلتُ أنتُم آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم).
6- الصالحين (متى 5: 45) : (فتكونوا أبناءَ أبيكُمُ الّذي في السَّماواتِ).
7- (متى 5: 48) : (فكونوا أنتُم كاملينَ، كما أنَّ أباكُمُ السَّماويَّ كامِلٌ).
8- (التثنية 14: 1) : (أنتُم أبناءُ الرّبِّ إلهِكُم ).
9- (رسالة فيلبي 2: 15) : (حتّى تكونوا أنقِياءَ لا لَومَ علَيكُم وأبناءَ اللهِ بِلا عَيبٍِ ....).
10- (رسالة يوحنا الأولى 3: 1-2) : (أنظُروا كم أحَبَّنا الآبُ حتّى نُدعى أبناءَ اللهِ، ونحنُ بِالحقيقَةِ أبناؤُهُ. إذا كانَ العالَمُ لا يَعرِفُنا، فلأنَّهُ لا يَعرِفُ اللهَ. يا أحبّائي، نَحنُ الآنَ أبناءُ اللهِ).

الآن , الرد على بعض إدعاء المسيحيين في ألوهية (يسوع) , يقول الجانب المسيحي , لقد عبر (يسوع) عن لاهوته (ألوهيته) بالعديد من الأماكن تعبيرا مجازيا أو تعبيرا غير صريح وهذه أهم أقواله التي عرفنا منها ألوهيته :

1- يقول المسيحيين : الدليل على الألوهية قول السيد المسيح ( يوحنا 10 : 30) : (أَنَا وَالآبُ وَاحِد) , و لذلك , فهم منها اليهود أنه يدعي الألوهية فحاولوا أن يرجموه.
كذلك القول ( يوحنا 10 : 38) : (فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه).

(يوحنا10 : 30) : (أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ.31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟ 37 إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. 38وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ).
الرد :
أ- التعبير (أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ) , يعني الوحدة في الهدف و سبق أن أطلقه (يسوع) على التلاميذ أثناء دعاء (يسوع) مع الله فقال:
(يوحنا 17 : 21) : (لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. 22 وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23 أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي).
فالوحدة لا تتعدى وحدة مجازية في الهدف, وإلا كان جميع التلاميذ مع (يسوع) مع الله أقانيم!.
ب- نلاحظ أيضا من النص أن الله أرسل (يسوع), وأعطاه المجد, وأن (يسوع) يتوجه لله بالدعاء.
ج- أما القول (وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه) فقد قال (يسوع) في الأعداد السابقة عن التلاميذ: (لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا ) وقال: (أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ ).
د- اليهود قالوا له نرجمك لأنك إنسان وجعلت نفسك إلها و قد رد عليهم (يسوع) موضحا لهم ومذكرا (أن من يحملون كلمة الله من أنبياء ورسل يطلق عليهم آلهة , فقال لهم :ألم يقل عنكم الله أنكم (أيها اليهود ) آلهة وأولاد الله كلكم!؟).
وهو يقصد, ما جاء في العهد القديم , (مز82: 6) (أنا قلتُ أنتُم (أيها اليهود)آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم).

2- يقول المسيحيين: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح (يوحنا 14 : 9) : (اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ) .
( يوحنا 14 : 8) : (قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «يَا سَيِّدُ أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا». 9 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟).
الرد :
أصر أحد التلاميذ على رؤية الآب (الآب حسب العهد الجديد هو الله الذي أرسل (يسوع)) و (يسوع) يعلم أن الله لا يراه أحد كما جاء في قول الله حسب العهد القديم (خروج 33: 20) : (أمَّا وجهي فلا تقدِرُ أنْ تراهُ، لأنَّ الذي يراني لا يعيشُ). والذي أكده يوحنا فقال: (يوحنا 1 : 18) : (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ ).
فجاء رد (يسوع) ردا مجازيا مثل أقواله التالية:
أ- (لوقا 10 : 16) : (اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي) .
ب- (يوحنا 13 : 20) : (اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي) .
ج- (يوحنا 12 : 44) , فَنَادَى يَسُوعُ: (الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي. 45 وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي).
والأقوال كلها لا تحتمل الوحدة أبدا والرؤية من الألفاظ التي تأتي بمعنى الإيمان, مثل (رأيت الحق) و (رأيت الطريق الصواب), ولفظ من أرسلني الذي كرره (يسوع) في العهد الجديد (34) مرة يغني عن الشرح والتفسير, فالمُرسل غير الرسول .
كذلك جاء في (رسالة يوحنا الثالثة 1 : 11) : (لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ). و من المعروف أن المقصود بالعبارة (فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ) المجاز وليس الحقيقة.
هل كان التلاميذ و كتبة الأناجيل يريدون أن يخفوا كل مايشير إلى ألوهية (يسوع) أم إنهم لم يتبينوا أو يلاحظوا أو يفهموا ألوهيته وهو معهم؟ .
يقول السيد | (توم هاربر) في كتابه (من أجل يسوع):
(في الحقيقة، إن قرأت الإنجيل الذي كتبه (مرقس) كاملاً وبعناية فإنك ستجد أن التلاميذ كانوا بعيدين كل البعد عن إدراك الألوهية التي نسبت إلى يسوع لاحقاً. إن الأشخاص الذين يفترض أن يكونوا الأكثر قدرة على التمييز في هذا (الالتباس) قد وُصفوا بأنهم بليدي الذهن وأغبياء بكل معنى الكلمة , يعتقد العلماء أن (مرقس) قد حرص على إظهار التلاميذ في مظهر سيء نوعاً ما لأنه كان مدركاً لوجود مشكلة خطيرة. إن كان يسوع هو ابن الله في نهاية المطاف, فكيف كان أصحابه المقربون –و هم شهود معجزاته وأمناء أعمق تعاليمه– غير مدركين أبداً من هو حتى وقت متأخر من قيامته؟) .

3- يقول المسيحيين : الدليل على الألوهية قول (يسوع) : (مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ) .
(يوحنا 18 : 36) , أَجَابَ يَسُوعُ: (مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا).
الرد :
الصالحون ينتظرون جزاء الله تعالى في الآخرة و لا يبحثون عن ملك الدنيا, ولقد قال (يسوع) نفس القول على التلاميذ , فقال: (يوحنا 15 : 19) : (لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلَكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ) .
(يوحنا : 17 : 16) : (لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ) .

4- يقول المسيحيين: الدليل على الألوهية قول (يسوع) : (قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ).
(يوحنا 8 : 56) : (أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». 57 فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» 58 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ) .
الرد :
أ- تكلم العهد الجديد عن (ملكي صادق) بأنه ليس له نهاية ولا بداية وبدون أب وبدون أم وقدم له إبراهيم الزكاة: (عبرانيين 7 : 1) : (لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2 الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ 3 بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ) .
فهل ملكي صادق إله؟ حسب المقياس السابق فهو أحق بالألوهية! .
ب- سليمان عليه السلام جاء عنه بالعهد القديم أنه منذ الأزل!... (أمثال 8 : 22) : (اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ مُنْذُ الْقِدَمِ. 23 مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ مُنْذُ الْبَدْءِ مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
فإن قلتم إن كلام سليمان بن داود متأول لأنهما من ولد إسرائيل وليس يجوز أن يكونا قبل الدنيا, قلنا وكذلك قول (يسوع) أنا قبل الدنيا متأول لأنه من ولد إبراهيم ولا يجوز أن يكون قبل إبراهيم فإن تأولتم تأولنا وإن تعلقتم بظاهر الخبر في (يسوع) تعلقنا بظاهر الخبر في سليمان وداود وإلا فما الفرق؟.
ج- إذن المقصود بالعبارة السابقة إن صحت!, أن الله تعالى أخبر إبراهيم بمن يأتون من نسله من أنبياء ومنهم (يسوع). فهل لو كان (يسوع) إلها كما يدعون كان إبراهيم الذي هو نبي الله سيتهلل بأن يرى يومه!؟.
د- الفظ (أنا موجود) ليس غريبا فجميعنا منذ الأزل موجودون في علم الله تعالى وقد جاء في (إرمياء 1 : 5) : [قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيّاً لِلشُّعُوبِ].
هـ- بعد قول (يسوع) (قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن) أراد اليهود رجمه فهرب منهم!... فإن كان عنده هذه القدرة على الهرب, لماذا لم يقل لهم أنا الله؟ أو أنا أقنوم من أقانيم الثالوث؟!... فلم يكن هذا القول ليعطل عملية الفداء بزعمهم, فكل ما كان عليه أن يهرب كما فعل, أو يسوقونه إلى الصليب وتكتمل التضحية والفداء كما يقولون أن هذا سبب نزوله وتجسده!.

5- يقول المسيحيين: الدليل على الألوهية قول (يسوع) :(يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ). يقول مرقس( 2: 5) : (فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 6وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7«لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟).
الرد:
أ- حسب العهد القديم, لقد أعطى الله للكهنة غفران الذنوب, ولا يزال هذا الأمر ساريا عند آباء الاعتراف في بعض الكنائس, فبعد الاعتراف يصرح الكاهن للمعترف أن ذنبه مغفور!.
(لاويين 4 : 35) : (وَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي اخْطَا فَيُصْفَحُ عَنْهُ) .
(سفر العدد 15 : 25) : (فَيُكَفِّرُ الكَاهِنُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل فَيُصْفَحُ عَنْهُمْ لأَنَّهُ كَانَ سَهْواً) .
ولقد غفر أشعياء لجميع الشعب فقال (إشعياء 33 : 24) : (وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: «أَنَا مَرِضْتُ». الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ) .
ملاحظة: الأفعال (يغفر ويكفر ويصفح) هي ترجمة لكلمة واحدة بالإنجليزية (Forgive), و بالترجمة العربية يتم ترجمتها (غفر) حينما تنسب لله تعالى أو لـ(يسوع), بينما يتم ترجمتها (يصفح أو يعفو) حينما تنسب للكهنة. ويمكن مراجعة أي نسخة أجنبية للتحقق من وحدة مصدر الكلمة (Forgive) والانتقاء في الترجمة!.
ب- (يسوع) لم يقل (أنا غفرت لك), بل قال مَغْفُورَةٌ فلا يوجد فاعل في الجملة, بل الفاعل يعود على الله تعالى. فقد كان يكلم جماعة من المؤمنين، ولم تكن له حاجة أن يثبت لهم أن غفَّار الذنوب هو الله, ولكن تصيَّدَ له بعض اليهود هذه الجملة وقالوا في أنفسهم («لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟») فلم يكن هناك اتفاق بين اليهود على أنه يدعي غفران الذنوب. فضلا عن إنه كان في الهيكل يُعلمهم دينهم، ويصحِّح لهم عقيدتهم، فهو لم يأت بدين جديد: (متى 5: 17) :(لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ).
ج- توجه (يسوع) بالدعاء إلى الله في أوقات آخرى طالبا من الله أن يغفر الخطايا فقال:
(متى 6 : 12) : (وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا) .
د- دعى (يسوع) لليهود بالمغفرة حسب العهد الجديد وقت الصلب المزعوم فقال:
(لوقا 23 : 34) , فَقَالَ يَسُوعُ: (يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ). فلم يقل أنا غفرت لهم, بل طلب من الله أن يغفر لهم!.
سؤال : (إن كان اعتقاد المسيحيين أن المصلوب هو الله, فهل يعتقدون أن الله (عندهم) استجاب لنفسه عندما دعى نفسه أن يغفر لليهود؟!... فيصبح اليهود الذين صلبوه في الجنة؟!).

6- يقول المسيحيين: الدليل على الألوهية قول (يسوع) : (أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ) .
(يوحنا 14 : 5) : (قَالَ لَهُ (تُومَا) : «يَا سَيِّدُ لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟» 6 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي).
الرد:
إن أي نبي مرسل من الله هو الطريق إلى الله تعالى, لقد كرر (يسوع) تعبير (الذي أرسلني) (34) مرة في الأربعة أناجيل, ولم يذكر مرة واحدة أي لفظ يميزه عن باقي الأنبياء.
إن الطريق والحياة والقيامة ليسوا من أسماء الله تعالى, وإن الطريق ليس نهاية المطاف , بل هو وسيلة للوصول إلى الله تعالى, ولقد بين (يسوع) أنه هو الطريق إلى الآب فقال (لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي), فـ(يسوع) هو الطريق لمن أرسله.
وقد قال السيد (يسوع) : (يوحنا 8 : 40) : (وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ).

7- يقول المسيحيين : الدليل على الألوهية قول (يسوع) : (ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضا) .
(مرقس 2 : 27) : (ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. 28 إِذاً ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً) .
الرد:
علمنا أن كلمة رب تعني (سيد")أو (معلم) أو (صاحب), وهي ترجمة (لورد) بالإنجليزية ( Lord).
ولقد استنكر اليهود من أن تلامذة (يسوع) يعملون في السبت المحرم العمل فيه, فقال (يسوع) : (ابن الإنسان هو رب السبت أيضا), ولقب (ابن الإنسان) تكرر على لسان (يسوع) في الأربعة أناجيل (80) مرة, وهو التعبير المعتاد عن البشرية ونفي الألوهية, فلماذا كررها (يسوع) كل هذا التكرار؟... كررها لأنه يعلم من الله تعالى أنهم سيعبدونه باطلا!... فقد قال:
(مرقس 7 : 7) : (وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ) .
هل عجز(يسوع) طوال وقته ودعوته لمدة ثلاث سنوات من أن يصرح تصريحا واضحا, حتى ولو كان على الصليب كما يدعون, أو بعد قيامته كما يزعمون؟ .
هل عجز في أي موضع أو وقت أن يقول (أنا الله و سأصعد إلى الله لأننا أقنومان وثالثنا الروح القدس)؟!... هل عجز أن يقول (أنا رب العالمين)؟... أو (أنا كلمة الله المتجسدة)؟
هل عجز أن يقول (أنا أتيت من أجل خطيئة آدم)؟ .
ما الذي كان المطلوب أن يقوله أكثر من هذا لينفي الألوهية؟ .
(انا إنسان كلمكم بالحق الذي سمعه, وباطلا" يعبدونني, وإني أصعد إلى أبي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ, وأَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ولاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي).


تحياتي المخلصه



#عبد_الله_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (يسوع) يعترف أنه ليس إله 19 مره!
- يسوع الناصري يؤكد بشريته و لا يؤكد ألوهيته
- الرد على مقال (منطق الله غريب) .
- العدد الثالث من مجلة (براهين) لدراسة الإلحاد .
- الرد على سامي لبيب
- الجزيه في المسيحيه!
- إله و رب المسيحيين (يسوع الناصري) يخشى مواجهة البشر!
- أخلاق (يسوع الناصري بن بانديرا)
- ابنة يهوياقيم (والدة يسوع الناصري) في الميزان .
- يسوع الناصري في الميزان
- التلمود و رأيه في يسوع و أتباعه!
- خطيئة أسلاف يسوع!
- خرافات و خزعبلات مسيحيه!
- يعقوب , أخو يسوع الأكبر!
- هل مريم المجدلية كانت زوجه ليسوع؟! .
- صدور العدد الثاني من مجلة (براهين) .
- نصوص مسيحيه فاضحه!
- صور من الإرهاب المسيحي
- يسوع (يهوه) و أحكام الرجم!
- التشفير داخل جينوم الكائن الحي ينسف العشوائيه


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الله خلف - الرد على بعض النصوص التي يزعم المسيحيين أنها تؤله (يسوع)