يوسف عودة
(Yousef Odeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 14:05
المحور:
القضية الفلسطينية
تأمُـلات
يوسف عودة
(1)
حدث ما لم يتوقعه أحد، زلزال ضرب المنطقة فأحدث خلل بالتركيبة الموجودة منذ عشرات السنين، تركيبة أستقوت بجبروتها وظلمها وطغيانها ضاربةً بعرض الحائط كل شيء، فهي لا تأبه لأحد ولا تكترث بأحد، تركيبة فرضت بقوة السلاح وتخلخلت بقوة السلاح، لكن المهم هل هذا الشرخ الذي أحدثه الزلزال سيلتئم وتعاود تلك التركيبة غطرستها من جديد، أم أن شرخها عميق أفسد شرايينها وقطع أوردتها.
(2)
إنتصارات وإحتفالات بالنصر المؤزر، كثيرون هم من يتهكمون على هذا النصر، مبدين إستغرابهم وإستفساراتهم عن ماهية النصر، وهنا لا بد من القول، بأن النصر الذي حدث تمثل بأجمل صوره في صمود كهلا فقد أحباؤه وبيته وجلس يشكر الله ويحمده، نصراً تجلى بصورة عائلة شردت من بيتها وأصبحت بلا مأوى وما زالت تحمد الله وتقول (بالمال ولا العيال)، نصراً تمثل بالعديد من الصور التي أكدت ورسخت صمود يعتبر بحد ذاته نصر، ورغم كل هذا لا أحد ينكر حجم الدمار والخراب الذي حل بنا، لا أحد ينكر المأساة بفقدان أكثر من ألفي شهيد، وآلاف الجرحى... ولكن هل هذا بالشيء الجديد على شعب عانى الأمرين طوال حياته، بالتأكيد لا، إلا أنه هنا وبكل فخر أحدث خلل بالتركيبة.
(3)
مواقف تجسدت وانصهرت في بوتقة واحدة، أناس من دم واحد فرقتهم الظروف وجمعتهم الحروب، تعددت الآراء وتنوعت الغايات، إلا أن الهدف بالنهاية واحد، تحت راية واحدة، هذا ما حدث وسيظل يحدث حتى النهاية، النهاية التي باتت تقترب منا يوما بعد يوم.
#يوسف_عودة (هاشتاغ)
Yousef_Odeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟