أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - بشير شريف البرغوثي - ضرورة تثقيف المثقفين














المزيد.....

ضرورة تثقيف المثقفين


بشير شريف البرغوثي
مؤلف

(Bashir Sharif Bargothe)


الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 08:32
المحور: مقابلات و حوارات
    


يرى الأستاذ فؤاد قنديل أن " من المؤكد ان الأنسان لم يهتد الى الفن و الأدب الا بعد ان انتقلت حياته من حالة الضرورة التي تقتضيها غريزة البقاء بتوفير الغذاء و السكن و المأوى و الأمن الى حالة الحرية حيث يستطيع ان يتأمل الوجود بينما يعيش فترة من الدعة بعيدا عن كل تهديد "
لكنه لا يلبث بعد ذلك ان يتحسر على دور الشعر و الادب و الفن في تحريك الجماهير .. يعني ان الفن و الادب لم يعودا ترفا ذهنيا و نتاج ذهن مسترخ في بحر من الهدوء بل دخلا معركة بقاء الناس و اصبحا جزءا من محاولة خلق حياة الاطمئنان و الدعة للجميع
ليسمح لي الاستاذ فؤاد بالقول ان مقدمة الدعة غير صحيحة اطلاقا حتى لو تمت مقابلتها بهرم الحاجات عند ماسلو وبفهمه و من شاكله لضرورة تحقيق الحاجات الدنيا قبل الحاجات العليا للانسان
لا يمكن الحديث عن الادب و الفن خارج اطار الثقافة .. الثقافة بمفهومها المعاصر و البسيط " كطريقة حياة " كما هي عند الامريكيين و كما هي في الواقعية و مذاهبها و كما هي في ثقافتنا العربية حيث الثقافة لغة و اصطلاحا هي البحث و التحصيل و الاكتشاف و التقويم او التجهيز للاستعمال . هذا المفهوم للثقافة تم قتله من قبل المثقفين العرب جميعا لصالح المفاهيم النخبوية للثقافة و الفن و الادب
و بدهي ان تؤدي الرغبة في الحصول على وضع نخبوي الى اغتراب المثقف المنتج عن جماهيره محاولا تحسين وضعه المعاشي اولا و هذا جنوح موضع ترحاب من السلطة و الحكام بطبيعة الحال
و فاقم هوة هذه الغربة ان مصادر الثقافة عند المثقفين العرب غريبة اصلا عن ثقافة الجماهير المتأصله في لاوعيها الجمعي , فالخطاب عند العرب يشمل معهود الكلام كله في مجال ما على حين انه الى عهد قريب كان مقصورا في الثقافة الغربية على المحاججة فقط ! و النقد عند العرب نقر خفيف يؤدي الى سرعة تمييز الزائف من الاصيل على حين انه عند الغرب محاكمة للقول بل و ربما للقائل ايضا , و غني عن القول ان لا ثقافة و لا ادب و لا فن دون وجود قاعدتي الخطاب و النقد
اما البحث فهو مرتبط عند العرب بالحفر و الغوص و التنقيب كما هو عند ميشيل فوكو و لكن مثقفينا العرب جنحوا الى الاخذ بالانتشار الافقي للبحث كما هو في الجامعات الكنسية فلا يأمن الباحث على نفسه الا ان زّج بمرجع بين المرجع و المرجع كي لا يتحمل وزر الاتيان بشيء جديد فاصبحت دراساتنا كلها مجرد اضافات كمية من نفس الشيء و قتل الابداع في الجامعات التي كان يفترض ان تكون حاضنته .
ان من السهل ان نتحدث عن القمع السياسي و الديني و حتى الاجتماعي كمعيقات و محبطات للثقافة بكل اركانها و لكن ذلك لا يعفينا ابدا من ضرورة تزويد انفسنا بما يلزم من ذخيرة معرفية اصيلة لمواجهة كل ذلك و ذلك باعادة تأهيل الكّتاب و اعادة تثقيف المثقفين , فالمثقف الاصيل لا يهزمه الا نفسه !
و عندما اجد استاذ اعلام عربي يقول في كتاب مرجعي ",, و لعل ابن خلدون قد التفت الى نظرية تشومسكي " و ذلك في سياق حديثةعن الكفاية اللغوية ...
و عندما اجد ناقدا عربيا يقول انه لا يجد معنى عربيا لكلمة " السيمياء " !!! و كأنه لم يسمع كلمة سيماهم و لا سمع بعلم السمة و الدلالة ..
و حين ارى مئات النماذج التي تدل على تشوه ارحام الثقافة .. فانني لا املك الا ان ابرّيء السلطات كلها من دم الثقافة و الادب و الفن !



#بشير_شريف_البرغوثي (هاشتاغ)       Bashir_Sharif_Bargothe#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحدث السوري من منظور حزب العدالة و الديموقراطية
- ثورة العدل وعدل الثورة
- أهمية وإمكانيات إطلاق فضائية


المزيد.....




- الأردن.. حزب جبهة العمل الإسلامي يجمد عضوية مُتهمين في -خلية ...
- -البلسم- السعودية تجري 138 عملية ناجحة لجراحة وقسطرة القلب ف ...
- طهران: لموسكو وبكين دور بناء بالمفاوضات
- دهس مشجعين عقب انتهاء مباراة في الدوري الممتاز الليبي
- قانون التعبئة العامة يثير جدلاً في الجزائر.. فما هي تفاصيله؟ ...
- مؤثرة مصرية متهمة بالاتجار في المخدرات… ما التفاصيل؟
- القلق: ما هو وكيف نكافحه؟
- بوتين يودع سلطان عُمان بعد المحادثات في الكرملين
- واشنطن تفرض عقوبات على 12 شركة إيرانية
- ليبيا وتونس توقعان تفاهمات جديدة


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - بشير شريف البرغوثي - ضرورة تثقيف المثقفين