|
لماذا ابايع الخليفة البغدادي
عبد الحميد عبود
الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 23:16
المحور:
كتابات ساخرة
لماذا أبايع الخليفة البغدادي ؟ أعترف بدايةً اني لا أصوم ولا أصلي ، وأسكر من وقت لوقت وأعبث مع النساء بكل وقت ، ولكني بكامل قواي العقلية وبإرادتي الحرة أبايع (إلكترونيا) سيدنا أبا بكر البغدادي خليفةً على المؤمنين ، وأبايعه لا عن هداية ولا عن نكاية ولا عن تقية بل عن تكتيك واستراتيجية ، وأشهد ان خليفتنا البغدادي لا يختلف عن خلفائنا الراشدين في تطبيق شرع الله الا في كونه يطبقه بحذافيره ، وبتغطية فايسبوكية ، ان تبريري لوجود داعش براغماتيكي محض فالغاية تبرر الوسيلة ، وعدم حقن دماء المسلمين (سُنّةً وشيعةً ) هو أكبر خدمة تُسدى إلى عقول المسلمين ، مرضنا عضال ولا ينفع معه علاج الاسبرين ، مصلحون كثيرون حاولوا ان يصلحول فقهنا المتحجر بالتي هي أحسن وكان جزائهم الخوزقة والصلب وتجرع السم والنفي والتكفير ، جربنا كل الأدوية الممكنة دون جدوى ، ولم يبق الا معالجة الداء بالداء نفسه ، نحتاج إلى محاكم تفتيش وصكوك غفران حتى نحصل على مارتن لوثر ، نحتاج لاستنفاد عصر الآلهة ( اللاهوت ) لندشن عصر الإنسان ( الناسوت) ، نحتاج لخريف وشتاء قبل ان نستدرك الربيع ، ونحتاج لمذابح ومحارق لنجدد ربيعنا ، نحتاج إلى الدرجة الصفر من العقل الوهابي لنعقل ، نحتاج للعبث لأنه يمتن المعنى ، وقد هلت البشائر ، انتصار شريعة هولاكو سيعجل في هزيمتها ، عصر الإنسان العربي الجديد سيأتي بعد داعش ، ولكنه لن يأتي الا بداعش ، داعش (بكيفية عكسية ) سيخرجنا من دولة علمانية (فاشلة ) إلى دولة دينية ( أفشل )، فاسقاط دولة بغير منطق الدولة محكوم بالفشل ، بيد إننا نحتاج لكل أشكال الفشل حتى نبني الدولة الكاملة الهيغلية ، ومولانا الخليفة ، رغما عنا وعن لحيته ، سيحررنا باستعبادنا ، وما حصل في أوروبا قبل 500 سنة حتما سيحصل عندنا بعد 50 سنة ، ستشتعل مذهبية ، وربك لن يطفئها، ، وأريدكم ان تعرفوا ان داعش مش نهاية وإنّما بداية على نحو ما ، ستنفلش الأحقاد بين أنصار عمر وعلي ، وندفع مؤجلا ثمن انقلاب يوم السقيفة ، اعذروني ان تنبأت بالحوادث بعد حدوثها ، لكن داعش سيتمدد والأردن سيتدعش وتنتهي المعادلة الهاشمية لأن الاعتدال خيانة ، حدود سايكس بيكو ستختفي وتقوم دولتان على أساس مذهبي Cuyos regio. Cuyos religio، ويتم تهجير سُنَّة عرسال وحمص وديالى مقابل تهجير شيعة دمشق ونُبُّل والزهراء ، بيروت وبغداد بسبب تعدديتهما ستكونان ساح مقتلة أبوكاليبتيكية ، طرابلس الشام ستنفس احتقانها بِ "سان برتيليمي" سنية علوية ، البغدادي سيدمر في أيام ما بناه المير فخر الدين في سنين ويحجّم لبنان الكبير إلى " جبل لبنان "، ويتم تهجير المسيحيين إلى الغرب وتُضم الأقضية الخمسة ( طرابلس الهرمل البقاع حاصبيا صيدا ) إلى الدولتين الوليدتين كل حسب انتماؤه المذهبي ، وربما يُقام كانتون للدروز ( دائما مع الاقليات يجب صياغة الفعل للمجهول) او يُلحقون بالدولة الشيعية باعتبار ان جذورهم اسماعيلية ، وسيؤسس الأكراد دولة في شمال العراق ودولة اخرى في شمال غرب سوريا ، سيكون العالم الشيعي متماسكا خلف قائدته إيران ، بينما العالم السني يتخبط بلا دولة قائدة ( تركيا رهينة أتاتوركيتها ، مصر مقيدة بكامب ديفيد ، السعودية مثقلة بخفتها ، باكستان مشغولة بهندها ) مصر ستمر بحرب أهلية على خلفية إخونجي علماني ، وربما يتم ترقيع دولة للأقباط على أساس انه لا يمكن لمسلم ومسيحي ان يتعايشا معا الا ضمن نظام الذمي ، قد يهل ربيع فارسي يُسقط الملالي دون ان يسقط العداوة التاريخية في التقادم ، ومش مستبعد ان تختفي دبي عن الخارطة بكبسة زر من إصبع دكتور فولامور إيراني ، ستنفلش الأحقاد أيضاً بين أحفاد عدنان وقحطان ويتحول اليمن السعيد إلى يمن تعيس وتنفصل عدن عن صنعاء قبل ان تنفضل حضرموت عن عدن ، في عُمان ستشتعل على أساس سني اباضي ، سيكون من الصعب التنبؤ بمصير السعودية ، فالنفط باعتباره أهم سلعة اقتصادية بالعالم يجعل من المملكة أهم منطقة بالعالم ، ربما لن يحدث شيء بحكم ان آل سعود سيطلبون حماية الاسطول الخامس ، ناهيك عن ان الرعية بسبب ثرائها الباذخ وانعدام وعيها بجدلية التاريخ ليست مؤهلة للحراك فالثروة والثورة لا تتهجيان معا، وأسوأ ما يحصل للملكة هو قيام دولة شيعية تمتد من الظهران إلى عبادان مرورا بالكويت ، البحرين بمقتضى الحال الدمغرافي سيتم ضمها إلى ايران بالاحتلال المباشر ، وليلة واحدة تكفي لذلك ، دولة الإمارات بسبب موقعها الفالوسي ( من ينظر للخارطة يرى انها تشبه خازوق غارز في مؤخرة إيران) أيضاً سيتم ضمها على أساس الجرف القاري ، الفيفا ستتراجع عن إقامة كاس العالم 2022 في قطر بحجة انعدام الامان ، في خضم صراعاتنا المذهبية سننسى اسرائيل ويختفي الفارق بين يهودي وصهيوني ويكون التطبيع طبيعيا ويغرد مئة مليون عربي بفم توفيق عكاشة ، وجائز ان تستغل الدولة العبرية مناخ الفرز المذهبي السائد فتقوم بعملية الترانسفير القسري وتهجِّر من بقي من عرب ال48 إلى ما وراء النهر ، جامعة الدول العربية سيرتفع عدد دويلاتها من 22 إلى 44 وهذا ما سيزيد من حظ منتخباتنا بالتأهل لكأس العالم ، ليبيا ستتفتت إلى إمارات إسلامية في مصراتة والزنتان ، وجائز ان تتقسم كل امارة الى حارات ، وطرابلس الغرب ستحسد طرابلس الشام، اما تونس الخضراء التي ورطتنا بهذا الربيع فستصير تونس الحمراء ، الجزائر بفضل بترودولارها ستكون قادرة على تدجين كل نقمة شعبية ، وستجدد عهدة خامسة لبوتفليقة وهو في قبره ، الاستحمار سيجعل الجزائريين يحنون الى الاستعمار ، المغرب بسبب تجانسه المذهبي سينجر فقط لحرب أهلية على أساس عربي /امازيغي ،وتتحول بلاد المخزن إلى بلاد السيبة ، موريتانيا ستنقسم على أساس سودان وبيضان وحرطان ، والبيضان بدورهم سينقسمون بين شناقطة ورقيبات ، السودان الذي خسر جنوبه سيخسر أيضاً دارفور(ه)، أما في مقديشو فإن همة الشباب الاشاوس ستحول الصومال إلى ..... صومال ، إلى اصطلاح للخراب ، حين تصبح المنطقة كلها ركاما ستبادر امريكا إلى اعلان خطة مارشال تعميرية وذلك بوضع اليد على المدخرات الخليجية ببنوكها ،. كل أقاليم العروبة تتصومل ببطئ ولكن بثقة ، المهم الا نفقد يقيننا بأن التجزئة هي السبيل الاضمن للوحدة، داعش هو الدليل الساطع على أننا لن نتحرر إلا من بعد فالحرية مكتسبة مش موهوبة ، المهم ألا نحرق المراحل، داعش بصفته شكلا من أشكّال العدم المطلق سيغيرنا نحن الذين لا نتغير بسهولة ، ستنتهي عبادة الشخصية ويصبح كل عابدٍ شخصيةً تستحق العبادة ، سيموت الرجال بالجملة وتلجأ الأرامل إلى سد الفراغ حيث يكتشفن ان العمل هو ما يحرر الحرمة من الحرملك ، وتتكائر المذاهب الخلاصية المبشرة بنهاية العالم بقدر ما يزداد التشبت بملذات العالم ، ويُقبل الشعب على استهلاك الحشيشة بعد ان تتغير المعادلة من "الدين أفيون الشعوب" الى "الأفيون دين الشعوب" ، ستحترق الجرائد النفطية باحتراق النفط ، ويزدهر أدب الخيال العلمي على حساب أدب الواقعية الاشتراكية ، وتتخفف لغة الضاد من حروف القاف والعين ، تزدهر أسماء فوفو وكوكو وسوسو على حساب احمد ومحمد ومحمود ، ستنضم فضائية "إقرأ" الى باقة قنوات "روتانا "، وفي بورصة النغم ستتراجع شعبية مرسيل خليفة بينما يزداد الطلب على ليدي غاغا، ترتفع تنانير الحرائر العفيفات من تحت الركبة إلى فوقها ،وتحصل خيانات زوجية ضمن الأصول المرعية ، يدخل المسلمون افواجا في المسيحية والبوذية والمحافل الماسونية. وحاصله يا إخوان ، ، بفضل داعش سنبلغ ما لا سبيل لبلوغه بدون بداعش، داعش ليس شرا مطلقا بل هو شر لا بد منه ، ومهما كان سيئا فهو ليس أسوأ من الأسد وحسن نصرالله، داعش مرحلة في تاريخنا لا تختلف عن الخوارج والأمويين والعباسيين والفاطميين والمماليك والقرامطة والبعثيين ، ويجب المضي بهذه المرحلة الحرجة إلى نهايتها حتى لا نحرق المراحل ، داعش هو المشكلة والحل ، هو الداء والدواء ، هو الإسلام وإصلاح الإسلام ، هو الخصم والحليف ، هو الشعب في وعيه ولاوعيه وشهوته للخراب ، منه ينبثق جلال الدمار والموت والحيوية والفوضى الخلاّقة والفن والحضارة، والإنسانية الأكمل ، وفظاظة داعش هي اكثر من جريمة انها قدر ، نحن في بربريتنا لسنا أقل من المانيا التي توجت شعرها وفلسفتها بالنازية ، ولسنا اقل من الخمير الحمر او السوفيات الذين ابادوا الملايين في سيبيريا ، الغولاغات والمَقاتل لم تكن همجية إلا لأننا ننظر اليها نظرةً غيرية وبَعدِيَّة وبعيون إنسانية وساذجة ، أما في حينها فهي ضرورات ضارة وضرورية لشعوب تنوي لحاق قاطرة التاريخ حتى ولو داست على مئة مليون جثة منها ، أليس أخير لنا أن نكون 200 مليون عربي برؤوس مرفوعة بدل أن نكون 300 إعرابي مليون برؤوس مطأطئة ! عبد الحميد عبود رحالة فلسطيني
#عبد_الحميد_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مفكرة ثورجي في بلاد الكرد
-
مفكرة ثورجي في الثورة السورية(2)
-
مفكرة ثورجي في الثورة السورية (1)
-
مفكرة ثورجي في الثورة السورية
-
حلب التي لا تستحق اسمها
-
اصبح عندي الآن بندقية الى حلب خذوني معكم
-
الفساد ، ماركة سورية مسجلة
-
ظبية خميس ، فاجرة في هيئة شاعرة
-
أيها النساء ، أبو القاسم الأمين هو الداء وقاسم أمين هو الدوا
...
-
بيان لرجل واحد ضد أيور الثقافة
-
عن الثورات العربية والمناعة الخليجية
-
بيان لرجل واحد مع النساء وضد الشريعة
-
بلا بوكر بلا جوكر ، نريد جائزة باسم البوعزيزي
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|