كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 17:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من حق قادة حماس وأخواتها الإرهابيات أن يحتفلوا بالنصر المبين والإلهي على العدو الصهيوني، فإن انتهاء حرب غزة عند هذا الحد، يعني بالفعل انتصار حماس، مادامت الهجمة الإسرائيلية قد توقفت عند حد قتل آلاف الأبرياء، ومازالت التنظيمات الإرهابية تملك القدرة على إطلاق الصواريخ، وتستقبل قادتها دولة مثل مصر، وتتفاوض معهم وكأنهم أنداد في معركة تحرير، وليسوا ذئاباً عدوة للحضارة وللإنسانية.
عجز إسرائيل عن كسر شوكة المنظمات الإرهابية الفلسطينية، هو جزء من عجز العالم عن القضاء على الإرهاب العالمي. هذا الفشل في استئصال الإرهاب طبيعي مادمت تقتل إرهابياً، فيحل محله عشرات ومئات وآلاف من المجاهدين في سبيل الله، غير من تحملهم الأرحام من إرهابيي المستقبل.
على الذين يستهجنون ادعاء حماس الانتصار مراجعة أنفسهم. فالنصر أو الهزيمة تحددها تحقيق الأهداف من عدمه. حماس ليس من أهدافها تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني. هي فقط تركز جهودها على قتال العدو الإسرائيلي، وقد فعلت وتسببت لإسرائيل في إزعاج وخسائر لا بأس بها. بينما فشلت إسرائيل فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها، وهي كسر شوكة وشل قدرات التنظيمات الإرهابية. . مبروك لحماس انتصارها، ولا عزاء لمليون ونصف فلسطيني أسير حماس وأخواتها في غزة. علماً بأن المساهمة في إعادة إعمار غزة، تشجيع وانتصار للإرهاب. فستظل حماس تلعب لعبة الموت هذه، تدخل في صراع مع إسرائيل، تُهدَم فيه غزة على رؤوس أهلها، فيما قادتها آمنين يصدرون بيانات الانتصار من المخابئ والفنادق الفاخرة، ثم في النهاية تجد من يدفع ثمن إعادة تعمير ما دمرته الحماقات والنزوات والعداء للحياة!!
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟